كان العرب ينظرون نظرة دونية للمهنيين الذين يقومون بالأعمال اليدوية مثل عمال الصيانة و الحدادة و النجارة ما إلى غير هذا , بحيث كانت التجارة هو العمل الشريف, ومن هذا الاعتقاد جاءت كلمة مهنة المشتقة من الإهانة و المهانة ,إلى أن جاء سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم و أعطى لكل ذي حق حقه ,وكإشارة من النبي على شرف كل المهن اختياره صلى الله عليه و سلم لبيت حداد من أجل رضاعة ابنه ابراهيم رضي الله عنه عندهم ,في حين كان كل العرب يختارون بيوت التجار لإرضاع أبنائهم كنوع من البركة لهم.

لكن للأسف ما زلنا نرى بدول العالم العربي هذا النوع من الإنتقاص للمهنيين و السبابكة عكس الدول الغربية التىي نجد بها راتب السباك يفوق راتب الطبيب بل هناك من جعل من حرفته مشروعا يدر عليه ثروة هائلة.

ببريطانيا العمل كسباك يعتبر الآن أفضل وظيفة , "Charlie Mullins" البريطاني كان سباكا لا يتعدى دخله أكثر من عامل عادي منذ السبعينات,لكن طموحه جعل مدخوله الآن يعادل مدخول مدير بنك , وبالإحسان و التفاني في العمل مركزه يعد أفضل مركز سباكة ببريطانيا الآن و يحتوى على 200 موظف و مركز للإتصالات يعمل على مدار اليوم .

يقول كارلي و هو مدير المركز الآن : "عندما كنت أعمل بنفسي منذ سنوات , كنت أدخل من الباب الخلفي , الآن يستقبلون موظفي من الباب الرئيسي بكوب شاي".

 هذا التقدم لم يأتي عبثا و إنما لمنهجية عمله الفنية و عبقريته في التسيير و إعطائه حق العمال بالكامل .