قُبَّعة المنـام : غبـار وبايـب وخسـائر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

قُبَّعة المنـام : غبـار وبايـب وخسـائر

إلى ذكرى السرياليون الدادئيون ، بروتون ، تازار، دالي ، شيلي ، مارغريت ،برونار ، تانغي .. والملهمتان غالا وناتجا

  نشر في 02 يونيو 2015  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

حسب إفادة الغلاف، أياً كان هذا الغلاف، الذي يحتوي على القبعة،

القبعة التي تعتمر جسداً يلبس كحل الليل، عينان تخترقان، قدم تحاور كأساً فارغة،

ثمة كرسي صعقه برق خاطف،

كرسي وخسوف وتلال،

أجساد مجتزأة ورجل بمنتهى

الكياسة.

هو ذاته الذي يحرك الأشكال، يجلس بحذر وفتنة،

ثم يلمح إلينا لمغادرة

المشهد!

سيكون من شأنه أيضاً أن يتأمل بحياد مطلق منخارج

اللوحة، يمر

بصورته المكررة من الخلف،

يُبصر أوراق شجيرة تخفي كنوز الشرق.

ثم نرى الفضيحة تلبس وشاحاً قرمزياً،

فضيحة تكشف زهورا يانعة برهافة تليق وحالة المتأمل لتوه،

ونرى رجالاً ينظمون أعمالاً تتوافق وسلطة الجسد الذييقبض على

الوعي البشري.

وعبره ينتجون أعنف الملقنات التي تزدهر فيهالحظة

الإبداع العربي بشكله التقليدي

الذي لم يتجاوز عصر ما قبل النهضة!

ليس لصاحبنا الذي تدلى من لوحته أية حكاية

لكن ثمة أمور يُفضل لها أن تموت، وهي فتية،

كيف لا، ونحن مجرد غبار وبايب وخسائر؟

لست بوارد مدينة خسرتها،

وليس بوسعي أن أسرد ما له علاقة بالحب والمغامرة

أو حكايات آخر الليل، عن فردوس جفّ

ونحن نلهث خلفه.

ثمة بوارح وما أسميتها المغامرة،

مجرد كلام يتنفسني،

بعدما الغيرة سحبت ما تبقى من عزلة،

وهذي مرآة تلبس شكلي

بحرفة وأناقة لم ألحظها من قبل.

لم تكن مرآة فحسب.

إنما حقيقة من القسوة أن تُروى،

لذا سأفترض حكاية كما تقتضيها اللحظة

من هجس أتوسد أضلاعه الرخوة،

إذ يترتب على حكايتي أن تلم شتاتي،

روحها مازالت تلبسني.

دليل آخر، يفسر كواتم يزيد عمرها

على ثلاثين عاماً قضيتها

في حال من التأمل،

كمن يودع حياة لا رهبة فيها غير الخدر،

صحبة أدوية تحيل الجمل إلى نملة،

وهذه الأخيرة تخاففئران الحقل

التي لا تفوتها أبجدية الرسائل

والنعاس الذي لا نملك غيره.

حياتنا ربما.. التي تصبو إلى آخر جحيم لا يليقوحداثة الإنسان بادنى مستوياته.

يساورني اعتقاد

يجيز لي أن أضحك بكل ما أملكه من شراهةقبل أن تعلن مصارف الضحك إفلاسها.

سأحدثكم عن طوني.

البارحة كان عندي هذا الكائن،

جاري البقال طوني،

يحق له ما ليس لغيره،

حيث بيننا والناس هوة، فلسنا على وفاق تام،

ولغة هذه البلاد كما علب الأدوية

التي أتناولها كل صباح..

وهذا الــ طوني .. يفهمني، هذا الطوني.

أشتري من عنده زجاجة ويسكي،

وبعد أقل من ساعة يعزم نفسه إلى بيتي!

ما هكذا يا طوني!!

ويغادر، يفهمني من هوة تفصلنا،

فلست الذي يعزمه وما يجعلني أبدو شكاكاً

ليسبزيارته، إنما تلك التي يصطحبها معه.

فخذاها المهدلتان كما عيون طوني…

هي هكذا، لا يحلو لها الجلوس إلا قبالتي،

كم أحسده هذاالطوني؟!

يشرب قنينة ويسكي لوحده،

كم أموت حين يطلب إلي أن أغادر بيتي!

