ما إن يصلوا إلى مكان عملهم إلا ويجدوه أمام أعينهم، فقد تعودوا على أن يكون أول من يصل قبل موعد العمل بساعتين، ثم يبدأ بالعمل مباشرة قبل أن يجلس على مقعده، كما أنه آخر من يخرج من مكان العمل بعد أن يقفر المكان وتبتعد الأصوات، ورغم أنه ليس مفروضا عليه، إلا أنه يقوم به بشكل مستمر دون كلل أو ملل ودون تقدير من الإدارة لما يقوم به مجهود خرافي، فهذا الموظف لا يجيد إلى العمل والتّهام الوجبات، وما يقوم به من إنتاج من العمل يوازي ما تقوم به مؤسسة كاملة، وقد سبب للموظفين الكثير من الحرج، فالمدير دائما ما يتهمهم بالقصور ويبرر أن هذا الموظف الغثيث يقوم بإنتاج يومي وقدره، وهو بهذا قد وضع هذا المخلوق العجيب مقياسا لعمل الموظفين.
وعندما ضاق ذرعهم أرسلوا إليه رسولا ليبينوا له أنه يقوم بعمل غير أخلاقي، فقد وضع زملاءه تحت حرج مع مديرهم الذي طالما كانت علاقتهم به جيدة إلى حين انضمامه إلى قوائمهم فأشعل النار بينهم، فما كان منه إلى أن أخبر المدير بذلك وأنهم يتآمرون عليه، فزاد الطينة بلة، وصدر عليهم حكم من الإدارة يتهمهم بالخيانة.
الخلاصة ... إذا كانت لديك طاقة إضافية فلا تحرج من هم معك في عمل واحد، فأنت بتصرفك هذا تضع نفسك في قائمة المبغوضين، وتحرج من يعمل معك، فالطاقة البشرية تتفاوت، وقدرة الناس على الصبر لها حدود ... اعمل ولكن لا تقصِّر ولاتبذِّر.