فى الصباح توجهت إلى مقر عملى، قابلت صديقى شغوف الذى دوماً ما يحدثنى عن كل ما هو جديد فى عالم التقنية الحديثة، تبادلنا التحية وسألنى عن آخر مشروع عملت عليه فى مجال إنترنت الأشياء IOT،كان المسمى جديداً علىّ،وقف المترو حيث ينزل هو، ودعته وتركنى فىحيرة من أمرى .

أمسكت جهازى اللوحى وكما عودنى صديقى أن أبدأ بموقع ويكبيديا، فهمت أن إنترنت الأشياء هو تواصل بين كل المركبات،الأجهزة،المبانى وكل ما يطلق عليه لفظ "شئ" بحيث يدمج فيه الإلكترونيات ،الحساسات الإلكترونية،البرمجيات الخاصة بها وأيضاً توافر ولوج للإنترنت، لتحقيق التواصل فيما بينهم مع العالم الخارجى، يُمكّننا أنترنت الأشياء من تجميع البيانات المختلفة عن طريق الحساسات الإلكترونية وإرسالها عبر شبكة الإنترنت، تتيح لنا هذه التكنولوجيا التحكم عن بعد فى كل شئ نمتلكه، ومزيداً من التكامل بين بيئات مادية مختلفة وبين الأنظمة الحاسوبية الحديثة.

يظهر على الشاشة أمامنا اشعار بأن البطارية أوشكت أن تفرغ تماماً، بسرعة فتحت تطبيق لكتابة المفكرات اليومية ودونت "شراء شاحن بالطاقة الشمسية صغير الحجم ".

أوشكت على الوصول لمنزلى،دخلت إلى غرفتى، فتحت جهاز الحاسوب، تابعت البحث عن أهم التطبيقات لهذا التوجه العلمى الحديث، طالعنى موقع Silicon Lab ليعرض لنا تصنيفات متنوعة للتطبيقات أولهم ما يسمى بالبيت المتصل:

 وهو البيت الذى يحتوى على واحد أو أكثر من الأجهزة (الأشياء) المتصلة فيما بينها وتتيح لمالك البيت أن يتابع ما يجرى، يتحكم فيها عن بعد يمكنك أن تتأكد ما إذا كان محبس الغاز مغلقاً، او أن الفرن غير مشغل، او أن النوافذ مغلقة، كذلك يمكنك أن تتأكد من وصول أفراد عائلتك تفتح لهم الباب أو حتى لتصلك رسائل من الثلاجة لتذكرك بشراء وجبات أطفالك المفضلة وأيضاً البحث عن مفاتيحك الضائعة.

فلنتابع معاً القراءة ياصديق، نتسائل الآن ماذا عن الأجهزة القابلة للارتداء Wearables

والتى يمكن تصنيفها إلى فئتين :

الصحة : وهى كل الأجهزة القابلة للإرتداء لتتابع معدل ضربات قلبك وكل ما يخص حالتك الصحية، ومن خلال هذه النتائج يتم تشخيص حالتك،وربما الاتصال بالطبيب فى حالات الطوارئ، وتذكيرك بموعد تناول علاجك.

اللياقة البدنية والبيئة: تشمل الأساور الإلكترونية والساعات الذكية،أيضاً الملابس المجهزة لهذه الأغراض،لتجمع بيانات حول عدد خطواتك فى اليوم، ضربات قلبك،ودرجة الحرارة.

إن ثورة تكنولوجيا إنترنت الأشياء تتجلى أمام أعيننا فى المجال الصناعى،فبوجود اتصال لاسلكى، وشبكة حساسات متقدمة،واتصالات الآلات ببعضها M2M ستكون الصناعات الأوتوماتيكية التقليدية أكثر كفاءة كما لم تكن من قبل.

على سبيل المثال توقع الأعطال المبكرة فى خطوط الإنتاج وإرسال تقارير دورية فى حالة خروج جزء أو أكثر عن الأداء المتوقع عن طريق الحاساسات الموجودة بداخل الألة.

كنت أظن أن الهندسة المدنية بعيداً عن متناول إنترنت الأشياء، لكن أبهرنى وجود مثل هذا النظام!، عن طريق حاساسات لاسلكية يتم وضعها داخل الخراسانات المسلحة لتنقل لنا أثناء وبعد الإنشاء مدى جودة وتكامل الهياكل المستخدمة، نستطيع أيضاً أن نحسب الإجهادات والاحمال للمبانى وإليك التفاصيل عن هذا التطبيق الرائع .

إذا أردنا التبحر أكثر فى معرفة تطبيقات هذه التكنولوجيا فاليك المزيد من هنا.

لقد كانت رحلة بحث رائعة تعرفت فيها على ما هو إنترنت الأشياء، وأهم تطبيقاته، ويبدو أن هذه التقنية جعلت الأشياء تتواصل أيضاً كما البشر .

الآن هو موعد خلودى للنوم لكن لابد لنا من رحلة بحث أخرى نستكشف فيها المزيد من الإحصائيات فى العالم، تاريخ نشأة هذه التقنية، أكثر الدول استخداماً لها، ومشاريع يمكننا أن ننفذها سوياً فى بيتنا ومع أطفالنا، أيضاً ما مدى القابلية للأختراق فى هذه التقنية،

دمتم بود.