تبدأ القصة منذ أن يكون الطفل تلميذا يخضع للعملية التعليمية الهشة التي تعبر عن اللامبالاة للهدف الرئيس من عملية التعلم ، هذا التلميذ يخضع لمناهج تعليمية لا تشجع بتاتا على الإبداع بل تقتل الإبداع بشكل غير مباشر عن طريق ضخ مجموعة من الموضوعات التي قلما يستطيع أن يفهم التلميذ منها شيء معمول به ، وإن نظرنا إلى طريقة التقويم الختامية التي تصرح بأن هذا التلميذ قد تخطى عاما دراسي وانتقل إلى الآخر سنجدها طريقه بدائية ولا تقيس سوى الحفظ والاستظهار ، فتكون آخر صلة للتلميذ بتلك المعلومات والموضوعات التي تعلمها هي الاختبار وبعد انتهائه إذ نجد التلميذ قد نسى تلك المعلومات والموضوعات .
ثم يتقدم هذا التلميذ في المراحل التعليمية إلى أن يصل إلى التعليم الجامعي فيدرس مقررات أوسع وأعمق ويتخصص فيها ولكن .. هل تغير هذا النظام التعليمي ؟ وهل تتغير عقلية التلميذ الصغير الذي ذكرناه سالفا في هذه المرحلة ؟ وهل المناهج الجامعية التي يدرسها تقيس شيئا غير الحفظ والاستظهار؟
- في الواقع الإجابة عن كل هذه الأسئلة هي .. لا
لم يتغير أي شيء، ما تغير هو السنة الدراسية والمرحلة التعليمية فقط.
ثم بعد ذلك نجد من أنهى التعليم الجامعي وبدأ يشرع في الدخول في مرحلة أخرى تلي مرحلة التخرج وهى تسمى.. الدراسات العليا .
في هذه المرحلة يطلب من طالب العلم أن ينسى طريقة التفكير التقليدية ويتحرر منها وينتقل إلى مرحلة الإبداع .
ولكن أسأل الآن: هل كل هذه الفترة التي مضاها الطالب يدرس بطريقة رجعيه لا تنمى عملية الإبداع والتفكير ليست بكفيلة أن تمحى عقله وتقتل كل الميول الإبداعية ؟
وإذا كان الجواب لا بل هي كفيله بأن تلغى عقله ولا تنمى لديه أي قدرة على الإبداع ، فكيف يطلب من الطالب في الدراسات العليا أن يحول فكره وعقليته التي كونها النظام التعليمي ؟
نجد الآف الطلاب في الدراسات العليا ولكنهم ينتهجون نفس النهج الذي تعودوا عليه وهو حفظ المقررات ليحصل على تلك الشهادة بدون الأخذ في الاعتبار بالنتيجة الثقافية والمعرفية التي حصل عليها ، فنجد البعض منهم يشترى رسالة ماجيستير أو دكتوراه بالمال من أجل نيل تلك الشهادة .
وهنا أتساءل هل يستحق أن يلقب طالب ليس له القدرة على إضافة أي جديد للعلم باسم باحث ؟
-
هشام إبراهيمكاتب