مقال الكاتبة اليهودية
الصحفية اليهودية
نشر في 08 يونيو 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
‘تلقيت مقال الكاتبة اليهودية التي تحدثت فيه عما يجول بخاطرها من صراع عميق بين اخلاق الاسلام التي دعت احد جدودها زمن الرسول ان يعتنقه تاثرا مما وجده من نبي الرحمة من سمات واخلاق
وبين واقع المسلمين الان من اعمال القتل والتدمير التي تدور بين ابنائه من اصحاب الدين الواحد وما روعها من كثرة الدماء التي تسفك وتراق علي مذبح المذاهب المتعددة والفرق
المختلفة
ثم اطلعت علي ردود الاخوة والاصدقاء املا ان اجد بينها ما
يكفيني مؤونة الرد والحق ان البعض منها احتوي صحة الفهم وانطوت علي سلامة النوايا في تناول الموضوع
ولكني اقول انه لا يجب ان تسير مثل هذه المقالات وردودها علي انها انتقادات متبادلة فتقول هي بحثا او انتقاصا ان اسلامكم حاله كذا وكذا فترد الاقلام بل ان يهوديتكم او مسيحيتكم بها كذا وكذا هذا لا يليق بمقام البحث العلمي ولا بجلال الحقيقة و امانة طلابها
ان مقياس التثبت بصحة الدين وطهر تعاليمه من اتباعه لهو مقياس صحيح شريف اذا جمع له ما يدعمه من ان هؤلاء الاتباع مطهرون بسمعتهم بين الناس او مشهود لهم من السماء
ام هم قد بشرو بالجنة والرضوان وهم ما زالوا احياءا عل ما امتثلت بهم نفوسهم من فضائل الاعمال
وقبل ذلك كله اخلاق صاحب الدين ونبيه الذي عليه نزل و ‘سيرته التي صار بها بين الاتباع المومنين والخصوم المنكرين
ان في بعض سير التابعين والمحدثين بعضا من صفات وفضائل اخذت بيدي طلاب الحقيقة الي نهجها القويم لانهم وجدوها مصابيح هداية فكانت مداركهم لها مسالك اخذت بايديهم الي حيث يرجون وترجو كل نفس شريفة عرفت ان لها غاية في قرار الكون المكين
كمسلمي اندونسيا ومالزيا الذين اهتدوا لما عاينوه من تجار عاملوهم فوجدوا من صفاتهم امانة وصدقا فكانت هدايته من هذا الباب باب المعاملات التي هي ثمرة العبادات
ولكن لن نخطيء ايضا اذ نقول ان مدخل الاخلاق وسمو المعاملة لم يكون مدعاة لايمان الكثير
فان اقوام موسي وعيس وابراهيم محمد لم يلتفتوا الي خلاق رسلهم وانبيائهم في قليل او كثير فصدوا عن السبيل الذي لو قاسوا
ميزانهم بقسطاس الاخلاق لوجدوه راجحا في كل معيار عرف للاخلاق معني ترتقي به الافهام والعقول
وغاية القول انه ان ضاقت سبلنا في البحث عن صحة الدين
من خلال اتباعه وابنائه لانهم اضحوا صورة مشوشة لاي باحث وصارو علامة ضلال حيثما ارتجي ان يكونوا دليل رشاد
فالدين اذن نفسه ونهجه لا ريب هو النبراس المعين
وقد برآ الدين حين اخبرنا ان جميع الاتباع منشور لهم حساب يوم القيامة
الذين احسنوا والذين اساءوا فلن يعفي من. كانوا آئمة ضلال من العذاب بل هم لا شك قد فرض لهم اشد العذاب