مقال عن: سلوكات المعلم مثير التفكير

بقلم: رجاء صلاح صندوقة

باحثة بدرجة الدكتوراة

قسم المناهج وطرق التدريس، كلية التربية

الجامعة الإسلامية – غزة، فلسطين

المعلم هو المفتاح الرئيس لنجاح العملية التربوية، وكنزها الأعظم الذي لا يمكن الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال، فهو الذي يدير عملية التعليم، ويحرك أنامله السحرية التي تقود العقول، وتغذي الناشئة غذاء مفيدًا، ويؤثر في السلوك تأثيرًا إيجابيًا، فيدعم السياسات التربوية الفكرية بمختلف أنواعها، التي يسعى المجتمع إلى تحقيقها في أبنائه، كما أنَّ المعلم بناءً على ذلك ينبغي أنْ يواكب كل التطورات العلمية والفكرية والسلوكية، وهذا لا يمكن تحقيقه إلا بالتربية المستمرة للمعلم بما ينعكس على طلبة العلم الذين يأخذون العلم مباشرة منه، وعن طريقه تتحدد مخرجات المدارس مهما كانت الأبنية أو الكتب أو الوسائل، وغيرها، ويمكن القول بأنَّ التعليم الصحيح هو الذي يأخذ بالأسس العامة في بناء مهارات التفكير المختلفة لدى الطلبة، ولا سيّما إدخال تعليم التفكير بأنواعه المختلفة إلى المدارس، إلى جانب أهميته العلمية والتربوية، فهو من أسمى القضايا التي تتعلق بالنمو والتقدم، ومواجهة التحديات المستقبلية، في عالم أصبح قائده الفكر الجيد المُثمر، ومن ثم فإنَّ حاجتنا إلى تعليم التفكير بجميع أنواعه لتلاميذنا هي حاجة عظيمة، كما يتفق كثير من المربين والباحثين على أنَّ المعلم هو المفتاح الرئيس لنجاح العملية التربوية في أي برنامج تربوي، سواء كان الطلبة عاديين أم مُعوقين أم موهوبين؛ لأنَّ المعلم هو الذي يُهيئ ثقة المتعلم بنفسه، أو يدمرها، كما يقوي روح الإبداع أو يقتلها، بهدف إثارة التفكير الناقد أو يحبطه، ويفتح المجال للتحصيل، والإنجاز أو يغلقه.

سلوكات المعلم المثير للتفكير (الحيلة، 2002)، (جروان، 1999):

1. قدرة عقلية فوق المتوسط.

2. معرفة متعمقة متطورة في مجال التخصص.

3. الشجاعة الأدبية في قول (لا أعرف).

4. الإحساس القوي بالأمن الشخصي.

5. تقبل الغرابة والأصالة والتنوع.

6. حسن التنظيم والإعداد المسبق.

7. الاستماع للطلبة.

8. احترام التنوع والانفتاح.

9. تشجيع التعلم النشط.

10. تقبل أفكار الطلبة.

11. إعطاء وقت كافٍ للتفكير.

12. تنمية ثقة الطلبة بأنفُسهم.

13. إعطاء تغذية راجعة إيجابية.

كما حدد راث (Raths, 1986) مجموعة من الممارسات السلوكية التي من شأنها أنْ تساعد على خلق مناخ مثير للتفكير (جروان، 1999م، ص45):

1. الاستماع للطلبة.

2. تقدير الفروق الفردية والإجابات ذات النهايات المفتوحة.

3. تشجيع النقاش المفتوح.

4. تشجيع التعليم الفعّال.

5. تقبل أفكار الطلبة.

6. إعطاء وقت لتنمية التفكير.

7. رعاية الثقة.

يرى المالكي (2002م، ص34-35): أنّه انبثق من مُنحنى تنمية التفكير للطلاب تحولات كبيرة في كثير من الأمور التربوية عامة، وعلى أدوار المعلم خاصة، ولخّص ذلك بأنَّ تلك الأدوار تستدعي من المعلم سلوكات تشتمل على ما يلي:

1. تعرض الطلاب لمثيرات مناسبة تجعل الطالب يحاول التوصل للإجابة، وذلك عن طريق التساؤلات المثيرة للتفكير، مثل: الأسئلة التباعدية، والأسئلة في المستويات المعرفية العليا، وإتاحة الفرصة للطلاب للتفكير الطويل الذي يعد ضروريًا لهم، لكي يكونوا واثقين في طرائق تفكيرهم وحلولهم.

2. بناء بيئة صفية مثيرة للتفكير الابتكاري، وتشجيع الطلاب على حب الاستطلاع وارتياد المجازفات الفكرية، وتوليد الأفكار المتعددة، وإتاحة الفرصة للطلبة؛ بهدف التعبير عن مشاعرهم، كما تتسم أيضًا باحترام آراء وأفكار الطلبة.

3. استجابة إيجابية من المعلم يساعد على المحافظة على التفكير، وفتح الطرائق المتنوعة للتفكير.

4. تقديم نموذج علمي للطلبة من أجل الاقتداء به في التعامل مع مهارات التفكير المتنوعة، والتي تتمثل في: سلوك المعلم أثناء معالجة المادة لموضوع التعلم في الموقف في الحجرة الصفية، كما يجب الاهتمام بالأسئلة الصفية بشكل خاص التي يطرحها المعلم على طلبته.

5. ينبغي على المعلم الاهتمام بشكل خاص بالأسئلة الذي يطرحها المعلم على الطلبة، بوصفها مفتاح إثارة التفكير لديهم بوصفها الكنز الثمين لتفكير لديهم، والتنوع في هذه الأسئلة، كما أنَّ استخدامها يقتضي الإشارة السريعة لديهم مثل: (الأسئلة التباعدية، الأسئلة في المستويات المعرفية العليا، الأسئلة السابرة).

المصادر والمراجع

جروان، فتحي. (1999). تعليم التفكير: مفاهيم وتطبيقات، عمان، الأردن: دار الكتاب الجامعي.

الحيلة، محمد. (2002). تكنولوجيا التعليم من أجل تنمية التفكير بين القول والممارسة، ط1، عمان: دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.

المالكي، عوض. (2002). مدى امتلاك مُعلمي الرياضيات لبعض مهارات تنمية التفكير الابتكاري، (رسالة ماجستير غير منشورة)، كلية التربية، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية.