حوار مع الذّات

من الذات إلى الذات ! أقول لكم ...

نشر في 06 ديسمبر 2016 .

لا يجب الربط بين ما يقوله الناس وما تقوله لنفسك , فنفسك أدرى بنفسها.

عزيزي القارئ لا يجب أن تجعل هذا المبدأ سببا في بعدك عن الصواب وحيادك في الأمر الذي لا يجب فيه الحيـــاد. لا تجعله أمرا يعجّل بدخولك في دوّامــــة الأنــا. إنّما أريـــد أن تجعل النّقد الذّاتــــي أمرا أساسيّـــــا لا مفرّ منـــه في الحيــــاة, حتّى تصل إلى المثاليّـــــة ولو كانـــت مستحيلـــة. فعلى الأقلّ يمكــن القول أنّــه يجب أن تحاول جعل قدميـــك في طريق المثاليّـــة. المهمّ هو أن تكــــون الوسيلـــة نبيلة , لأنّ بوجــود الوسائــل المنافيـــة للإنسانيّــــــة وطهارة الروح. لن تصل إلى التوافـــق بين النفس والواقــع , فيحدث انفصام كبير بين العنصريــن , فتفقد حينئذ جوهر إنسانيّتـــــك .

إنّ المبـــادئ ثميـــنـــة والواقع مســرح مهمّ لتجسيـــد تلــك المبــادئ. إنّ ذاتــــي عرفتــها في أوقـــات الفــراغ رغـــم أنّ الفـــراغ يجــلب الهمــــوم والأحـــزان. كما أنّ الآخر يمكن أن يعـــرف ذاتـــه في أوقــــات الصـــعـــاب و الشـــدّة , حســـب نـــوع الأحـــداث التـــي تعتـــرضــــك.

فــــي سيـــرك نحــــو الأحـــداث , تـــارة تـــرفعــــك وقــــائـــع لدرجــة بلــوغ الثقـــة الكبيــــرة في النّفــــس ومدح الذّات بكثـــرة, وتـــارة أخرى تعتـــرضك وقــائع غيــــر مفسّــــــرة وصادمـــــة نـــوعا مـــا, لتجــد نفسك فـي موقع الحزيـــن الذي تحيـــط به الجدران مــن كلّ جانــب.

لا يجــب القلق حيــال هذا, فالحيـــاة تتأرجح بيـــن الحالتيــــن . عند الأكــل ينتابنــي شعور بيـــن الشبع والجــوع. حافــظ على اعتدال الموقــــف ولا تكــن ذو رؤيــة واحــدة, فالأفكــار تتعدّد والمشاعـــر تختلـــف من حيــن إلى آخـــر. تلك نظرتـــنا للحيــــاة أيّها الســادة.

بكـــلّ بساطــــة حوار شيّـــق مع الـــذّات وصـــراع كبيــــر مع الحيــاة وتناقضاتـــها !

بقلم "محمّد جاء بالله "