المهرجانات ونقادها - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

المهرجانات ونقادها

المهرجان القومي للمسرح نموذجا

  نشر في 07 يناير 2018 .

ربما لا يلتفت الكثيرون لوظيفة مهمة من وظائف المهرجانات المسرحية . خاصة تلك التي يصاحب فعالياتها نشرة يومية وندوات وجلسات نقدية سواء كانت رسمية أو فيما بين العروض او في التجمعات.

ألا وهي تدريب النقاد ممن ترسخوا وتهيئة القادمون . خاصة فيما يتعلق بكيفية الكتابة تحت ضغط الوقت ؛ وبعد الانتهاء من مشاهدة العرض مباشرة . وهذا أمر ليس سهل كما يعتقد البعض، فهو أكثر صعوبة حيث المتاح لك للاسترجاع والمناقشة مع نفسك وطرح الأسئلة وصولا لإجابات أو للمزيد من التساؤلات هو وقت قليل.

وطبعا ليس بمطروح أن تتحول كتابات المهرجان الى نوع من محاولة إثبات الجدية وفرض سمات التجهم من البعض . خاصة من كتبوا سابقا عن عروض أصدقائهم ومؤسساتهم التي يعملون بها ، أنها عروضا لا يأتيها النقص من قبل أو دبر ، على خلاف الحقيقية . فيجدونها فرصة لكي لا ( يعجبهم البوريو ولا الصيام في يوليو) في عروض من لا تربطهم بهم صلة .

كما أن الكثيرين لا يفرقون بين الطبيعة الواجبة في اختلاق المقال طبقا لمجال نشره. فالمقال الذي يكون بمجلة متخصصة . غير المقال المعد لجريدة حتى وإن كانت متخصصة ؛ طبقا للمساحة والجمهور المستهدف. وعليه فإن الكتابه المواكبة لفعاليات أي مهرجان تختلف عن الكتابة للنوعين السابقين . فهي تواكب حدثا . وتنير لع الطريق . وتضع تقييما أوليا لا يغفل نقاط الضوء حتى وإن تعددت روابي الظلمات.

يتناسى البعض أو ربما لا يعرف، أن البحث عن بواطن الجمال في العمل الفني هي وظيفة مهمة وأساسية من وظائف النقد . ويركزون على الانتقاد فقط . لذا فأي جمال في العمل مهما صغر يجب إبرازه، خاصة في النشر الذي يواكب الفعالية المهرجانية. معك في أن بعض العروض بينها وبين الجمال خصومة شديدة . ولكن علينا إبراز هذه الخصومة بجمال . ولا نرد على تفشي القبح بالمزيد منه.

كما ان الكتابة تحت ضغط الوقت الضيق تستلزم الإنتباه كلية لما يقدم . فليس هناك فرصة للمراجعة , وعليه يجب ان يفصل الكاتب عما يريده في العمل المطروح أمامه وبين العمل المقدم بالفعل . وعليه ألايجعل شعوره ورغبته في الاستحسان او الاستهجان شعورا عامه يفرضه على الجميع حتى وإن كان الواقع العكس. عليه أن يبدي رأيه طبقا لما رأه، لا طبقا لما كان يأمله .

كما أن مهرجان كمهرجاننا تتنوع فيه العروض طبقا للجهات الانتاجية يجب الا يحمل صيغة خطاب واحدة . فكما تعلمنا أنه لكل مقام مقال. وفي مقال يجمه بين الهواية والاحترافية تكون المحاسبة طبقا لهذا . فالمحترف والدارس لا تقبل منه إلا أشياء معينة لا يثاب أن فعلها . ويلام بشدة إن أغفلها . بعكس الهاوي الذي يثاب إن فعل تلك الأشياء التي تبدو بديهية للبعض , خاصة في مجال التمثيل.

نعم فتقريبا الهواية في العملية المسرحية اقتصرت في مصر على مجموعة المؤدين. فالمخرجون في فرق الثقافة الجماهيرية والشركات والجامعات محترفون أو أنصاف محترفون ، كذا عناصر إخراجهم المساعدة من ديكور وموسيقى .. الخ. كما ان هذه الجهات الإنتاجية تحوي العديد من الأدعياء في عناصرها المحترفة المنحرفة أو أنصافهم. لذا ربما أعتقد ان وظيفة هامة من وظائف المواكبة عي فضج الإدعاء بالنسبة لهم لمن يتعاملون معهم من ممثلين صدقوهم وأمنوا بهم. مع الوضع في الاعتبار أنه حتى في هذه الحالة تتراوح الحالات فيما بين من ركب رأسه وأصبح الاستسهال والنقل وعدم التفكير سمة أساسية . وبين من يحاول أن يبدع أو يفكر فخانه التطبيق مع بزوغ الفكرة حتى وإن لم تتحقق بالشكل الجيد. وربما يستدعي هذا بعض التعب من الكاتب المواكب في محاولة معرفة تاريخ من ينتقده. فربما لو عرف لتحولت الكلمات.

نعم في الكثير من عروض الهواة كانت الهرولة وراء الكوميديا بكل صورها وأشكالها التي ربما لا تتسق مع سياق العمل نفسه هي السمة. ولكنهم معذرون . فهم يطمحون للشهرة والنجومية . ومؤسساتنا الإعلامية لا تسمح إلا بالكثير من السفة . ومن يقوم به يصبح نجما ’ فلا عجب ان قلدوهم نظرا لغياب الجدية.

أي أن الخطاب بالنسبة لمن يحترفون الأمر غير الخطاب بالنسبة لمن يهوونه. علينا أن نحاسب المحترف على علمه وجهله . وعلينا أن نأخذ الهاوي من جهله لآفاق أرحب عالمة مستبصرة مبدعة . ولا نكون مجرد حائظ منفر يدعوه الي إراحة البال وعدم الممارسة فيما بعد .

كنت ومازلت أنادي بإقامة ندوات لمناقشة العروض.. خاصة للعروض من خارج البيت الفني للمسرح . وإتاحة الفرصة للمشاركين بهذه العروض بمشاهدة أكبر ممكن من العروض الجيدة . فهل لو دعوت في ختام الكلمات بمنح أعضاء الفرق الهاوية التي يتوسم فيها الأمل دعوات مجانية لمشاهدة عروض الدولة على مدار العام. ستجد هذه الدعوة صدى؟

أعتقد أنها لو تمت لخفتت كثيرا حدة الانتقاد . لأنهم ساعتها سيعرفون الفارق بين المبدع والمدعي من المحترفين وأنصافهم الذين يعملون تحت إمرتهم . وسيعرفون أن للكوميديا أصولا وأن الإسفاف ليس هو الطريق الوحيد للشهرة



   نشر في 07 يناير 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا