لا خير في شعب تنبعث منه الفوضى حتى في الإحتفالات والمتع والشهوات ..فالفوضى هي أصل كل شيطاني في عقولنا وفي أذهاننا ,ومادامت عقولنا خاوية ليس فيها إلا المتعة فهي أقرب إلى الفوضى .
عند دخولنا – يا أعزائي – إلى الأمم التي أسقطها الجشع والظلم السياسي والمجتمعي ,سنجد أن هذه الأمم إنعدمت فيها مواطن الجمال التي يخرجها النظام ..فنجد القبح في كل شيء ..في وجوه المارّة في الشارع ..في سلوكيات المجتمع اليومية البسيطة ..في العمل ..في مباريات كرة القدم ..في المدارس ..في الجامعات ..في المساجد!
وأنا ليس لديّ شك إطلاقاً في أن من يركن سيارته في صفّ ثاني ,وأن من يصرخ في وجه من يقطع عليه سيارته –حتى وإن كان محقاً - ,وأن المدير الذي يظن أن الصراخ والتعنيف هو الطريقة المثلى لسير العمل ! ,وأن المعلم الذي يظن أن الضرب هو الطريقة الصحيحة للتعليم ,وأن الخطيب الذي يظن أن الصراخ عبر المنبر هو الطريقة النبوية للعظات ..ليس عندي شك أن كل هؤلاء أصحاب عقول خاوية لم تصبح مستنيرة بعد.
إذن ما الحل ؟ في الواقع لا يوجد أي حل لظاهرة الفوضى ,فالفوضى مستمرة إلى يوم القيامة وليس بيدنا أي شيء في منع الفوضى سواء بين الجماهير العامة أو الساسة أوأصحاب الأمر ,بل كل ما نقدر عليه لهم هو " لا شيء".
مهما حاولت تنظيم الفوضى حولك ..في الواقع أو في أي مكان إفتراضي ,فأنت لن تقدر والسبب هو أن الفوضى والنظام هما مرادفان للظلام و النور ,فمستحيل أن يكون هناك نوراً للأبد.
سنّة الله في الكون .
وأمر الله أن نترك الفوضى لأصحابها ,ونكون نحن أصحاب النظام.
أما أن تغير سلوكيات الشعوب والأمم ,فقد يمر ملايين السنين عليك دون أن تخرج بنتيجة مرجوة.
هيثم ممتاز
-
هيثم ممتازبين الجهل والمعرفة شعرة واحدة ,وهي القراءة.