ليتني كباقية بنو وطني أو أصدقائي ومن في مثل سني، لا أهتم سوى بآخر صيحات الموضة في لون طلاء الأظافر، وأحمر الشفاه، ولكني بلا أسف طيلة الوقت وأنا منشغلة بآخر الأخبار، ومن قتل ومن حكم، وأخبار وطني التي من سئ لأسوء.
استيقظنا خلال اليومين الماضيين على خبر بيع أو إيجار أو عودة أو صفقة وضيعة فقدت فيها مصر جزء من أرضها، تلك الأرض التي ارتوت بدماء الشهداء وأشرف ما انجبت مصر، ليأتي جنرالات مصر بجرة قلم يبيعوا أرضها مقابل حفنة من الدولارات أو الجنيهات، هذه ليست القضية، ما آثار غضبها ودهشتنا أن القرار يصدر ويتخذ بدون أي محاولة لنقاش مجتمعي، فالنظام ينظر إلينا كأننا "شوية مهابيل" من سوف يقنع نفسه أن الجزيرتين أبدا لم تكن مصرية، وإن مصر استأجرتها من المملكة السعودية إبان حربها مع إسرائيل.
هذا الحدث ليس فقط مثير للغثيان، فإني انصحك بأن تستقبل هذا الحوار بكف خماسي حاول أن تجعله عاهة مستديمة، يتذكرها كلما نظر في المرآة حتى لا ينسى مدى غبائي في تبرير بيع الأرض مقابل الاستماتة على النظام والبقاء في السلطة من خلال شرعية مزعومة ودعم دولي أشبه بالوهم.
أما الصنف الثاني مثل حالتي، مضى الايام الماضية بين الدموع والقهر، والصياح على مواقع التواصل الاجتماعي، وإن كان هذا الصراخ غير مجدي في هذه المواقف، ولكن للاسف هذا ما نملكه،أن نحاول نصيح بصوت أعلى عسى صوتنا أن يصل إلى من أهدر حقنا حتى في الحفاظ على الارض.
حقيقة أنا لا يعنيني تاريخ الجزيرتين محل الخلاف، ولا أريد أن استمع إلي فيديو الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وهو يهدد ويتوعد بأن هذين الجزيرتين مصريتين، لأني انا وانت وجميعنا ندرك تماما أنها مصرية 100%، وإلا لماذا دفع النظام السعودي كل هذه الاموال مقابل استرداد أرضه.
ما يثير غيظي حقيقة هؤلاء الذين يسعوا بكل السبل تأكيد أن الجزيرتين سعودتين وأن الحق كان لابد أن يعود لأصحابه، ما يثير حنقي وغضبي، هو هذا النظام الذي أعطى لنفسه كامل الأحقية في بيع الأرض مقابل المال، دون حتى الحديث عن الموضوع من قبل، ما يثير جنوني أن أغلبية المصريين لم يعلموا شيئا عن هاتين الجزيرتين إلا عندما انضمت للمملكة، ما يوجع كرامتي الشماتة التي تحدث بها الشعب السعودي على مواقع التواصل الاجتماعي، وأن بأموالهم وضعفنا كان من الممكن أن يأخذوا شرم الشيخ.
اشعر اني في كابوس لا ينتهي، ولا أملك سوى هذا الحديث حتى يكون براءة مني أمام الله لما وقع وسيقع ولم تسامحنا فيه الاجيال القادمة.
-
Rahma Daighamلا تتسرع في الحكم علي يا صديقي.. فما زالت أعافر وأتعلم