يشهد عالمنا اليوم انفجار معلوماتي كبير وأصبح الحصول على المعلومة وتكوين المعرفة القادرة على بناء عقول قادرة على الابتكار هو العنصر الأهم في التنافس العالمي. ومن أهم العقول التي يجب بنائها لتكون قادرة على الابتكار الفعال لخدمة المجتمع هم العاملون في المؤسسات الحكومية فهؤلاء يعتبرون هم المنفذون الحقيقيون لرؤية الحكومة المستقبلية. إن الموظف يعمل ضمن ما يعرف بالوصف الوظيفي وهو عبارة وصف لأهم الواجبات والمهام التي يجب على الموظف أن يؤديها في عمله لتحقيق أهداف مؤسسته، وباعتقادي لابد أن يكون من ضمن هذه الواجبات والمهام بند واضح يحتم على الموظف زيادة معرفته في حقل وظيفته وأن يطلب منه على أقل تقدير تقديم مقترح واحد سنويا يسهم في تطوير ما أوكل إليه من أعمال. إن بناء المعرفة والتقدم بالمقترحات والابتكارات لا يمكن أن يكون إلا بمادة مشعلة لهذا التفاعل الكبير وهي مادة القراءة التي تساعد على تفجير المعرفة والابتكار لدى الأفراد، ومن غيرها يبقى الفرد حبيس أفكار ومعتقدات قديمة لاتسمن ولاتغني من جوع بل على العكس إذا لم ندفع العاملون في المؤسسات الحكومية دفعا لاستخدام مادة القراءة سنكون بذلك أوجدنا شخصا يعيق حركة المؤسسة نحو التغيير والإبداع والابتكار.
ولتوضيح الاستخدام الأمثل لمادة القراءة يجب علينا أن نفهم أولاً بأن القراءة عبارة عن علم وفن له أصول وقواعد يمكن اكتسابها وتعلمها فلا يمكن أن نستمر بقول إن القراءة هي عبارة عن هواية يحق للشخص احترافها أو تركها، فهذا أبدا لا ينطيق على القراءة، لأنها وبكل بساطة هي المادة الخام المشعلة لكل أسباب التطور والتقدم والحضارة.
وهذا ما ينطبق تماما على العاملين في المؤسسات الحكومية ليس لهم خيار في أن يكونوا قراءة ويعملون على تحويل ما حصلوا عليه من القراءة إلى معرفة تؤدي بهم إلى منصات الإبداع والابتكار، وهذا لا يتأتى إلا إذا جعلنا لمهارة القراءة قالبا عملي وعلمي نقدم من خلاله هذه المهارة وهي ما أطلقت عليه "رخصة قيادة القراءة" ولنعطيها رمزا مختصرا عن المصطلح باللغة الإنجليزية Reading Driving License (RDL) وهي على غرار ما يعرف رخصة قيادة الكمبيوتر (ICDL). من خلال هذه الشهادة يمر الشخص بمجموعة من الاختبارات التي تقيس مدى سرعته في القراءة وقدراته الاستيعابية، كما نستطيع قياس بعض العوائق والفروقات الفردية لكل شخص، ومن خلال هذه النتائج يتم قياس المستوى القرائي لكل شخص، ثم ينتقل الشخص إلى مرحلة اكتساب مهارات القراءة من خلال اتقان بعض التقنيات التي تساعده على احتراف القراءة.
رخصة قيادة القراءة مفهوم جديد وفكرة مبتكرة لزيادة التشجيع والإقبال على القراءة، ويمكن الانتقال بها إلى أبعد من ذلك بحيث تصبح هذه الرخصة مقياس التوظيف والترقيات والتقدم المهني والوظيفي. إن ما نحتاجه للتشجيع القراءة البعد عن التكرار في الأفكار والتفكير خارج الصندوق.
-
وسام مصلحماجستير إدارة المكتبات والمعلومات - قارئ بشغف- أحب الكتابة