نظرة أُحَادِيَّة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

نظرة أُحَادِيَّة

(نظرة أكثر إمعانًا)

  نشر في 07 يونيو 2023 .

الطوبيا... فكرة كانت هدف الكثيرين؛ ولكن كل محاولة لتطبيقها تبوء بفشل مريع، فيبدو أنه لن تتحقق أبدًا فكرة المدينة الفاضلة إلا بأرذل الأفعال وهو ما يصنع مفارقة في هيكل الموضوع من الأساس، يعني قد يُقال لأصنع عالمًا ليس فيه كره البتة سأوجه مشاعر الكره كلها لي أنا... أنا الحاكم، وبهذا لا يكره أي أحدٍ الآخر؛ بل لو أنا اندثرت فسيندثر معي الكره كله....!!

التصورات الذهنية عن الكمال أسهل من التطبيق على أرض الواقع -ولا أدعي صحة هذه التصورات لأنها لا تكون بدورها مكتملة وهكذا يختل الأمر- ، ينقص هذه التصورات فكرة أن الإنسان سيذل رغمًا عنه ويسهو؛ فحتى لو تصورنا مبدأً تعليميا يضع عند الكل مفاهيم معينة عن الماهية والهوية وما إلى ذلك وبافتراض انضباط وكمال هذا المنهج وأن الناس ستطبقه بحذافيره فلن يتم أبدًا ضمان تدريس المنهج بشكل كامل للاختلافات الفردية بين كل شخص ولذلات المعلم حتى؛ ولو بقيت هكذا سألف في دائرة غير متناهية مخرجها... فكرة الكمال أبعد بكثير عنا مما نتصور.

حتى أفضل السياسات الحاكمة على الإطلاق -وهذا اعتقاد- حكم النبي (صلى الله عليه وسلم) في المدينة وحكمه للدولة الإسلامية، ومع هذا وجد من الصحابة من يصنعون الكبائر والمثال هنا يُضرب على النعيمان بن عمرو الأنصاري وهو مضحك النبي (صلوات الله عليه وتسليمه) وقد كان نعيمان مع هذا سكيرًا وقد لعنه أحدهم بسبب هذا فنهاه النبي عن ذلك وأخبر أن النعيمان يحب الله ورسوله، ومن هنا منطلقنا في الحديث، لن تتكون أبدًا المدينة الفاضلة بل ستحدث مشاكل جمة ولا إشكال في هذا؛ يعني من الطبيعي أن تحدث مشاكل؛ بينما الخطأ في كيفية التعامل مع هذه المشكلات وكيفية تقبلها، فلو قلت لك سكير فقط لغضبت عليه؛ طيب ولو قلت لك مضحك النبي ويحبه ويحب الله؟ لا تحكم على الشخص ككل من فعلٍ واحد بل أحكم على الفعل لمفرده.

الهدف هنا سأحاول توضيحه؛ لأجلي في المقام الأول كي أستطيع ضبط السياق ولأجل القراء في المحل الثاني ليستمتع بالقراءة ويأخذ الفائدة المرجوة، ولنقل أن هدفي هو جعلك تنظر بنظرة شمولية أكثر تبتعد عن الحكم ثنائي القطب أو الأبيض والأسود، لنشر بعض التفاهم في هذه الأمور التي ستُذكر ومنها: "النصح دون العمل بالنصيحة، فكرة الكل أو لا شيء، فكرة الميل إلى المثالية" ويتخلل هذه النقاط نقاطٌ أخرى ليتبين المقصد بشكلٍ أرقى وأقرب للمبتغى من أن يُفهم بطريقة خاطئة تؤدي لعدم الاقتناع بالكلام.

ولنتناول الكل أو لا شيء، علينا أولًا الاعتراف بفكرة أن الإنسان وبالفطرة يميل لحب الكمال والمثالية ولو أنه لن يصل لها؛ ومن ثم نقر بأنه لا يحب التعمق في التفكير وإرهاق نفسه؛ وبهذا نحب "المجمل" من الحكم والقول؛ وهو الحكم الذي يكون على غالب الطبع فمثلًا نرى شخصًا به صفات كثيرة جدًا حسنة وبه بعض العيوب الكثيرة فنقول بالمجمل أنه شخصٌ حسن؛ فالحكم هنا صحيح لكنه ليس دقيقًا وهنا يقع الخطأ عند المتلقين إذ يظنون أنه حسن في كل شيء، فسيقول قائلٌ: "لا بل لا شخص كامل ونحن نعلم هذا جيدًا" فأخبره بجميلٌ قولك بل إني أرى أن الوعي في مثل هذه أمور ينتشر وبكثرة وهذا شيء غاية في الروعة والجمال بأن الشباب يعون بهكذا أحكام وأفكار؛ ولكن هذا الانتشار غير كافٍ أو ناقص فالفكرة طيبة ولكن علينا الاهتمام أكثر من هذا لنرى فعلًا الخطأ أين وكيف يمكننا تطبيق كهذه فكرة.

طيب لضبط الموضوع أرى أنه علينا إعادة معالجة الأمور بطريقة مختلفة، فالإنسان عليه أن يتسامح في نقطة أنه سيخطئ ويغفل ويذل ويعترف بعدم كماله ونقصه ويرضى بهذا، والفطرة يمكن تغييرها أو بشكلٍ أدق يمكن التحكم فيها أو ضبطها؛ كمثل أنه من الفطرة حب النساء فلو ترك الأمر للشهوة فسد جل الأمر ولو ضُبط بعض الشيء كانت أفضل ملذة يتعايشها الطرفين، هذا عن الفطرة في حب الكمال، طيب عدم الدقة في الحكم يقتضي بأن ننصح في عدة اتجاهات؛ إحادها عندما تستمع لحكمٍ ما تفكَّر فيه قليلًا وتقبله بنفسٍ تعلم بالذلات البشرية، ثُم ننصح بأن يكون قائل الحكم أو مستنبطه متحريًا لبعض الدقة الغير مكلفة فيه؛ فبدلًا من، "هذا شخص شهم وطيب جدًا" يمكن أن يضيف كلمة أو اثنتين كمثل: "في المجمل صراحة هو شخص طيب وشهم في أغلب الأوقات وله ذلاته في أشياء قليلة" أو يمكن تغيير الصيغة إلى: "حتى الآن صراحة أراه جيدًا وشخصًا يُحَب فهو شهم وطيب لكن في أماكن كمكان كذا صراحة تتحول شخصيته لطبع شديد ثقيل"، طيب هذه بعض الطرق منها تذكير للناس بالحكمة في أنه ما من شخصٍ كامل ومنها ضبط غير مكلف للحكم على الشخص وعد تعب أو ارهاق، ثم سننصح من جهة أخيرة وهو عند تلقي ردٍ غير الرد المتوقع بسبب الحكم القاصر كأن يذل شخصٌ طيب جدًا؛ المشكلة تكمن في ردودٍ من نوع: "لم أكن أتصور هذا يصدر منك أبدًا" أو "أنى لك أن ترتكب كمثل هذا الخطأ؟!" أو ردود فعلٍ كانقطاع عن هذا الشخص بسبب فعله وما إلى ذلك، وهنا أنا لا أقول أنه لم يخطئ بل الغلط قائم لكن ليس هذا رد الفعل الجيد، طيب أمثلة لردٍ أظرف روحًا وأطيب إلى القلب: "انتبه لفعلتك هذه فهي خطأ لكذا وكذا وأرجو منك عدم تكرارها لأنه لا يليق بك إلا الأحسن من كل هذا" أو رد فعلٍ كأن تلتمس له العذر وتتركه دون عتابٍ حاد؛ لأن هذا يحدث لتوقعنا الدائم عن الشخص أنه جيد وحسن فعندما يغلط هو يكون رد فعلنا أسوء من أن يغلط شخصٌ آخر نفس الغلط، ليس من الصحيح أن نقول لأن هذا لا يخرج منه كهذا بينما ذاك اعتدنا منه السوء لشخصه هكذا، بل أرى أن نعاتب الثاني أكثر بينما نرفق مع الأول ونتخطى لذلاته من أجل ما فعل مسبقًا، هكذا يكون التطبيق لفكرة مثل لا أحد كامل فهو ليس مجرد كلامٍ يُقال بل نحتاج للتفكير في كيفية تطبيقه.

.

عزيز القارئ فضلًا أقرأ الفقرتين مرة أخرى آخر اثنتين مرتبطتين ببعض فقد حاولت أن أضع ردًا لكل نقطة في الأولى بالثانية.

.

لا تنصح وأنت لا تعمل بنصيحتك، يوجد حكمة من وراء هذا القول؛ لكن هل يعني ذلك أن هذا صحيح تمامًا؟ ... يقول أبو الأسود الدؤلي في قصيدته "ابدأ بنفسك":

لَا تَنْهَ عَنْ خُلُقٍ وَتَأْتِيَ مِثْلَهُ *** عَارٌ عَلَيْك إذَا فَعَلْت عَظِيمُ

وقيل كذلك:

تنهى عن الغي و التمادي *** و أنت في النهي كالمريب

وفي القرآن الكريم:

"أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ"

وكذلك في الأحدايث الشريفة:

حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( رَأَيْتُ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِي رِجَالًا تُقْرَضُ شِفَاهُهُمْ بِمَقَارِيضَ مِنْ نَارٍ.

فَقُلْتُ: يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَؤُلَاءِ؟

قَالَ: هَؤُلَاءِ خُطَبَاءُ مِنْ أُمَّتِكَ ، يَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ ، وَيَنْسَوْنَ أَنْفُسَهُمْ ، وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا يَعْقِلُونَ) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة.

وكلها أقوال واضحة، أو هذا ما يُتبَيَّنُ للناس، فمن الطبيعي للناس ألَّا يستمعوا لمن لا يعمل بنصيحته؛ لأنهم ينظرون له كالأحمق ويقيسون عليه مقياس المقدرة في العمل؛ فإذا كنت مفتول العضلات تستطيع حمل هذه الكومة لماذا لم تحملها بدلًا من أمرنا نحن؟! ويتعاملون بفكرة أن القول أسهل من الفعل ولهذا هو هكذا؛ وكثيرٌ من الاستنكرات الأخرى التي تهوي بهم لرؤية سطحية غير صحيحة البتة ويتم الحكم على هذا الناصح بالحقارة والمذموم من الأوصاف، ولو أتينا للناصح نفكر قلنا بالفعل هو مغرور لا يأبه للحق بل يريد ملذات نفسه ويتقاعس عن محاولة تنفيذ قوله، فلو أراد أحدٌ أن ينصح أحدًا عليه أن يكون فيما ينصح على أقل تقدير يعمل به ويكون صحيح الفعل ليرى الناس أنه يستحق الاستماع والاقتداء.

*

فابدأ بنفسك فانهها عن غيها *** فإن انتهت عنه فأنت حكيم

فهناك يقبل ما تقول ويقتدى *** بالقول منك وينفع التعليم

*

طيبٌ بحق، وللرد على هذا علينا أن نثبت عدة أشياء منها: "لا أقصد بالدفاع عن أحدهم أنه غير مخطئ كليًا بل يمكن الدفاع عن نقطة معينة تنتمي لقضية بذاتها، إنكاري لبعض الأفعال لا يعني أنها خاطئة بل قد يعني أنها ناقصة وأريد اكمالها، معذرة الشخص لا تعني أنه لم يخطئ بل تعني في كثير الوقت أنه ذل دون قصد منه وهذا من طبائع البشر والصحيح النصح بحكمة حتى يكون الأمر تذكرة للغافل ومعونة للعاقل بشأن هذه الذلة" وهَلُمَّ جَرًّا... بسم الله وبعد،

فأنا استنكر على الشاعر نصحه لطرفٍ دون الآخر، وهذا قول أحاول العمل به بقدر المستطاع، فقد نصح الناصح الغير عامل بنصيحته ولم يعط الارشاد لمن يستمعون للناصح، هذا استنكاري للشاعر أما عن الآيات القرآنية والأحاديث فأنا استنكر على الناس عدم محاولة فهم الآيات بطريقة صحيحة وتؤويل المعنى لسياق غير منضبط، وهذا حادثٌ لأن الناس يظنون وللأسف أن فهمهم للقليل فقط من العربية أو من التفسير ومنطق الحديث وهكذا أشياء؛ قد يفيدهم في فهم آيات القرآن بالشكل الصحيح والمراد، بل عليهم أن يتأكدوا ويطلعوا على التفاسير الدقيقة المنقولة كذلك من النبي والتي تحت شيوخٍ أفنوا حياتهم على نفع الناس في دينهم، الفهم القاصر مفسدة للكثير.

لو أتى عليك شخصٌ تعلمه يتجرع السجائر شربًا ثم ينهاك ألا تقرب السجائر؛ فردك عليه يكون إلى حدٍ ما: "ولماذا لم تتركها أنت؟" وهذا المثال أوضح للناس وسهلٌ عليه الشرح فأنت لن تستنكر عليه النصيحة بحد ذاتها لأنها صحيحة -ففي مواقف أخرى نحن نستنكر كذلك النصيحة لأننا لا نرى بالقدر الكافي صحتها- فترك السجائر شيء صحي جدًا؛ إنما استنكارك على الرجل عدم تركه للسجائر وليس أنه نصحك ليست فكرة النصح بحد ذاتها بل عدم فعله بالنصيحة، وهنا الفارق كبير، إذ يستنكر الله على الناس عدم فعلهم للمعروف وليس في أنهم يأمرون به في هذه الحالة، فسواء كنت صالحًا أو طالحًا فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجبٌ عليك، وفي تفسير الآية بالشكل الصحيح والباقي لن أكمل فلست شخصًا يتحدث في التفسير إنما أنا أنقل وكذلك أخاف أن أنقل بشكل قاصر فارجع إلى تفسير تلك الآيات والرد على كمثل هذه الشبهات.

النقطة الثانية تكمن في وضع شرطٍ لهذا الذم؛ ألا وهي أن الشخص الناصح لا ينصح نفسه بذات الوقت، ففي بداية القصيدة:

يا أيها الرجل الْمُعَلِّمُ غَيْرَهُ *** هَلَّا لِنَفْسِك كَانَ ذَا التَّعْلِيمُ

الاستنكار الأكبر يكون على نقطة أنهم لا ينصحون أنفسهم بالمرة "وتنسون أنفسكم" وهذا فيه تكبر وتعال، لكننا نأخذ أجزاء الاستشهادات من القصائد دون الباقي فلا تكتمل الصورة الصحيحة أو نفهم بشكل قاصرٍ الآيات القرآنية وهذا ما يُحدث الارتباك الأكبر، وهنا ماذا يكون ردك على المدخن لكن لو كنت تعلم حقًا أنه جاهد نفسه مرارًا وتكرارًا على ترك التدخين وبشتى الطرق ومازال يحاول حتى اللحظة التي ينصحك بها؟ فالمشكلة هنا أننا قد لا نعلم أن لهذا الناصح عذرًا يجعله لا يعمل بنصيحته، أو أنه أصلًا يحاول ترك المنكر والعمل بالبر ولكننا لا نرى، فدورنا هنا -وهذا نصح للطرف الآخر المستمع- لا تحكم على النصيحة من صاحبها؛ فإذا النصيحة صحيحة وفي محلها حاول تدبرها والعمل بها، بينما لو رأيت استنكار عدم فعل الناصح بالنصيحة التمس له عذرًا، قل له عذره بينه وبين ربه والله يحاسبه، أو ذكره بلطفٍ دون استخفاف أن عليه كذلك العمل بهذه النصيحة، أليس ذلك أقرب للمودة والإصلاح؟!

النقطة الثالثة تكمن في جزئية النظرة الأحاديَّة؛ ألا وهي... إن القول يكون في أن الأولى الْأَوْلَى، في أن يكون الناصح راشدًا ليتكون وطأة السمع عند الناس أفضل، وقال الحافظ ابن حجر : " وَأَمَّا مَنْ قَالَ لَا يَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ إِلَّا مَنْ لَيْسَتْ فِيهِ وَصْمَةٌ ، فَإِنْ أَرَادَ أَنَّهُ الْأَوْلَى فَجَيِّدٌ ، وَإلَّا فَيَسْتَلْزِمُ سَدَّ بَابِ الْأَمْرِ إِذَا لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ غَيْرُهُ" انتهى من "فتح الباري" ، فأن يكون مهتديًا ليس شرطًا لأن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وينصح غيره؛ بل عليه أن يفعل الاثنين يأمر بالمعروف ويفعله أو ينهى عن المنكر وينتهيه ولا يعني سقوط أحدهما عدم فعل الآخر.

من ذا الذي ما ساء قط *** ومن له الحسنى فقط

وهذا يأتي بنا إلى نقطة أخرى، فهل الناصح في الدين يجب عليه أن يكون حسنًا بكل أفعال الدين ليقول هذا؟ يعني لو أنه سكير لكنه يصلي ويواظب على صلاته بقدر الإمكان وجاء ينصحك بالصلاة، المشكلة أن غالبية من الناس عندما يتعلق الأمر بالدين ينظرون له ككل متماسك لو سقط جزء منه إذًا فشلٌ ذريع وليس له علاقة بالدين، فيقولون لهذا الرجل: "أنظر لنفسك أيها السكير، تتظاهر أنك تقي وأنت فاسد حقير" أو في هذا السياق، ويا سلام لو أتى ينصح في سنة من السنن التي يعتبرها الناس صغيرة، يأتي الأمر في كونه يترك كبائر الأمور ويدقق في أصغرها، ومشكلة هذا القول أنه يُفهم بقصر، فلا يعني هذا أن على الشخص ترك صغائر الأمور حتى ينتهي من أكبرها، بل عليه التمسك بكل الحسن الذي يفعله مهما كان صغيرًا ويسارع لفعل الكبير منه بنفس الوقت وأن يبقى تراكًا لكل السيء مهما كان بسيطًا ويسارع لترك الكبائر بنفس الوقت، وبهذا الصدد نحتاج حكمة كبيرة وتفقهًا أدق في ديننا للتعامل مع هذا.

إذا لم يعظ في الناس من هو مذنب *** فمن يعظ العاصين بعد محمد

*

نعم نحن أمة وسط؛ أمة الخير؛ والخير في الغالب بأوسط الأمور؛ فلو زاد إفراط ولو نقص تفريط، والناس لا تأبه لهذا أو قد يظنونه سهلًا، بل الصعب في كوننا أمة وسط فنحن كبشر من الصعب علينا وزن الأشياء في ميزانها الصحيح والمعتدل وهذا هو الاختبار والابتلاء في الدنيا ومن فلح فيه فقد نجى وأصلح، وتذكر أنه حتى الصلاة يُواظَب عليها مع أي ذنب ولا يعني فعل كبيرة التوقف عن أداء الصلاة؛ بل يزن لمحاولة ترك الكبيرة مع استمرار المواظبة على الصلاة، طال الأمر كثيرًا ومع هذا أرجو أن ينظر الناس لأمورٍ كالنصيحة بشكل شامل أكثر ويتدبروا بطريقة أفضل، ولو وقعت فيما أنهى عنه عظوني وإذا نسيت ما آمر به ذكروني، أنتم أحبائي والحمد لله الذي وفقني لكتابة هذا، وأستودعكم الله.


  • 1

   نشر في 07 يونيو 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا