لقب العانس جعل السواد الأعظم من الفتيات يلهثن من أجل الظفر بزوج ينقذهن من شبح العنوسة الذي يطاردهن، فما أن تبلغ الفتاة عتبة العشرين تقبل بأول عريس يتقدم لها إرضاء للأهل و المجتمع، دون أن تتوافر فيه المواصفات التي تكافؤها وتقبله بكل عيوبه ومساوئه متبعة مقولة "الراجل ميتعابش"!
كثيرات انخدعن بهذه المقولة وغيرها من الأقاويل التي تمجد الذكورة و كبلن أنفسهن بأصفاد المجتمع و قيود زواج عن غير قناعة فقط لسد الأفواه التي تلوك سيرتهن في كل مجلس، و درءا لنظرات الشفقة والازدراء، على عكس الرجل الذي يعيش حياة العزوبية بالطول والعرض بل يفتخر بكونه عازبا لمدة طويلة قبل أن يتخذ قرار الارتباط دون أن يكون محلا للسخرية والمضايقة.
هذا الإعتقاد الخاطئ الذي رسخته العادات و التقاليد العربية البالية في الأذهان، جعل المجتمع ينظر بدونية إلى الأنثى العازبة ويختصر قيمتها في الزواج والإنجاب، فهناك من يسألها عن سنها ويمصمص شفتيه في حسرة، وهناك من يدعو لها بالزواج في أقرب فرصة، وقد تلاعب طفلا صغيرا فترمقها أمه بنظرات ملئها الشفقة قائلة لها "العقبة عندك حتى أنت".
العنوسة الحقيقية هي أنتحترقي بنار القيل والقال وأنت تضعين يدك على خدك في انتظار الفارس المغوار الذي سيأتي لانقاذك، العنوسة هي أن تتأثري بكلامهم وتستعجلي زوجا يرى أنك خلقت للمتعة والإنجاب والقيام بالأعمال المنزلية، العنوسة هي أن تذبلي يوما بعد يوم وأنت تعضين نواجدك من الغيض لأنك لم تحسني الإختيار..
لا أخفيك سرا عزيزتي أنك لن تسلمي من كلام الناس حتى لو تزوجت وأنجبت أوتطلقت، حتى لو تعلمت وبلغت أرقى المناصب، ستظل ألسنتهم المسمومة تطاردك مهما كانت حالتك الإجتماعية ولن تغيري نظرتهم إليك بين ليلة وضحاها، تحرري من سطوة تقاليدهم وأعرافهم ولتذهب جميع ألقابهم إلى الجحيم!
بقلم هدى وضاف
التعليقات
ولا عليك من كلام احد .
مصطلح العنوسة أو ان يقال لامرأة أيا كان سنها أنت عانس أو ماشابه ذلك من كلمات لا تنتمي لحضارة الفهم و تحليل لب القدر الرباني..الزواج رزق و ان لم تتزوج الفتاة فليس معناه انها اقصيت من قائمة الأرزاق او الحقوق فما يراه رب العباد لا ندركه نحن بضيق تفكيرنا..ما يرتبه لنا الله من امور لو تمعنا في كيفية وصولها الى افواهنا لسجدنا طويلا لمعجزة التقدير الالهيو تيسيره لما نصبو اليه...
فلنخض في أمور مصيرية كقضية القدس او تحرير العقل العقل العربي من تفكير رث بال لا يسمن من جوع...كقضبة استعباد المراة من هكذا مصطلحات..المراة حرة و كرمها الاسلام و لتفتخر بدفاع الاسلام عليها.
ما يتم انجازه من طرف الفتاة الراقية فكريا و أخلاقيا قد لا ينجز و هي زوجة تربي اولاد و ترعى شؤون زوج..
دعوا الأمور تمشي على اعنتها و اسجدوا لرب العباد فيما يقدره لنا من ارزاق و نجاة من مخاطر بل من موت أحيانا.و ما يحققه لنا من أحلام سعيدة جميلة جدا ..الدنيا ليست مركبة في مصطلح عانس و فقط بل الحياة الراقية جدا في معرفة الله حق المعرفة
شكرا لك عزيزتي هدى..دام قلمك.