الشباب..أزمة وعي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الشباب..أزمة وعي

  نشر في 19 غشت 2016 .

إلى القارئ والقارئة العزيزين،اللذان قد يشاطرانني فكرة الاستياء والملل من المنشورات التافهة على مواقع التواصل الاجتماعي وكذا المواقع الخاصة و نظيراتها من مواقع الاعلام،منشورات تثير التقزز و تدفع إلى التساؤل ،هل بلغنا درجة وأدٍ للوعي لتصير تفاهات العصر وكلام العوام امرا متداولا بعيدا عن الحقيقة العلمية والادبية؟ هل نعاني من نقص لغوي لتصير لغة الشارع واللغة المبتذلة وسيلة للنقاش؟ هل فقد الشباب نبراس العقل ليتهافتوا بالآلاف نحو سفائف المواضيع؟

في عصرنا هذا صار الكل منتقدا ويملك حرية التعبير في اي موضوع شاء، فتجد البعض خبيرا سياسيا يحلل ويشتم هذا وذاك ولم يدرك من العمل السياسي غير الاسم بعيدا عن اي ممارسة او رؤية موضوعية،تكفل نقاشا مبنيا ليس فقط على الانتقاد بقدر ما تنبني على مقترحات للحلول اولى مراتبها ان تكرس للذات والفرد ،حتى تكفل له تأثيرا حقيقيا على المجتمع ،بدل نهج الصياح وثقافة خالف تعرف،لتجد جرأة على الدين كمظهر آخر فصار الكل مفتيا وفاهما في امور الدين دون ادنى درجة علمية في مباحث العلوم الشرعية بدعوى إعمال العقل اولا ،لكن اي مسيرة ننشدها لعقل لم يمنح نفسه فرصة امتلاك الادوات والمدارك المفصلة حتى يستقيم له منطق الرأي مكتفيا بما يروج من افكار سطحية تسوق لها مقاطع الفيديو و منشورات لا يبث المتلقي في صحتها ،هذا جانب من جوانب التيه الفكري الذي ينخر عظم الامة،جانب آخر نرصد له في اقبال الشباب على المواضيع التي لها علاقة بالنصف الاخر المكمل لوجوده،شباب يستبقون الوقت و يستغرقونه في مواضيع الزواج وكل ماله علاقة باشباع الفضول تارة و نزوات شاذة تارة اخرى ،ليقضوا بذلك زهرة اعمارهم بين دروب التيه و التخذير بمفعول الممارسة والتقليد المجتمعي الذي جعل من نمط تفكير الشاب والشابة بالعالم العربي محكوما بسلسلة من الاحداث ،دراسة ،فشهادة جامعية فزواج وبين وسيارة،متناسين ان الشباب كالزهر حينما ينفتح قد يأخد المرء بجماله فلا يلبث ان يذبل ولايدري،فهذا العمر اوان العمل الجاد و التركيز على صيرورة الذات فيما سيأتي من عمر ،ما احوجنا إلى نقاش علمي محتدم والتهافت عليه،ما احوجنا ان تتحول فلسفة إنتقاد الانظمة ولوم المجتمع والاخر إلى إنكباب على العمل الذاتي بغية تغييرها إيجابا بوتيرة متوازية بين الافراد،حينها سيكون الاصلاح والصلاح نهجا ،ويكون الرقي نتيجةلاحلما ينتظر.

بداية بحل إشكال التعليم المتأخر ،فانت ايها الاب و ايتها الام مسؤولان عن تعليم ابنائكم فلا تنتظروا ذلك من المدارس ،فالكل مدرك لتهالك المنظومات التعليمية ولا يكفي اللوم وانتظار مأسسة الاصلاح لابد ان يأتي الاصلاح من النواة الصغرى وبذلك بتحفيز الطفل وتعويده على المبادرة الحرة و تطوير ملكاته ومواهبه في أي مجال كانت فليس قانونا ساميا ان يصير كل أطفالنا مهندسين او اطباء ،بهذا قد يفرض الجيل الجديد نمطا فكريا مستقلا واعيا تمام الوعي برهانات المستقبل وبذاته ككيان حر قادر على النجاح ليزهر ويثمر في المستقبل ،في ظل بيئة تكفل الاحترام للذات والغير في ظل القيم التي لولا ضياعها لم شهدنا واقع التشردم هذا ،بوسع شباب اليوم ان يخلقوا فارقا هاما في مستقبل بلداننا ،ان هم تشبتوا بالقيم ،ونشدوا طريق العلم والاخلاص ،وادركوا متطلبات كل مرحلة و ظرفية لموقعة الذات حتى تصير في خدمة الخير العميم للمجتمع،ولعلي ارى اليوم اننا مطالبون بالانكباب على العمل البناء بغية تطوير الذات وخلق تغيير إيجابي في المحيط الاصغر بين الاهل والاصدقاء ،فاغير انا ما استطعت وانت كذلك وآخرون حينها قد نكون اخيرا وجدنا نبراس التقدم لهذه الامة.


  • 3

   نشر في 19 غشت 2016 .

التعليقات

farah منذ 8 سنة
ما احوجنا إلى نقاش علمي محتدم والتهافت عليه
ما احوجنا الى نهضة فكرية وعملية وادبية حقيقة
تعكس حضارتنا وهويتنا بوجهها المشرق
ولكنها كما قلت ازمة وعي
1
أحمد أكرتيم
مشكورة على القراءة

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا