بيروت يا ابنة السماء
هيام فؤاد ضمرة
نشر في 06 غشت 2020 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
بيروت يا ابنة السماء
..هيام ضمرة..
مَنْ يا ربَّ السماءِ حاكى
العُمرَ بروابينا؟
فمَرَّ صِيداً على الديارِ
ليَستَحضِرَ فينا بوَاكينا
تركوا بالنهارِ لوعَتنا
حتى يَجفُو بعدَ الحُزنِ نادينا
فمنْ سيُمسِّدُ اليومَ وجهَ بيروت؟
ويَعيدُ اجترارَ الحُمرةَ بالغروب
مَنْ سيُداوي نزفَ جِراحَها
ويَمسَحُ الدماءَ عن جبينِ مراحِها
أما نصبُوا لكِ مَنصاتِ الثبوت؟
حتى أصابُوك بالصَميمِ يا بيروت
نحرُوا الحياةَ على أعتابِكِ
أزهقُوا رُوحَ الكادحينَ بحَناياكِ
المُعَفرين بإرهاصَاتِ الحَياة
وميناءٌ يخبئُ ما للقدرِ أملاه
كأنما الموتُ السقيمُ اختارَهُم
ضَاقَتْ بهم أسبابَ عَيْشِهم
فغادَرَهُم الأمان
وغاصَ الموتُ براحَتيْهِم
فضاقَتْ عليهم الأكفان
فباتُوا بأكنافِ المُلتاعين قهرا
تترَدَدُ فيهم أعتاب السَّادرين فجرا
ليَسرقوا الفرحَ منْ عَينيكِ
ويَشُقوا للدمعِ مَجرًا على وَجْنَتَيْكِ
فهل تُراهُم أدرَكُوا الذي فينا؟..
وارتسَمَتْ أقدارُهُ في مَساعِينا
مِنْ حَجمِ هاتيكَ الأحزان
رُحماكَ.. بِسَماكَ يا رب الإنسان
مسكينةٌ أنتِ يا بيروت
حزينةٌ كئيبة سارحة الأفكار
والوجعُ خاطفٌ عنكِ لونَ الاحمرار
فتنبهي يا غُرةَ مُدنٍ نادمها الدلال
أيا حسناءَ تربعتْ على عَرشِ الجمال
لطالما تمايلتِ على لحنِ الذيوع
فناورتكِ رقصات ابتكرتها للجموع
فألقِي برأسِكِ على كتفِ الأمانِ
ولا تخشِي ألمًا تُحدِثهُ الأحزان
فما عادَ للصَدى مَدى
ولا عادَ العُمرُ يَتمدَدُ فينام
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية