حركة حماس النشأة والفكر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حركة حماس النشأة والفكر

التعريف بحركة حماس

  نشر في 28 أبريل 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

تمهيد

حركة المقاومة الإسلامية المعروفة باسم "حماس" أسسها الشيخ أحمد ياسين, مع بعض عناصر الإخوان المسلمين العاملين في الساحة الفلسطينية, مثل الدكتور عبد العزيز الرنتيسي والدكتور محمود الزهار وغيرهما في قطاع غزة.

وكان الإعلان الأول لحركة حماس عام 1987 اثناء اندلاع الانتفاضة الاولى, حماس تعتبر نفسها امتداداً لجماعة الإخوان المسلمين التي تأسست في مصر عام 1928, وقبل إعلان الحركة عن نفسها عام 1987 كانت تعمل على الساحة الفلسطينية تحت اسم "المرابطون على أرض الإسراء" و"حركة الكفاح الإسلامي, وكان لها دور في ادارة وتوجيه الانتفاضة الاولي عام 1987 والثانية عام 2000, وما تزال لها دورها وحضورها في المشروع الوطني الفلسطيني, رغم الانقسام عن القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية.

الاعلان عن انطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عام 1987م ارتبط وثيقاً بالانتفاضة الاولى انتفاضة الحجارة لم يكن مجرد صدفه بل كان نتيجة لتخطيط مسبق من قبل قادة حماس, ولادة حماس جاءت نتيجة لتراجع التأييد للحركات الوطنية, وفشلها في نظر البعض وبشكل خاص في الضفة وغزة, وذلك لعدت عوامل من اهمها تهميش دور القيادة المحلية ومركزية القرار الفلسطيني في يد فتح تونس وباقي الحركات الوطنية, الانتفاضة اتت من داخل الاراضي المحتلة عام 1967 (الضفة وقطاع غزة) الاغلبية الساحقة من قادة حماس كانت متواجدة في الاراضي المحتلة .

لا يستطيع أي انسان تهميش دور الحركات الوطنية وبالأخص حركة فتح ودورها النضالي والسياسي في قيادة الشعب الفلسطيني وتوجيهه وسقل الهوية الفلسطينية وابرزها دور القائد ابو عمار .

الوجهات الفكرية والسياسية لحركة حماس

انطلاقًا من الاسم الذي تحمله الحركة وهو حركة المقاومة الإسلامية, أي أنَّها بالدرجة الأولى حركة إسلامية بل إنَّ جذورها تمتد إلى حركة الإخوان المسلمين التي أسَّسها المرشد العام للجماعة حسن ألبنا في مصر, والتي أصبحت فيما بعد حركة عالمية لتصبح حماس هي الجناح للجماعة في فلسطين, كما جاء في الميثاق التأسيسي لحماس وفي مادته الثانية : "حركة المقاومة الإسلامية جناح من أجنحة حركة الإخوان المسلمين بفلسطين, وحركة الإخوان المسلمين تنظيم عالمي, وهي كبرى الحركات الإسلامية في العصر الحديث, ولعل المتفحِّص في الميثاق التأسيسي لحركة حماس, يرى أّنه تضمنَ الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة والشعارات الدينية, والذي يدل على مدى التصاقه بالدين والأخذ به كمنهج في الدين والسياسة, وبما أن حماس وكما أسلفنا هي أحد أجنحة الإخوان المسلمين, وهي الحركة التي أخذت الإسلام منهجًا لها كما تبنى المؤتمر الثالث للجماعة آذار 1935, فقد جاء فيه: "أعتقد أن الأمر كله لله، وأنَّ سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خاتم رسلنا للناس كافة, وأنَّ الجزاء حق وأنَّ القرآن كتاب الله وأنَّ الإسلام قانون شامل لنظام الدنيا والآخرة".

وهذا ما يدلِّل عليه ما جاء في المادة الخامسة من ميثاق حماس حيث تستطرد في تعريف البُعد الزماني للحركة بأنَّه: " بُعد حركة المقاومة الإسلامية الزماني, باتخاذها الإسلام منهج حياة لها يمتد إلى مولد الرسالة الإسلامية والسلف الصالح, فالله غايتها والرسول قدوتها والقرآن دستورها, وبعدها المكاني حيثما تواجد المسلمون".

إن حركة حماس التي تأسست في فلسطين في 1987, تعتبر امتدادًا للإخوان المسلمين باعتبار أن أهدافها لم تبتعد عن أهداف الإخوان،, حيت تم تأكيد ذلك في ميثاق الحركة الذي صدر في 1988, ويقول إن حركة المقاومة الإسلامية هي حلقة من حلقات الجهاد في مواجهة الغزو الصهيوني تتصل وترتبط بانطلاقة الشهيد عز الدين القسام وإخوانه المجاهدين من الإخوان المسلمين.... فإن حركة المقاومة الإسلامية تتطلع لتحقيق وعد الله مهما طال الزمن.

إن حركة (حماس) حركة مقاومة إسلامية تتخذ من الإسلام منهجا, ومنه تستمد أفكارها ومفاهيمها وتصوراتها عن الكون والحياة والإنسان, والحركة بذلك تحتكم إلى جملة من المبادئ والثوابت التي تشكل وفقا لها أهداف الحركة وبرامجها, حيث اعتبرت هدفها الاستراتيجي تحرير فلسطين انطلاقاً من رؤيتها الفكرية التي تنبع من العقيدة الإسلامية, وأن قضية التحرير يشترك فيها الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية،, ويعتبر ذلك واجباً عليهم جميعاً من منطلق أن قتال الأعداء بهدف التحرير هو فرض عين على كل المسلمين, كما يتضح ذلك من المادة (32) من ميثاق الحركة والتي تعتبر فيها حركة حماس نفسها رأس حربة أو خطوة على الطريق.

تطرَّق ميثاق حماس إلى الصهيونية ومحاربتها وسبل تحرير الأرض الفلسطينية, كما جاء في المادة الرابعة عشرة "قضية فلسطين تتعلق بدوائر ثلاث: الدائرة الفلسطينية, والدائرة العربية, والدائرة الإسلامية, وكل دائرة من هذه الدوائر الثلاث لها دورها في الصراع مع الصهيونية...ففلسطين أرض إسلامية...ولما كان الأمر كذلك فتحريرها فرض عين على كل مسلم حيثما كان وعلى هذا الأساس يجب أن يُنظر إلى القضية ويجب أن يدرك ذلك كل مسلم.

كما كانت حماس تؤمن بفكرة القضاء على الصهيونية بالكامل وعدم التفريط بأي جزء من فلسطين, وعلى أساس أنَّها أرض وقف إسلامي كما جاء في مادة ميثاقها الحادية عشرة, "تعتقد حركة المقاومة الإسلامية أنَّ أرض فلسطين هي أرض وقف إسلامي", لا يصح التفريط بها أو بجزء منها أو التنازل عنها أو عن جزء منها, أي أنه يمكننا القول أن حماس تؤمن باستعادة الأرض التاريخية لفلسطين قبل عام 1948, وقد نظرت حماس إلى القضية الفلسطينية على أساس أنه ليس هناك من حل سوى الجهاد والكفاح،, كما خلصت المادة الثالثة عشرة من الميثاق "ولا حل للقضية الفلسطينية إلا بالجهاد", أما المبادرات والأطروحات والمؤتمرات الدولية فمضيعة للوقت وعبث من العبث.

بعد قيام حركة حماس بوضع استراتيجيتها وثوابتها, قامت بتبني أهداف تكتيكية من أجل خدمة الأهداف الاستراتيجية والاتجاه نحو المرونة بالتعامل مع المتغيرات المختلفة, وعدم حصر أنفسهم في اعتماد أسلوب أو خيار جامد, بل يحاولون أن يسيروا على نهج الإخوان المسلمين باعتبار حركة حماس جناحًا من أجنحتها, حيث اعتمدت حركة حماس في عملها على التكتيك المرحلي بما يخدم بقاءها في الساحة السياسية, وعدم عزلتها وخروجها عن ثوابتها وأهدافها الإستراتيجية, وقد رفضت حركة حماس اتفاقيات أوسلو, وما نتج عنها وحاولت عدم التصادم مع السلطة واعتماد أسلوب الحوار لحل المشاكل من أجل عدم جر الشعب الفلسطيني إلى حالة من الاقتتال وتشتيت طاقاته, التي يجب أن تحشد ضد الاحتلال بالدرجة الأولى.