فهو يشبه رجل ”المليتسا” سرغي،

على خلاف بسيط، فلهذا الأخير كلب مدلل،

ليس كالتي تجلس بكل فخر قبالتي،

وكلبسرغي أجمل من التي لا يحلو لها الجلوس

إلا قبالتي.

يتعبني طوني…

لذا، سأتحدث عن موضوع آخر.

زميلي رفيق أيام زمان..

يُعدّ برنامجاً عن الدين والعنفالسياسي.

هو ذات الصديق الذي يرفع كأسه

بصحة الوطن والثورة المطفأة!

لا يختلف عن رجل ”المليتسّا” في روسيا.

هو ذاته صاحبالسوبرماركت،

طوني.. ثوري متأصل،

يتحدر من جذور سنديانة في ”عين الدلب”

هجر ”لبعا” بعدما خطف فصيلة ديوكحبش وصيصان ومدرعة من بط وغنم،

لم يكن اسمه طوني.

أعتقد أنه فريدي الذي دفن نفسه بدير الصليب.

فريدي سحب مجنزرة من كفر فالوس إلى عينالحلوة!

لم تكن تلك العين حلوة بالتمام والكمال،

لكنهم قالوا إنها مرعبة وخصوصاً هذه الأيام،

بعدما خمدت قيادة الثورة

وتفرغ الأشبال لأفلام رامبو وبروك شيلدز

ومسلسلات ماريا مرسيدس وأنطو نيلا..

ودالاس، لم يكن خارج اللعبة.

العين لم تكن حلوة،

تُبصر امرأة تحمل برج إيفل إلى مرسيليا.

عينها تسكن المرأة أمامي،

تمرر جسد الضوء على وجهي

بأناقة ودقة تتجول حولي،

كلامها الذي أفترضه

لم يكن سوى ”رأس مال” مدجج

في علبة حبوب على قد الحال (…).

حيث الأصدقاء الوطنيون،

كما الحلم المنكسر،

وكلام الندمما أكثره في هذه الأيام يا دومي!؟

هنا أربع وخمسون محطة متلفزة،

تتوزع بين أنقرة واستامبول،

جميعها تتحدث عن امرأة واحدة…

وأسأل إن كان ثمة من يقرأ

عليّ خاتمتي في أنقرة.

وأقرأ عن زيارات ذات شأن عالمي

فتقرأنا المتاريس وعلب الليل في جونية..

زيارات وأحوال.. أحاديث (عنا)

ونحن أبعدما نكون عن العالم!!!

أكثر من رهبة حروف أهدرها

وفق ما تقتضيها سجية الحظة،

إذ كان عليّ غير ذلك،

فلم أتكلم عن امرأة بما يروي غليلي،

حينما قرأت فاتحة الوقت عليّ.

مع ذلك زارني ماغريت..

أظنكم تعرفونه.. ماغريت..

كماأنكم تذكرون السيد دالي..

كثيراً ما احتفى بشاربيه هذا الكائن دالي..

عكازته المتمايلة،

كما جسده ويده التي تلوح من شاشة التلفاز…

ما هكذا يا دالي!

ويقفز على شاربيه…

لم يرسمني وفق ما أريد

لأنه أصرّ أن تكون أئمة ليوناردودافنشي

بشارب معكوف إلى الأعلى.

لذا، نجد من البداهة أن يطلق بول دلفو

أجساداً مضاءة

منلوحة تجاورني..

كيف لا ونحن نطل على خاتمة قرن

يحتفي بصياغة عالم أفلس من ذخائره،

عالم يشي بنفسه..

تماماً كما نرى إلى صياغة أعمال

تقتل التهمة التي تلبسها المغامرة الآن.

ولأن الأجساد تنبت،

أو أنها تشير إلى بدء الخلق،

بدء يدل على حكمة،

أو أنها ترمز إلى أزل قادم،

أزل لا بد له أن يعقبالزوال،

لذا كانت اللوحة تتماثل

وأحداث عالمنا المعاصر،

بدءاً من مركزة السلطة بعقل (أَبنْوِي) صارخ

مروراً ب دالي الذيأتعبني بمزاجه الحاد.

هذا الأخيرسأبرر فعلته

لأنه رسم وحشية الحرب الأهلية

وفق ذائقة أسست لكثير من التجارب اللاحقة.

فنجد أسبانيا ملهاته

عبر صياغة أشكال تخاطب جهة أخرى من العالم.

في حين كانتالبشرية آنذاك تودع آخر رهان لها

قبيل نشوب حربها الثانية.

تلك المرحلة المتآكلة

انحازت إلى صخب الواقع بالتصفيات والجثث،

إذ لم تعنى له ما كان يرسمه أحمقمفتون يُدعى دالي.

ولأن دالي تجاوز الواقع إياه

سنجده يرسم العكاز والأجساد

ذات الأدراج والزرافة المشتعلة

بينما العالم في حينها كان مطفأ!

يمتد ذلك التساؤل إلى الآن

عن حرب كونية غير مفترضة،نعيش آخر أشواطها خلافاً للحروب السابقة،

حيث كانت أسلحةالدمار أقل فتكاً وحيوية ربما.

كما نرى إليها من ذات المرآة التي تلبس فتوحات

متمثلةبالصرامة والقسوة.

هي لحظة تزدهر بولادات مشوهة

تشرد - قتل - جوع - بطالة

عالم يكرر سماته إلى ما هنالك

من ظواهر تلوث الحياة والأمانة

هذا ما سوف نجده جلياً بإفادة يقدمها الكولاج.

حيث القبعة التي تعتمر جسداً يلبس كحل الليل،

القدم تحاور الكأس،

ثم نرى كرسياً صعقه برق خاطف

يليه خسوف التلال والأجسادالمجتزأة بعد أن نلحظ عينين تخترقان القبعة

سيكون من شأن رجل بمنتهى الكياسة

أن يحرك الأشكال، بينما يجلس بخدر

وفتنة كي يطلب إلينا مغادرة المشهد،

نجده محقاً بإمرته لأن بهروحاً تمسك رماد اللحظة،

إذ يترتب علينا أن نكون خارج كل شيء،

ليتسنى لنا أن نمازج المنطق والافتراض

في حين أنالتاريخ

لم يرمز من قبل

بأية إشارة حول تناغم مذهبينمتناقضين إلى حد ما.

فالأول كان سوريالياً تعتمد مادتهعلى صدمة الواقع.

والثانيأقرب برسومه إلى الفوتوغرافالتشكيلي،

يدعى إيغون شيلي،

فيما ينطوي عليه هذا التلاقحيكشفه لنا ماغريت

بأحد أعماله عندما يصدمنا

برجل يتأمل قفاه بواسطةمرآة

تحذرنا من استخدام عناصر لا تؤمن

بوقعالصدمة.

مرة تحدث سلفادور دالي بأنه سيوصي

بريع أعماله الفنية وأملاكه لاسبانيا

إذ لم يضع في الحسبان أن ثمة لوحات مقلدة

طبقاً في متحفي “شاتوريفونبيل” بفرنسا

و “جاني” في ألمانيا.

يبقى السؤال معلقاً حول دقة الاستنساخ

الذي شاطر ملاك السوريالية،في حين أن الثروة الحقيقية لم يمسها أي طائل

حسب تصريحات الصديق الشخصي

لدالي السيد بير آرغلي،

الذي يديرمتحف السوريالية بفرنسا.

لم تكن ملهمته ”غالا“ لتحظى بوعلها السوريالي

الذي أفلسهالموت من سجية المتعة،

وإن ماتت ”غالا“ قبله.

سنجدقبر دالي جاثياً في متحف ”فغراس“ خاصته

الذي قدمه هبة لأسبانيا.

ما حدث بمثابة لعنة إله منكسر،

بل نقمة شاعر خسر مادته…

لم تكن روحه تيبست ذلك هو بول إيلوار

حين ترك ”غالا”لصديقه الزائر دالي،

أخذ الملعون حبيبة إيلوار لتعيش معه

ملهمة لأكثر من خمسين عاماً

لتموت قبله بسنوات.

بذلك سيكون دالي بدأ جنوناً حقيقياً

حين طلب إلى أطباء المستشفى إدخالأجهزة تبث ما يحدث حول وضعه الصحي.

قد يكون أحدنا في حال مشابهة،

كنت بقلب هجير أشعلت شبيهة ”غالا“ سرها

مع صديق فاز بها خلسة،

وهكذا جثوت برهبة تهدم كل منامي.

لا أدري إن كانت تسعفنا نزعة عالمنا القادم

حين يكون أكثر حيوية باعتماده عناصر الصدفة.

