لماذا نخاف من الكلمة والنقد ؟
لماذا لا نكون مثلهم ؟
نشر في 06 يناير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
في تغريدة لرجل الأعمال والرئيس القادم لأقوى عروش العالم دونالد ترامب عن سجن غوانتانامو، والتي قال فيها أن المجرمين هناك لا يجب عليهم الخروج من هذا السجن، فرد عليه أحد الاعلاميين البارزين وكتب عليك أنت ان تكون هناك إلى الأبد ..
اعتقدت لوهلة عندما قرأت هذا الرد ولشخصية تعتبر من أقوى الشخصيات لعام 2016، والتي بسبب تغريدة منه، قد يهبط سوق الاسهم وتفلس كثير من الشركات، ويرتبك كثير من رؤساء الدول. أليس دونالد ترمب قادر على أن يوقف هذا الشخص عند حده، وعدم تطاوله على رئيس دولته المنتخب من قبل الشعب. وعدم التشكيك في رأيه أو إلصاق احدى التهم له كدعمه للارهاب أو التخابر مع دول معادية، أو التطاول على الذات الرئيسية وو..
اسف على هذه التهم، أعتقد انها لا توجد إلا في بلداننا العربية، وغيرها كثير فلدينا من التهم التي تجعل أقرب الناس لك يتهمك بالخيانة. و يلعنك ويشتمك في كل مجلس لدرجة تجعل الناس مصفقين ومهللين ومباركين بهذه الروح الوطنية، التي تجعلك تتخلى عن ابنك او أخوك لتظل وطنيا في نظر الحكومه والشعب ..
لقد وصلنا الى مرحله من الانحطاط الأخلاقي واضمحلال الفكر لدرجة خطيرة جدا، فالشعب الذي يحركه ويقود مسيرته تغريدة من أحد المسؤولين أو أحد المشاهير على مواقع التواصل الاجتماعي، وتشكل رأيه في شخص معين او جماعه فتنهال عليه التهم دون وعي أو فهم أو تثبت وتتلقف أخباره وتتناقلها بسرعه فائقه جدا، وتشكك في ولائه وتحاول أن تستعدي كل من يمشي على هذه الارض ضده ويتخلى عنه الأقربون على الرغم من معرفتهم التامه له أو لهم ..
إن الخوف من التعبير أو النقد في بعض البلدان يعتبر تهمأ وخيانأ عظمى
فالسكوت عن الخطأ يعتبر فسادا، ومايحدث في بلداننا العربية أن اصحاب القرار تفرغو لمراقبة الشارع ومحاسبة المنتقدين وتخويف الناس والعامة من محاولة التعبير عن رأيهم واختلاق التهم لهم ووضعهم في السجون أو منعهم من الحديث او حتى الكتابة ومنع كل أشكال التعبير. إن مثل هذه الاجراءات تخلق لدى الشعب نوعا من الحقد المبطن الذي ينفجر في أي لحظة إذا ما اجتمعت فيه المحفزات الكافية ..
-
محمد علي البارقياعشق الانغماس في الخطأ والبحث عن الحلول