هذه الفكرة المستوحاة من الاف السنين حينما يصل اى ضعيف النفس إلى السلطة ويريد الحفاظ على حكمه بالظلم والقهر للشعوب يسيطر على تفكيره هي الغاء العقول والذين يفكرون والذين يعلمون الناس العلم ويلغى شئ اسمه العقل وتصدير الجهل وفساد العقول للشعوب .

وهنا يأتى دور وسائل الاعلام التي تكون من أتباع النظام الظالم الغاشم في نشر الفتن وفوضى العقول بين الشعب وبعضه وينشرون فساد التعليم ويصلون بالشعوب إلى مرحله من جنون الشك والريبة وتصديق كل ما يقال حولهم لايصل الشيطان في وسوسته اليها كانهم المسيح الدجال.

وهنا لا ننسى دور السلطة الدينيه لاى حاكم واى دين سلطة التأثير على الناس بكلام معسول وبكلام الدين ويمجدون في حاكمهم تمجيد الاله ( تعالى الله عن هذا) ويصفوه بالرسول والاله (تعالى الله عن هذا) وانهم يسبحون بحمده ليل نهار(تعالى الله عن ذلك).

ولا ننسى اتهام كل ما يعارض النظام انه كافر أو يريد خراب البلاد والعباد وانه فاجر فاسق ويصفون المعارضين بأبشع التهم ويسبونه بأبشع الالفاظ ولا ننسى نشر الخوف بين الناس سواء بإرهاب الأجهزة الأمنية تاره ونشر الأشاعات أنهم لا يستطيعون العيش بدون هذا الحكام وانه هو حاميهم وانه بغيره البلاد تضيع وتارة الهاء الناس في لقمة العيش بفرض ضرائب وزيادة الاسعار وتارة بعمل فكرة بادخالهم بحرب وهميه مع أى شئ ويكون النظام هو من يفعلها.

ومن بسط السيطرة على الشعوب هي الكذب المستمر ليل نهار واطلاق مشاريع وهميه لنهضة البلاد وان هذه المشاريع سوف تحقق الرخاء والاستقرار وخلافه من الكذب كما قلنا في ادخال الشعوب في حروب مع اى شئ ضد قبيله أو ضد شعبه وبعضه البعض واتهام المعارضين بالارهابين والقتلة فالكذب هو أساس اى حاكم ظالم واختراع المشكلات واختراع اى شئ لكى يوهم الشعب .

كان يقول وزير الدعاية النازى (جوزيف جوبلز) (كلما سمعت كلمة مثقف تحسست مسدسى), (اكذب حتى يصدقك الناس) , وهذه كلامات من وزير الدعاية أو كما يقولون الأعلام وهو الذي يسيطر على عقول الناس باخبار كاذبة ويوهمون الناس بأشياء لاعلاقة بها بالعقل ولا العدل.

وهنا ياتى دور العامة من الشعب بعد السيطرة على عقولهم كان يقول عبد الرحمن الكواكبى رحمه الله (العوام هم قوة المستبدُّ وقُوْتُهُ. بهم عليهم يصول ويطول؛ يأسرهم فيتهللون لشوكته؛ ويغصب أموالهم فيحمدونه على إبقائه حياتهم؛ ويهينهم فيثنون على رفعته؛ ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون بسياسته؛ وإذا أسرف في أموالهم يقولون كريماً؛ وإذا قتل منهم لم يمثِّل يعتبرونه رحيماً؛ ويسوقهم إلى خطر الموت، فيطيعونه حذر التوبيخ؛ وإن نقم عليه منهم بعض الأباة قاتلهم كأنهم بُغا).

فمؤامرة العقول من صنع الديكتاتور اى كان في صناعة الوهم لشعبه وصناعة الكذب والتحريض ولا ننسى نشر ثقافة العرى والفسق والفجور لكى يتفرق شعبه ولا احد يتكلم ولا يفكرالا في الاكل والجنس والنوم أو الشهوات فقط وهذه هي حياة الكثير من الشعوب العربية والاسلاميه .

فمؤامرة العقول هي ذريعة الحكام في تفتيت الشعوب كانوا يقولون لتفتيت اى امة عليك بثلاث الاخلاق والفكر والنساء .

فبدون الاخلاق لا تتقدم الامم وبدون الفكر لا تنهض الامم وبدون النساء اى في تربيتها للاطفالها وفى تدينها وفى احترامها إلى نفسها تتدمر الامم .

فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال :( اتقوا الدنيا ، واتقوا النساء ، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) رواه أحمد.

وكان يقول الشاعر رحمه الله حافظ ابراهيم

( إنـي لـتطربني الخلال كريمة ؛ طـرب الـغريب بـأوبة وتـلاقي ؛ وتهزني ذكرى المروءة والندى ؛ بـيـن الـشـمائل هــزة الـمشتاق ؛ فــإذا رزقــت خـلـيقة مـحـمودة ؛ فـقـد اصـطـفاك مـقسم الأرزاق ؛ فـالـناس هــذا حـظـه مــال وذا عــلـم وذاك مــكـارم الأخــلاق ؛ والـمـال إن لـم تـدخره مـحصناً بـالـعـلم كـــان نـهـاية الإمــلاق ؛ والـعـلم إن لــم تـكـتنفه شـمائل تـعـلـيه كـــان مـطـية الأخـفـاق ؛ لاتـحـسبن الـعـلم يـنـفع وحــده مــالــم يــتــوج ربـــه بــخـلاق مــن لــي بـتربية الـنساء فـإنها فـي الـشرق عـلة ذلـك الإخفاق ؛ الأم مـــدرســـة إذا أعــددتــهــا أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق ؛ الأم روض إن تــعـهـده الـحـيـا بــالــري أورق أيــمــاً إيـــراق الأم أســتــاذ الأســاتـذة الألـــى شـغـلت مـآثـرهم مــدى الآفـاق ؛ أنا لا أقول دعوا النساء سوافرا بين الرجال يجلن في الأسواق يدرجن حيث أرَدن لا من وازع يحذرن رقبته ولا من واقي يفعلن أفعال الرجال لواهيا عن واجبات نواعس الأحداق في دورهن شؤونهن كثيرة كشؤون رب السيف والمزراق تتشكّل الأزمان في أدوارها دولا ؛ وهن على الجمود بواقي فتوسطوا في الحالتين وأنصفوا فالشر في التّقييد والإطلاق ؛ ربوا البنات على الفضيلة إنها في الموقفين لهن خير وثاق وعليكم أن تستبين بناتكم نور الهدى وعلى الحياء الباقي )

نكتفى بكلام الرسول صلى الله عليه وسلم ثم كلام الشاعر حافظ ابراهيم رحمه الله.