بذا، يسعني القول لقراءة فكتور برونار

على نحو آخر من السرد

يشدنا مثالاً إلى ذلك القُبّعة التي تلبس جسد امرأة

نرى أنها تحقق غرضها

لأنه ما من فعل يحد من نشاط الغرب

لكونه خارج موقع الدعاية لأنه تجاوزها،

تالياً نرى إلى هذا الغرب الذي

أسس جسد الفضيحة وكان مفصل بنائها.

ولأن الفضيحة في الشرق لها وقع آخر

يقدر لها صياغات عدة،

سيكون بول دلفو السبّاق،

ولهذا طُبِعت أغلب أعماله المتماثلةمع هذا الشرق.

بل جسد الشرق بمرآة الغرب.

بذلك تؤدي الصدفة غرضها

وتعلن بأنه ما من عصر يحيا خارج مائها

وبها سيكون وقع الشارع الحي بل قلبه النابض أبداً

لم تكن الصياغة الجديدة (صياغة الكولاج) متكئة

على عناصر الصدفة.

لأنه ثمة من أجاز وصاغها دون المساس بعفتها،

حين جعل من أحد المقاطع

رجلاً يتأمل أشكالاً مجتزأة من أعمالمماثلة

فكان ذلك تتمة لأحد أعمال ماغريت

حيث يرسم شخصاًينظر إلى المرآة

بعد أن وجد بقفاه انسجاماً ومادة ”الصدمة”

فهل الصدمة تتوافق ورجل يتأمل شروره كل قواه؟

ألهذا دُعيت سوريالية الواقع؟

أتبين ما هو على غرارها بنصوص كتبتها

بين دول الكومنولث واستامبول

بعد أن تفحصتها بدقة تعادل الحالة

التي يمكنني أن أسميها

بصياغة اللحظة.

لعلها تتكامل بحياد مطلق

وتشعل كنوز الشرق بجسد الفضيحة،

فضيحة تلبس وشاحاً قرمزياً.

وهذا الشرق سنجده ينبع زهوراً يانعة برهافةتليق وحالة المتأمل لتوه بينما الآخرون..

آخرون، وهم ليسوا قلة،

ينظمون أعمالاً تتوافق وسلطة

تسكن أرواحاً ميتة، ينتجون

ملقنات تزدهر فيها لحظة الإبداع قاطبة.

كمعد للمشهد، يجعلنا بحال من التأمل،

كما لو أنني سأكون بحال مشابهة

أصبو صبابة دهشة،

أجلس مكانه بذات الكياسة والنتوء ات المندلقة

بخدر السهو، أقول “خدر” أولاً

بعد أن سهوت زمناً كاد أن

يعبر عن حالتي برمتها ) -راجع كتاب خدرالسهو(

مُستل من كتاب خدرالسهو

هو الذي لا يصلني بأحد،

أناور على فطنة حروف،

أكتشفمرارة من لا يمر بها،

يوازي الذي ينسى حراسة

ويتلذذبفاكهة نوم ولم يصلْ.

مَنْ يكون مقوداً لطابور أفلس ذخيرة نسوة

ندبن حيرة نهر نحيل؟

الدقة أن تحدد ما ترتب من صمت

على غرار لغة خسرتغيرك، عند مسارب تنفر هواء،

وغربان تُبصر زولاً من أعلى.

ليس بي ما عَهدْت عني، شهدت

عروة فخ لا يفضيه وتد،

كأنني… لكننا… من حياة مدمرة

إلى مسارب لغة تفك زئبقها،

تشاطر أقاليم وما بنا غيرها.

لم يكن تاجها الموضوع،

التاج الذي خلعته، لكن الزهور الزهور،

ذابت الزهور والمدينة تنهض.

قلت لعرافتي بعد اعتكاف مرير عن جسد فلة،

قلبت فنجانيونامت الأشياء حولي.

لم تكن في الثلاثين، لم تكن في أربعين الثلاثين.

قلت، كيف لي أن أكون

وعيني مغمضة في الثلاثين الثلاثين..

فُكّي العُصابة في

الأربعين (الأربعون الآن في مرسيليا ).

مثل بواب عمارة معدمة، راقصة الباليه،

بخدرها،

وعضلةالممسك أقرب إلى بناء واهم

بينما أطلب أن تبعد الورقة عن وجهها،

لتضع مرآة تقابلها، ثم توازي المستطيل واللوحة

ذات الوجه المصفوع والحمالات المُنهكة،

كان ذلك كي تقرأني كما أفعل الآن

وما سأكتبه مرسوماً على قفا هذه الصفحة،

حينها ستعرف أن ما عنيته ليس المعنى تماماً،

ربما لم يكن عنها،

لأن خدر أصابعي جعل فمي مقطباً،

وها أنا الآن أترك الورقة كلها.

تاهت عيوني والحكاية دون راوٍ،

حكاية كتلك، على طاولة ليست إلى قربي،

أنتِ خلفها، تقرأين عزلة هذا النص

وروحيترتجف.

أنا الآن في انتظاري، تقودني امرأة إلى صوتي،

لم يكن صوتي ممدداً كما حسبته

امرأة تقوده إلى الصوت الذي أسَرَهُ،

تقودني وما من جدارالغيم،

اطلقت النوم فيما مضى،

فما حييت أحيلني إليهاولا أجدني!!!

دوخني.. لم يكن البارفان سماً،

دوخني السم الذي تغتسلين به،

سكبت الماء، الماء نظيف، مثل جلدي..

لكن بالوعة الحمام هي التي لا تعمل.

حمَام.. حمَام، ولا حمامة هنا…

حملتني بهدوء، دثرتني بلحاف سميك،

مثل هذا القميص، وعندما

نويت عليك، نام التخت علينا.

لم أكن أَدري عن فعلته شيئاً، لكنني فهمتأنه أحرق كل شيء،

حرق الصمت والأحجيةوالرغبة المتبقية، ولم نعد نسمع صوتهاللحوح، وظلالنا مازالت عالقة بالقرب من هناك،

تحاول الإصغاء لكاتب لم تلده أم،

لتائب تنصلت منه خطاه.

ما أوردته لم ينحُ وفق تسلسله السردي الذي

تضمنه الكتاب،

إذ لا يحق لنا الحوار مع ذلك العقل الصريح..

أجد منالبداهة أن يحدث أمر كهذا

لأن ثمة “خدراً” أحدثه “السهو“.

يحق لي أن ألوذ بمفهوم آخر للمغامرة

التي أدّت غرضها

تجاوزاً ، سأعود إلى ما أوردته

عن رجل بمنتهى الكياسة

الذي يحاول من خارج المشهد،

يتحكم بالنظام العام للوحة،

ومنها نرى خسوف تلال وبصيص نور

يتوزع على شكل بقع ملطخة

ونكتشف أيضاً أن الضوء يسيطر على المدينة

من خلال أجساد مضاءة

لتشع بفضائح اللحظة

لحظة أعاد صياغتها إيغون شيلي شبيهي

في العام ذاك.

من جهة أخرى نلاحظان الأرض سوداء،

الرجل الذي يتأمل قفاه، المرسوم داخل لوحة

-المتأمل قفاه هو ذاته على الكرسي،

-نجده بوجه آخر بعينيين ثاقبتين للقبّعة،

-هي ذاتها قبّعة الاستبداد،

-ومن ثم نرى قدماً تنظر إلى الأعلى…

-قدماً تخفي تفاصيلها في خواء ما.

القدم التي تطل مثل رأس يتوسل كأساً فارغة،

الكأس على مقربة من حفرة تبتلع السماء…

حفرة وجسد في رحم يحتوي على اغتيال.

المتأمل قفاه لا يُبصر سوى أجساد

في غير موضعها..

أجساد مقطعة تخرج من فتحة تخفي قاعة مؤتمر،

وقبعة تخترقها عين طوني صديقي الذي يفهمني

زميلي الذي يعد برنامجاً

عن الدين والعنف السياسي.

المتأمل قفاه لا يُبصر سوى أجساد

في غير موضعها..

أجساد هشيمة تخرج،

وفريدي أنزل المتأمل قفاه إلى زاوية اللوحة

من جهة اليمين وراح يتحدث عن الديمقراطية

ومن ثم يسحب البساط من تحتنا!.

طوني هو فريدي، هو إيغون

هو دالي بمزاجه الحاد – دومي شينارد

هو لوركا – بول دلفو – هو ماغريت

الذي سمح لي بصياغة عالمه

وفق شكل يريحه ويذبحني.

ماغريت الذي استبدله ب إيف تانغي وبول دلفو.

وطوني.. ما أقساك طوني؟

يتحدث عن العنف ويمارس الدين بعد حبّة قضامة.

