في الوقت الذي تسعى فيه الصومال إلى استعادة كيانها ومكانتها على الساحة الدولية، والجهود التي تبذلها الحكومات الجديدة من أجل إعادة إعمار الصومال وبناء مؤسساته، من أجل الصومال الحر  وعودة الاستقرار والأمن بعد خراب ودمار استمر نحو عقدين من الزمان بسبب الصراعات السياسية والقبلية التي أدت إلى نشوب حروب أهلية قضت على الأخضر واليابس وأسفرت عن وجود كيانات متطرفة لا تعرف قيمة الوطن ولا تدرك معنى المواطنة 

انشقت تلك الكيانات عن الحركات المناهضة للحكومات السابقة، والتي كانت تهدف إلى تحقيق مصالح الشعب وعودة الحقوق إليه في جو من الديمقراطية يتعايش من خلالها الجميع من أجل التنمية 

للأسف بعض من تلك الحركات المتطرفة ينتمي إلى الإسلام الذي هو منهم براء؛ فلا تعاليم الإسلام ولا مبادءه وأخلاقه تدعو إلى التخريب والتدمير الذي يقومون به، بل إنها تؤثم وتجرم كل عمل مخرب وكل فكر يدعو إلى التطرف

السبت الأسود قبل بضعة أيام هز العاصمة الصومالية مقديشو انفجار كبير،  عقبه انفجار آخر على القرب من المنطقة نفسها، في منطقة أشبه بوسط البلد، حي تجاربي حيوي الكثير من المتاجر والأكشاك المتناثرة على جانبيه والفنادق والمكاتب والمصالح الحكومية 

انفجار شاحنة كبيرة مفخخة أدى إلى تدمير المباني ونشوب الحرائق،  وأسفر عن مقتل أكثر من ٣٠٠ مواطن بريء، إلى جانب الجرحى والمصابين الذين وصل عددهم نحو ٦٠٠ شخص وما زال يتزايد كل لحظة إثر عمليات البحث والتنقيب 

دمار وخراب حل بالعاصمة الصومالية مقديشو جعلها تبدو أرض معركة دكت بالطائرات الحربية، عندما تطالع الصور على المواقع الإلكترونية تدرك عظم الجريمة التي قام بها أولئك المجرمون 

الانفجار لم يستهدف مسئولين حكوميين، ولا استهدف المواطنين الأبرياء فحسب، وإنما استهدف الدولة وزعزعة أمنها واستقرارها 

هؤلاء المجرمون الذين ليس في قلوبهم ذرة من الرحمة ولا الإنسانية ولا حتى الإيمان يريدون تفكيك عضد الشعب الصومالي، وتدمير كل الجهود التي تبذل؛ من أجل استمرار الفوضى 

ولكن سيبقى الصومال عزيزا، وسيبقى شعبه المناضل والمكافح والمثابر، وسيمضي بعزم وإصرار من أجل الصومال الحر ومن أجل البناء والتنمية،  وسيضع يده في يد حكومته من أجل القضاء على هؤلاء المجرمين 

عزائي إليكم جميعا حكومة وشعبا 

كتبه/ أبو العمرين

القاهرة ١٨ أكتوبر ٢٠١٧