عندما أعلنت وسائل الإعلام العربية عن بداية "عاصفة الحزم" خالجني التساؤل التالي: لماذا لا توجه دول التحالف فوهات مدافعها ونيران أسلحتها لقتال العدو الرئيسي "إسرائيل " بدلا من خوض حرب مع الحوثيين في اليمن؟ ، وهذا ما دفعني لكتابة هذا المقال.
وفي معرض الرد نتعرض للمحورين الرئيسيين التاليين :_
المحور الأول:
خطر إيران على الدول الإسلامية العربية.
المحور الثاني:
التقاء العدو الإيراني و الصهيوني في مصالح وأهداف مشتركة.
بداية لابد من الإشارة إلى أن خطر الحوثيين و إيران لا يقل أبدا عن خطر وتهديد إسرائيل ، وقد يثير هذا حفيظة البعض واستغرابهم في بادئ الأمر وليس ذلك إلا لأننا جبلنا أن أكبر خطر في المنطقة الخطر الإسرائيلي ، ولكن يجب أن نعي وندرك أن المؤامرة الفارسية التشيعية تعرض الأمة الإسلامية لخطر أكبر فإيران تسعى لإعادة مجد إمبراطورية الفرس البائدة بغطاء شيعي، لذا فهي تثير القلاقل وتزعزع أمن دول المنطقة بإثارة الطائفية ليتسنى لها لتحقيق أهدافها وبسط نفوذها على الأمة والعالم الإسلامي.
فلا يخفى على أحد الدور الإيراني المهم في الصراع في وعلى سوريا ودعم إيران لجماعات بشار الأسد ونظامه الفاسد القذر ودعمه بالمساعدات المادية والبشرية مما أدى إلى تشريد الملاين من الشعب السوري وقتل مئات الآلاف منهم فهي الداعم الأول لبطش هذا النظام وإجرامه.
كما لا يغيب عن بال أحد دورها الخبيث في العراق، لذا ولا مغالاة في القول إن خطرها أشد من خطر الدولة الإسلامية المدعوة داعش التي من غير المستبعد إن تكون برعاية إيرانية ، حيث إنها تعمل على تحقيق الأهداف الإيرانية ،فقد شوهت مفهوم الدولة الإسلامية التي حملت مشعل النور والحضارة للإنسانية جمعاء لأكثر من ١٣٠٠ عام ، وأمعنت بقتل وتشريد وتهجير السنة والسنة فقط في العراق والشام ،وأفسحت المجال لتغول المليشيات الإيرانية لتصول وتجول وتقتل وتأسر من تشاء من أهل السنة, فحولت العراق الى دوله شيعية تابعة لإيران .
وأمتد خطرها إلى البحرين عندما قامت بدعم شيعة البحرين بالسلاح محاولة إثارة الفتنة والطائفية وإغراق البحرين بحرب أهلية ومن ثم السيطرة التامة عليها،ناهيك عن دورها الشيطاني في لبنان فما تزال تدعم حزب الله الذي هو جزء لا يتجزأ من إيران واستمرت في دعم الطوائف المختلفة في الدولة.
ولم تغفل إيران عن أهمية مصر في الوطن الإسلامي العربي فحاكت لها المؤامرات ورسمت المخططات الماكرة الخبيثة لاستغلال حالة عدم الاستقرار والضعف العام الاقتصادي والسياسي والعسكري والفقر والحاجة فمدت مخالبها الماكرة الخبيثة تحت مسميات المساعدة الاقتصادية للدولة وغيرها من الشعارات البراقة الخداعة لتجد موطئ قدم لها تتسلل من خلاله في جنح الظلام لتنفيذ مخططاتها وتحقيق مآربها ببسط نفوذها على جميع البقاع.
وهنا يتضح لنا إن إيران مرض فتاك تفشى في أقطار العالم الإسلامي العربي وغول مسيطر على العديد من الأقطار.
أما ما يحدث اليوم في اليمن من تطاولات إيرانية تحت رايات حوثية فهو يندي الجبين،فقد عجزت الجامعة العربية كما هو الحال دائما عن اتخاذ قرار يضع حدا للتطاولات الإيرانية مما اضطر دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية إلى اتخاذ القرار الموفق والمصيري للدفاع عن النفس في اليمن قبل إن تصبح ساحة المعركة الخبر و القطيف وغيرها من أصقاع المملكة لا قدر الله.
إن خطر الحوثيين والغول الإيراني مازال قائما ويهدد أمن اليمن وحياة اليمنيين كما انه يشكل خطرا حقيقيا على المسلمين عامة وعلى منطقة الخليج بشكل خاص ،حمى الله المسلمين وديارهم وحفظهم وأيدهم بنصره .
آيات ملحم