اظنه يُفضل الاسبرين بعد رزمة فاليوم.

وأنا كما حشرتني امرأة الباليه دومي..

- داخل بايب أعد الخسائر-

وحده الطوني هذا.

يوزع تصاريح تخص دالي..

- يثير ماغريت الذي يسخر منه دالي.

إثنان يتأملان أخدوداً، دهش من رؤيته غارسيا لوركا.

ما هكذا يا فيدريكو.

ألاّ تموت في مقبرة، أن تنام مثلنا،

مثلك نوم التفاح.

مصارع الثيران في مرثية واقرأك،

بعد أن تقطف الأزهار والصمت

والغيوم التي تمسكها امرأة الباليه.

تقطفني من وزرة روحي وأبتهج،

القمر ما اكتمل وجهه،

ما أبصرك القمر بعينه الوحيدة كما أبصرك.

- تمنى غارسيا لوركا أن لا تكون المقبرة

ساحة للإعدام،

وأن يكون القمر مغمضاً عينه الواسعة.

المقبرة لأنه يرى فيها مكاناً للصمت والأزهار.

القمر لأنه فضّل الموت

كي لا يراه بأصابع متيبسة.

انطفأ القمر هكذا ،

وقُتل غارسيا لوركا كما وصف نفسه،

في مسقط رأسه قُتل الشاعر،

بذات المقبرة التي تمنى ألا يُعدم فيها.

أراد أن تكون الغجرية المقطوعة النهدين

رمزاً لغرناطة

غجرية تحمل نهديها على طبق من فضة

كما نرى في حالات مشابهة

حينما الغياب يؤسس حياة مرّة.

ههنا سأشعل اليأس .. حيث لا كلام يسعفني

لأفصح عزائي،

كما لو أنني قمت بخيانة العالم لمرات

دونت ما لا يصلح للشعر.

كما لو أن الجيوش

التي جيرتها على ورقي التائب كان سهواً.

ورق ورصاص تراشقته،

من علب منوم ، وما برحت مرآتي.

لست

سوى

ضليل

ما رممت نهاري المنكسر

صورتي تلبس ملاكاً يتضرع

في حين أن النهار والزمن أفلس ذخائره

ما رأيت قطعة شمس إلى جواري

بعدما الهجير وزعني في البعيد

ثمة عيون من بياض،

داخل قبعة لن أدعوها بغير المنام.

كل يقود مغامرته كيفما يشاء ،

لم يكن لفرانكو أن يبدأ العنف وحده.

ثمة من شاطره.

وحده أشعل غرناطة، غرناطة البعيدة،

كانت الذرة في طور نشأتها آنذاك.

ما كانت الذرة إلا جنيناً،

لكنما الآن من قذف النابالم

وأضرم حرائق أقليات وأديان؟!

نشبه زهور النار في غرناطة البعيدة،

منذ زمن بعيد نشبه غرناطة.

أمكنة بمداها الواسع.

مدن مستنسخة تمتلىء جنوداً ويتامى (…).

كيف لي أن أحدثكم والمغامرة حدودي الأخيرة؟

ثمة حياة تغادرني، روحي تنطفىء

وما امرأة ترطب جفاف العزلة.

سوى التجوال وما شدني الماء في مرسيليا.

ثم النيام…النيام

دومي

ما

أكثرهم

حولي


———————————————————————–

إشارات : كولاج 95. إشارة إلى مجموعة رسوم لكل من إيغون شيلي وفكتور برونار وايف تانغي قمت بجمعها وإعادة صياغتها بشكل مجتزأ . ذلك حين كنت في الشطر الغربي من مدينة استامبول، ما جعلني أعيش مناخات هذا العمل بكل تفاصيله وتجلياته وهو امتداد لعمل آخر أنجزته في دول الكومنولث. إن مثل هذه النصوص تنوب عن ترجمة حقيقية وقول ما تغفله القصيدة، بمعنى آخر، هو رد اعتبار لكتابي “خدر السهو” وإن تصدر لوحة الكولاج عينها
ونجدها أيضاً على غلاف العدد الرابع من “مجلة كراس” المجلة التي آثرت أن تتحول إلى ذكريات بيضاء عبر صداقاتها الممكنة في زمنين الأول يحتضر والآخر يستحيل


  • 1

   نشر في 02 يونيو 2015  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا