ليس من الضروري ان نسير في نفس الاطار المجتمعي الذي رُسم للجميع 

بل من الضروري أن نسير كما نري لأنفسنا 

قد يكون غريباً ان يعترف شخص بشئ يخالف من حوله وخاصة اذا كان هذا الاعتراف سيؤثر على من حوله بشكل او بآخر   

ولكن ليس حل ان نسلك نفس طرقهم فهم اختاروا ونحن لنا حرية الاختيار لطريقنا ...

احدي صديقاتي قررت بعد ست سنوات زواج ان تنجب !!

لم اتوقع قولها حينما اكدت لي أنهم عملوا علي تأجيل فكرة الانجاب وإن ذلك كان قرارهم الشخصي بدون اي أسباب صحية

ناهيك عن كمية الضغوطات التي مروا بها سوء من عائلاتهم او المعارف والأصحاب

كمية أسئلة لا حصر لها

حتي جيرانهم كانوا يقومون بحجز مواعيد لهم مع بعض الاطباء ذوي الكفاءات الذين كانوا سبباً بعد الله في انجاب سعاد ابنه الحاجة كريمة وفي انجاب كريم ذاك الطفل الاشقر الذي يحبه الجميع 

فقدت عائلاتهم الأمل بهم

كانت ردودهم  علي كل هذة الضغوطات في بداية الامر هي الحقيقية

وهي  تأجيلهم الفكرةلكي يقوموا بدراسة شاملة كيف سيأتون بطفل في هذا المجتمع

كانوا يريدون تهيئة كل الظروف لاستقبال هذا الطفل لكي يوفروا له عيشه كريمة

لذلك مع اول فرصة عمل بالخارج لم يتكاسلوا في الخروج من اجل ترتيب اللازم لاستقبال عزيزهم وحينما استقرت حياتهم من وجهة نظرهم و أصبحت مهيئه للطفل ظنوا ان ذاك هو الوقت المناسب

خلال هذة الفترة تغيرت ردودهم من الحقيقة الي رد اخر غير حقيقي ولكن كان هذا تذكرتهم في حياة بدون تساولأت  بالنسبة لهم كان حق الجوكر ( حق الصمت )

قالوا ان أسبابهم صحية ولايوجد أمل …

اتذكر عندما قالت لي انها لا تريد لطفلها ان يولد بمصر وانها تسعي علي انتهاء الاجازة  قبل الموعد المحدد لها للولادة لكي تتمكن من العودة واستقبال طفلها في بلد يقدر ذلك ولكي يأخذ جنسية تكون شفيع له اذا قرر يوماً ان يعيش بمصر

فلا يهان بمصر سوي المصريين

قلت لها  .. لماذا !

فقالت لي هل تريدي ان تأتي باطفالك في هذا المجتمع

 انا ....!

انا لا افكر ان اقوم بشراء حذاء ابيض في هذا البلد  ...... 

اتحسب ان اخرج وانا ارتدي اي مشغولات ذهبية...... 

مؤخرا اتقدم في وظيفة وانا علي علم مسبق انها لان تأتي .....

ناهيك عن حرية الرأي والتعبير نكتب ونحن علي علم بأننا بأي وقت سنكون رهن الاعتقال

ولن اتكلم كثيراً عن التعليم فلقد جننت يوماً ما واردت ان انهي درجة الماجستير واتممت كل شئ وبعد ثلاث سنوات من البحث والتدقيق والسفر اختلفت في الرأي مع احدي الاساتذة فتوقف جميع مسعاي

ياعزيزتي لا اعتقد إني أحبب فكرة ان ااتي بطفل في مجتمع لا استطيع ان احصل فيه عن ابسط حقوقي في العيش في مجتمع ضاعت فيه كل الحقوق

كيف سأقوم بتربيتهم على مبادئ وهمية ليست موجودة  بأرض الواقع

سأقوم بتعليمهم الحرية ثم اعمل علي حبسهم

اقوم بتعليمهم الصدق ثم اعطيهم النصائح في كيف يكذبون لكي يصلوا للكثير من الاماكن ويكذبون اذا قام ظابط ما بسؤالهم عن اي شئ

اقول لهم الا يتعاملوا بالعنف واتركهم يمارس عليهم العنف الخارجي

كيف لي ان اجعلهم يعيشون في هذةالازدواجية !!

من الواجب علي الان ان احييكي علي قرارك انكِ لن تأتي بطفل في مصر …

#عالم_مش_عاجبهم_العجب_ياخال