شعراء يستحقون الصفع - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

شعراء يستحقون الصفع

  نشر في 27 أكتوبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

كان الشعر في السابق كوسائل الاعلام في وقتنا الحاضر وكان للشعراء الفحول قيمة اجتماعية كبيرة ومهمة ويحسب لهم ألف حساب طمعا في مدحهم او على الأقل تجنب هجائهم. لان الشاعر في السابق كان اشبه بالقناة الفضائية المتحركة فسرعان ما يبلغ شعره الافاق وتسير بأشعاره الركبان. ومنهم من اتخذ شعره وسيلة تكسب يسترزق بها واخر يحمل مبادئ وقيم وفروسيه فلا يمدح من لا يستحق ولا يتسول بشعره على بلاط الأثرياء والسلاطين. والشعر كما اخبرنا عنه رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة والسلام (الشعر بمنزلة الكلام فحسنه كحسن الكلام وقبيحة كقبيح الكلام) رواة الطبراني.

وفي أيامنا هذه ولن أكون متشائم كما لو كنت مصريا وأقول (أيامنا الغبراء) يوجد شعراء أكثر من الهم على القلب ولكنهم كغثاء السيل. فالشعر من الناحية الفلسفية هو هندسة للكلام (رص كلام) تنسيق قافية مع اتساق في المعنى ولكن الشعراء الحقيقيون يولدون شعراء ويقرضون الشعر بتلقائية وبدون تكلف وكأنهم يغرفون من بحر طامي. وتبلغ شهرتهم حتى غير المهتمين بالشعر ويعجبون بما يقولوه. اما الشعراء التقليديين فلا يعرفهم سوى اهل الشعر وخاصته وكما قيل:

إذا لم يطربك الشعر عند سماعه                  فليس حريا ان يقال له شعر

وأعذب الشعر اكذبه وهذه قاعدة الشعر الذهبية المعروفة فقد مدح المتنبي كافور الاخشيدي ووصفه بأوصاف لم تقال في هارون الرشيد طمعا فيما عنده. ويتجاوز عن الشاعر المبالغة والتهويل نظير ما يتحف به السامع من بلاغة التشبيه وحسن الكلام. والعكس صحيح عندما يتعدى في الهجاء.

وقد يمدح شاعر معشوقة له ويمنحها اوسمه ونياشين في الحسن والجمال تجعل السامع يطمع فيها وهو لم يرها من فرط المبالغة. ولو التزم الواقع في شعره لما استحسن الناس ما يقول. ولم اتشوق لرؤية أمراءه كما تشوقت لرؤية ليلى العامرية التي اذهبت عقل المسكين قيس ابن الملوح ولقب بسبب حبه لها بمجنون ليلى يقول في احد اشعاره المشهورة التي قالها في العامرية :

اما واعدتني يا قلب أنى                        إذا ما تبت عن ليلى تتوب

فها انا ذا تائب عن حب ليلى                  فمالك كلما ذكرت تذوب

امر على الديار ديار ليلى                       اقبل ذا الجدار وذا الجدارا

ما حب الديار شغفن قلبي                    ولكن حب من سكن الديارا

ويوجد اشعار شعبية جميلة رغم لهجتها العامية البسيطة كما دار بين مدرس وطالب يقول الطالب :

بسالك يا أستاذ سؤال في الحب                 سؤال وابغى افاداته

الي رسب في امتحان الحب                       يعيده ولا الهوى فاته

فرد عليه الأستاذ :

الي رسب في امتحان الحب                      يكتب له صفر في سجلاته

ماله مداوي وماله طب                              محروم من كل لذاته

وفي المقابل لم ابغض مشاهدة شخص في حياتي كما كرهت مشاهدة من قيل فيها :

يلي على بابكم سدرة                                طلوا علينا وشوفونا

ما مثلكم يترك العشرة                              بعد المودة نسيتونا

واعجبني تصنيف أراه منصف قاله أحد الحكماء عندما سئل عن حال الشعر والشعراء فقال: الشعراء أربعة شاعر يجري ولا يجرى معه، وشاعر ينشد وسط المعمعة، وشاعرمبتدئ من حقه ان تسمعه، وشاعر لا تستحي ان تصفعه.


  • 1

   نشر في 27 أكتوبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا