كلنا نعمل ونتعب من أجل الحصول على المال حتى ننفقه فى متطلبات الحياة هذه حقيقة كلنا نعلمها ونعمل كل يوم من أجلها .

يستيقظ الملايين من الناس كل يوم فى الصباح من أجل الحصول على لقمة العيش . نعم لقمة العيش وليس الحصول على الرفاهية او المتع .

فلقمة العيش تعنى توفير المتطلبات الضرورية للحياة مثل التعليم والمأكل والملبس والمسكن كلها أشياء نحتاجها لكى تستمر الحياة . فكانوا قديما يضعون الاولويات لتوفير ضروريات الحياة .

أما حديثا فأن أغلب أموالنا تذهب الى الرفاهية والبحث عن كل جديد . فالذى يمتلك هاتف يريد ان يستبدله بهاتف أخر والذى يمتلك سيارة يريد ان يستبدلها بأخرى . ونسينا ماهو الهدف الأساسى من الموبيل والسيارة . ففى داخلنا رغبة مشتعلة تدفعنا الى استبدال ما بأيدينا دائما حتى نبحث عن المتعة وكلها بأموالنا .

فأين تذهب أموالنا ؟

طبعا الى صانعى المتع والرفاهية . كل يوم يأتون بالجديد من أجل رفاهيتنا لا من أجل التغلب على الظروف الصعبة التى نعيشها أو التغلب على مرض خبيث كل يوم يفتك بألالاف من البشر أو لتطوير منظومة تساعد على تحسين حياة الانسان .

كل يوم نشاهد اعلان جديد يعلن عن ظهور سلع جديدة بشكل جديد حتى نشعر بأنها السلعة التى نريدها وتحقق لنا المزيد من المتعة والرفاهية. ونبحث عنها وننسى الموجود مابين ايدينا والحقيقة انه لا يوجد جديد تحت الشمس .

ولو فكرنا قليلا لوجدنا ان مابين ايدينا لايختلف كثيرا عن الجديد المعلن عنه فالتكنولوجيا تسرق أموالنا دون أن ندرى .

فكل يوم تخرج لنا التكنولوجيا بجديد وياليت الجديد يحقق او يضيف شيئا من ضروريات الحياة .

والحقيقة أن السلعة جديدة تظهر حتى تستنزف أموالنا دون أن ندرى ولا نكتشف هذا الا بعد فترة من الزمن بعد أن نكون قد أشبعنا رغباتنا فى امتلك الجديد .

فأنسان هذا العصر خاسر لأنه يجرى وراء رغباته المشتعلة فى شراء كل ما يلبى له متع الحياة .

فأصل السيارة هو التنقل وتوفير الوقت والمجهود. وأصل الموبيل هو التواصل بين القريب والبعيد . وأصل المسكن هو الاقامة والاستقرار. انما أنسان اليوم يبحث عن أشياء ان لم تكن موجودة لا تضره .

فنظرية الحياة هو البحث عن كل ضرورى وكل ماهو مفيد يفيدك ويفيد غيرك .

فأموالنا تذهب الى حيتان التكنولوجيا الذين يخدرون عقولنا بالاعلانات ويحولونا الى وحوش تريد ان تلتهم المنتج بأى طريقة اما عن طريق سلفة او تقسيط او قرض ونسينا أن السلفة او التقسيط او القرض نستخدمه عندما تكون هناك ضرورة عاجلة من ضروريات الحياة نريد تحقيقها .

فأجدادنا كانوا يعيشون الحياة ببساطة سعداء لا يحملون الهم كما نحمله هذه الايام فى البحث عن متع ورفاهية الحياة . فاذا كان الانسان دائم البحث عن المتعة والتغيير دون النظر الى الضرورى من جوانب حياته سيصاب بالهم والشقاء لأنه دائم التفكير ينشغل عقله فى الحصول على المنتج الجديد وينسى ان مابين يديه يؤدى الغرض وينفعه.

أخيرا أقول ......

لا تنظروا الى التكنولوجيا بعين المتعة والرفاهية ولكن أنظروا اليها بعين الاستفادة منها وتحقيق المنافع لنا .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من أصبح منكم آمناً في سربه ، معافى في جسده ، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بأسرها )

اى من كان يشعر بالأمان والأمن والصحة ويمتلك طعامه اليوم فكأنه أمتلك الدنيا وما فيها .

فهناك من يبحث على الامن .

وهناك من يبحث عن الصحة .

وهناك من يبحث عن طعام يومه .

فعلينا أن نفكر فى اولويات الحياة قبل أن نفكر فى متعة الحياة ورفاهيتنا .