بنسعيد آيت يدير... شهر مارس... شهر يوليوز.
عنوان شوقي الذي لا يغيب...
أشتاق إليك، أشتاق إلى شهر مارس... أشتاق إلى 23 منه بالتحديد...
صباح جميل... صباح مغمس بعبق عطر محبة الحرية... صباح وطن حر...
مضت أيام وحلّ مارس، ذكرى الشهداء الموغل في الذاكرة... موجع مارس... شهر الشهادة والرحيل...
مارس كان ميلادك... يوليوز صار غيابك... رغم شعلة فتيل شمعتك... دخلت نفقا مظلما... نفقا كالقبر بلا أهازيج وداع شعبك...
سيحل مارس صاخبا وحزينا... سيحل مارس وأنت موغل في الغياب... مارس حرقة الدمع على من رحل وما عاد من رحلته... تراودني ذكراك أنت أيها البعيد القريب، يا من تواريت وراء ستائر أوسمة الغياب...
مارس كان ميلادك... و يوليوز صار غيابك...
يوليوز يوجعني، يوليوز يفجعني يا رجلا ثكلته الصحراء... يا من انطفأ في غفلة منا... موجع فقدانك... مؤلم هروبك أيها المجاهد.
حلّ يوليوز دامعا... طلّقك يوليوز يا رجلا لا يشبه الرجال... لأنك سيد الرجال...
ستئن الصحراء وجعا لذكراك... ستصرخ الجبال ويردد الصدى:
وا...حرقتاه... وا... وجعاه...
صرخة شقت الوطن ألما...
موجع هروبك... مفجعة كبوتك يا من رحلت قبل الأوان... ودون استئذان...
وا حرقتاه... لن أسمع صوتك الأبي من هناك... بعد الآن... لن أنعم بدفء كلماتك المنسابة عبر حدود وأسلاك تشجعني من هناك...
رحلت بعيدا... ومارس لم يبرح مكانه... مارس فرحة الولادة... مارس وجع السنين... يوليوز حرقة الخذلان...
قسمات وجهك الحزين... نظراتك الحادة... دفء صوتك... حضورك الجميل... لم يبرح الذاكرة منذ سنوات طوال...
غيابك سيبقى حضور يا من رحلت بعيدا ولن تعود... مارس ميلادك رغم حرقة الهروب والاستسلام وألم المنافي البارد... الدمعة حتى الدمعة في مارس تنسكب حرقة عليك دون استئذان... يا من كففت بالأمس دمع رفاقك، ولثمت الجرح بدفء شفاهك... حزني عليك أيها الإبن السعيد...
من قبّل دفء ملامحك لحظة الإنطفاء... يا من استسلم قبل الأوان وحيدا، بعيدا عن أرض حلمك الجميل؟... موجع يوليوز، أنت شهر الخنوع و الرحيل...
أحببتك حد الصخب... لن أنساك... لكنني لن أغفر لك...
جملة تراودني بصمت رجل مهزوم...
مارس أنت... وكل ذكري وأنت منبوذ...
سعيد تيركيت
الخميسات - المغرب - 02 / 08 / 2015