ولكن في نفس الوقت لم يتضمن ميثاق حماس أي ذكر للإمبريالية الأمريكية, السند الرئيسي في مختلف الميادين لإسرائيل, واكتفت بوصف الصهيونية على أنها منبع الشر في العالم, كما جاء في مادة الميثاق الثانية والعشرين "ولا تدور حرب هنا أو هناك إلا وأصابعهم في إشارة للصهيونية تلعب من خلفها...", ولكن كيف يكون هذا والامبريالية والحركات الاستعمارية وُلِدَت قبل مولد الصهيونية, التي ما هي إلا نتاج لهذه الحركات وأداة لتحقيق مآربها؟ ومن هنا تكمن المفارقة.

ولكن هنا تتضح لنا المفارقة على ارض الواقع وحدوث تغيرات في فكر حماس حتى لو لم تعلن ذلك, حيث إن الممارسة على أرض الواقع حالياً وتصريحات قادة الحركة, أصبحت أكثر برغماتية من أي وقت مضى وخاصة بعد مشاركتها بالانتخابات البلدية والتشريعية الأخيرة, والتي أجريت بناء على اتفاقيات أوسلو الذي عارضته بشده إضافة إلى أن حماس لم تعد تشدد على برنامجها الاستراتيجي بتحرير كامل فلسطين التاريخية.

نتيجة لموقف حماس الرافض لاتفاق اوسلو وتصعيد عمليات التفجير داخل اسرائيل, تم عرقلة التقدم في مسيرة السلام وكذلك تاجيل الانسحاب من المدن الفلسطينية بل أكثر من ذلك عمليات التفجير أعطت المفاوض الاسرائيلي الذريعة لعدم تنفيذ الاتفاقيات الموقع عليها من قبل الطرفين .

أولاً : ما قبل النشأة

وصلت دعوة الإخوان المسلمين إلى فلسطين منذ ثلاثينيات القرن الماضي, وافتُتِحَتْ أول شعبة للإخوان المسلمين في القدس عام 1945م, وشارك الإخوان المسلمون من الأقطارِ العربية المجاورة, كمتطوعين في الدفاع عن فلسطين في حرب عام 1948م.

وبعد حرب 48 أصبح الإخوان المسلمون في الضفة يتبعون تنظيم الإخوان المسلمين في الأردن, فيما تبِع إخوان غزة التنظيم في مِصر, إلا أَنَّه جرى لاحقًا توحيد تنظيم الإخوان المسلمين في فلسطين, تحت قيادة مكتب إداريّ واحد يجمع الضفة وغزة وصار إخوان فلسطين جزءاً من تنظيم الإخوان المسلمين في بلاد الشام والذي أَسَس في عام 1983م جهاز فلسطين المكون من الإخوان الفلسطينيين في الداخل والخارج, لدعم الإخوان في الداخل من أجل تأسيس (حركة مقاومة إسلامية).

من خلال ما سبق تبين أن حركة حماس لم تكن تياراً سياسياً أو حزبياً منفصلاً, وانما كانت امتداد للحركة الإسلامية التي كانت تسمى بحركة الاخوان المسلمين في مصر وبلاد الشام, ولم تكن تتبنى فكراً أو أيديولوجية خاصة بها, فهي تطبق البرنامج السياسي الذي رسمه لها التنظيم الإسلامي الإخواني.

لقد كان دور الحركة الإسلامية تحديدا الإخوان المسلمين بعد عامي 1975-1967, يقوم على الإعداد البنيوي للشباب والتعبئة في المساجد للجيل الجديد وتوجيهه, وقد برز الدور بشكل أكبر من خلال الجامعات والمعاهد والاتحادات النقابية للأطباء والمهندسين, حيث أصبح التنافس بين الإخوان المسلمين والقائمة الوطنية أحيانًا تكون في مقدمة الكتل, وخاصة في جامعات غزة والقدس والخليل, حيث يعتبر تأسيس المجمع الإسلامي في عام 1973م أولى الخطوات العملية, التي ساعدت على تطور الحركة الإسلامية الذي اعتبر كواجهة علنية لجماعة (الإخوان المسلمين).

يعتبر تأسيس الجامعة الإسلامية في غزة عام 1979 البداية الأولى لظهور التنافس بين أفراد الإخوان المسلمين وبين أفراد الحركة الوطنية, وفي مقدمتهم حركة فتح وأي جهة كانت تعارضهم حيث برز هذا التنافس والخلاف على رئاسة الجامعة الإسلامية بعد توسيعها من قبل الشيخ محمد عواد, وعدد من الوجهاء وبعض الوجهاء احمد حسن الشوا, يوسف الهندي, سليمان الأسطل, راغب مرتجى, سيد بكر, وقد تم تسلم رئاسة الجامعة في البداية للدكتور يوسف عبد الحق, وفي أواخر عام 1980 تم تعيين رياض الأغا بعد التوصية عليه من قبل الشيخ خير الآغا, أحد أقطاب الإخوان المسلمين على المستوى العالمي الذي يعتبر قريب للدكتور رياض الأغا, وبعد حصوله على إجازة الدكتوراه رغم انه لم يكن من مناصري الإخوان المسلمين.

وفي ظل هذه التطورات كان المجمع الإسلامي له نفوذ واسع على الجامعة الإسلامية وخصوصا الشيخ أحمد ياسين, والذي كان عملياً يتحكم بإدارة الجامعة, وبعد قيام الدكتور رياض الآغا ببعض الممارسات التي لم تكن مقبولة من قادة المجمع الإسلامي, وعلى رأسهم الشيخ أحمد ياسين وحصلت حينها الخلافات بعد أن حاول الإخوان المسلمين التخلص من رياض الآغا, وإن استلامه منصب رئيس الجامعة اعتبر خطأً, وزاد على ذلك قيام رياض الآغا بالاستعانة ببعض عناصر الجهاد الإسلامي لاحقا, الذين انشقوا عن الإخوان المسلمين ومنهم الدكتور فتحي الشقاقي, رمضان شلح, عبد العزيز عودة, والذي اعتبر جريمة وخطراً على الإخوان المسلمين.

ثانياً: النشأة:

لقد كانت المحطات السابقة لظهور التيارات لإسلامية ونشاطها بشكل ملحوظ مقدمة لولادة حركة حماس, ولعل الحادث المعروف والذي كان أحد الأسباب في اندلاع الانتفاضة الأولى وساهم في انطلاق حركة حماس, والذي تمثل في قيام سيارة شحن كبيرة إسرائيلية بصدم سيارة أخرى كانت تقل عدد من العمال الفلسطينيين, مما أدى إلى استشهاد سبعة منهم على الفور وذلك في 8/12/1987م, وبعد تشييع جنازات الشهداء في مخيم جباليا, قامت الجماهير الغاضبة بمهاجمة مركز للجيش الإسرائيلي مما أدى لحدوث العديد من الإصابات, وتوالت الأحداث عند قيام أحد الشبان بضرب زجاجة حارقة على إحدى الدوريات العسكرية, وقام جنود الاحتلال بإطلاق النار عليه وسقوطه شهيداً حيث اعتبر حاتم السيسي أول شهيد للانتفاضة في9/12/1987م, والذي أصبح الذكرى الأولى للانتفاضة, ويتم الاحتفال به من كافة الفصائل الوطنية والإسلامية, وتوالت الأحداث وسقوط الشهَداء في خان يونس ومخيم بلاطة وبذلك كان اندلاع شرارة الانتفاضة الأولى في عام 1987.

بعد استمرار وتوالي الأحداث قامت الحركة الإسلامية بإصدار بيانا بتوقيع حركة المقاومة الإسلامية حماس الذي كان ردًا على استشهاد حاتم السيسي, وكان تاريخ البيان في1987/12/15 والذي اعتبر فيما بعد تاريخ انطلاقة الحركة, عقدت الحركة اجتماعات داخلية على مستوى قطاع غزة, حيث كان الرأي السائد بضرورة الإحجام عن المشاركة الميدانية حتى لا تتعرض الحركة لمثل ما حدث في عام 1984, حيث تم كشف مجموعة من العسكريين التابعين لحركة الإخوان المسلمين,الفلسطينيين التي أدت إلى اعتقالهم وعلى رأسهم الشيخ احمد ياسين .

وقد توالت الأحداث بشكل متقطع إلى أن قررت الحركة في إنزال بيان آخر باسم حركة المقاومة الإسلامية, ولكن بدون رقم للحث على الانتفاضة, وان حماس يشير إلى اختصار حركة المقاومة الإسلامي حماس والذي أصبح فيما بعد حماس (ح م ا س) اختصارًا له, في حين قامت فصائل من منظمة التحرير الفلسطينية, وعلى رأسهم حركة فتح بإصدار بيانات عن هذا الحدث وقد نجحت في تشكيل ما عرف بالقيادة الوطنية الفلسطينية الموحدة.

ثالثاً: الموقف من عملية السلام والتحول السياسي على الساحة الفلسطينية

ومع التحولات الحادثة على الساحة الفلسطينية بعد توقيع اتفاقيات أوسلو عام 1993, وما تلاها وإنشاء السلطة الفلسطينية عام 1994م, فإنه يمكن اعتماد السلطة الفلسطينية بوصفها النظام السياسي الفلسطيني القائم والمهيمن هنا خاصة مع تشكيل الحكومة الأولى لإدارة الحكم الذاتي ووجود رئيس للسلطة, وانتخاب أول مجلس تشريعي فلسطيني على الأرض الفلسطينية عام 1996م, ولاحقاً استحداث منصب رئيس الوزراء في السلطة الفلسطينية, وما نتج عن ذلك من تشكيلات إدارية ووظائف حكومية وأجهزة أمنية وقرارات وأنظمة داخلية كالنظام أو القانون الأساسي للسلطة الفلسطينية, أو مجموعات القوانين والتشريعات التي أقرها المجلس التشريعي الفلسطيني, وغيرها من الأمور ذات العلاقة والتي توحي بوجود نظام فلسطيني معين موجود على بقعة معينة من الوطن (أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة), ويحتكم إليه جزء من الشعب الفلسطيني (أهالي الضفة الغربية وقطاع غزة), وهنا يمكن القول أيضاً أنه ومنذ نشأة السلطة فإن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لم تكن جزءاً من هذا النظام بحكم معارضتها أصلاً لاتفاقية أوسلو, وما تلاها من اتفاقيات نتج عنها إنشاء السلطة الفلسطينية عام 1994م, كما أن الحركة رفضت الدعوات التي وجهت إليها في تلك الفترة للمشاركة في السلطة كما رفضت المشاركة في الانتخابات التشريعية الأولى عام 1996م, ورفضت بالتالي أية محاولة لإدراجها ضمن ذلك النظام السياسي, وهنا أيضاً يمكن تصنيف الحركة بأنها "معارضة من خارج النظام السياسي", وعليه يمكن القول أن الحركة كانت ومنذ نشأتها عام 1987م, وحتى إعلانها الموافقة على المشاركة في الانتخابات المحلية التي أجريت نهاية العام 2004م, وبداية ومنتصف العام 2005م, ولاحقاً المشاركة في الانتخابات التشريعية الثانية عام 2006 م كانت تعارض من خارج النظام السياسي الفلسطيني القائم, سواء كان ذلك النظام ممثلاً بمنظمة التحرير الفلسطينية أو ما مثلته السلطة الفلسطينية فيما بعد.

والأمر الذي يزيد من حالة (حماس) وعلاقتها بالنظام السياسي الفلسطيني تعقيداً والتباساً أنه ومع إنشاء السلطة الفلسطينية, واستمرار وجود الاحتلال في مناطق نفوذ السلطة, كانت الحركة تعارض الطرفين معاً, فهي من جهة بقيت في حالة مقاومة للاحتلال ترفض وجوده أصلاً, وتصعد من عملياتها العسكرية ضده سواء داخل أراضي نفوذ السلطة الفلسطينية أو في إسرائيل, ومن جهة أخرى عارضت السلطة الفلسطينية وتوجهاتها وأفكارها وممارساتها, على خلفية معارضتها لاتفاق أوسلو والاتفاقات المكملة له وما نشأ عنه, ومعارضتها لعملية التسوية عبر المفاوضات مع إسرائيل من جهة أخرى, وبالتالي نشأ عن هذا الموقف من الحركة مجموعة من الإشكاليات في العلاقة بينها وبين السلطة, التي كانت ترى في ممارسات حماس وتحديداً عملها العسكري المسلح ضد الاحتلال, نوعاً من التحدي للسلطة الفلسطينية وخروجاً عن الخط الذي تنتهجه المنظمة وفصائلها, وهو الأمر الذي دفع السلطة إلى الإعلان عن حماس كمنظمة خارجة عن القانون عام 1996م, وهو ما كان وسيله لشن أوسع حملة اعتقالات في صفوف الحركة, وإغلاق العديد من المؤسسات والجمعيات التابعة لها وتجميد أرصدتها, وامتد الأمر إلى اعتقال العديد من قيادتها وتعرضهم للتعذيب, بل تعدى ذلك إلى فرض الإقامة الجبرية على مؤسس الحركة الشيخ أحمد ياسين عام 1998م, وهو ما جعل العلاقة بين السلطة والحركة تأخذ دائماً منحى التصعيد والتوتر والخلاف ووصل إلى حد المواجهة في مرحلة ما.

رابعاً: المقاومة خلال انتفاضة الأقصى المباركة

شاركت حركة حماس كغيرها من التنظيمات الفلسطينية في أحداث انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000, وقد كانت حركة حماس تدعو إلى الاستمرار في انتفاضة الأقصى, وكان الهدف واضحاً ومعلناً من خلال القادة في حركة حماس, الذين أكدوا دوماً وراهنوا على افشال المخطط الاسرائيلي  في فرض الشروط الاسرائيلية  على الشعب الفلسطيني نتيجة لتلك العوامل التي ذكرناها واسباب اخرى تم القضاء على معاهدة اوسلو 


  • 1

   نشر في 28 أبريل 2017  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

Salsabil Djaou منذ 6 سنة
الحقيقة هي انني لا انتمي الى اي تيار او حركة ومنذ فترة ،وخاصة بعد مأساة رابعة اصبحت ارى ان جماعة الاخوان المسلمون هي جماعة عالمية ،كما قرأت توجد في فلسطين ومصر وتركيا و الكويت وربما في مناطق اخرى،فعندما توصف بالعالمية ،اظن ان نشطاءها يعملون على نشر افكارها ،خاصة ان هناك علماء لهم وزنهم ينتمون اليها ،و بقراءاتي المتواضعة لم استطع ان اكون رايا محددا عنها،بصفة عامة ،انا من اشد المعجبين بالشهيد احمد ياسين ،واعترف انني لا اهتم للانتماءات بقدر ما اهتم للانجازات ،فرايي بالرئيس الحالي لفلسطين سلبي جدا جدا،و اتمنى ان تستقل فلسطين تماما كراي حماس،وتبقى الخلافات الداخلية امرا سلبيا،وربما كان اليهود هم من يوجهون الرئيس ،لانه من غير المعقول ان اعتقل اخي لارضاء عدوي ،هكذا بكل بساطة،اشكرك على كمية المعلومات ،دام قلمك سيدي.
0
د. علي ابو زايد
الرئيس الحالي ابو مازن هو رجل متسلط يضر بمصالح الشعب الفلسطيني وعليه تغيير سياسة في ادارة السلطة والتعامل مع الاسرئيليين من منطلق المصالح الوطنية الفلسطينية او يستقيل.
تحياتي
Salsabil Djaou
اشكرك على التعقيب.

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم











عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا