أنا والغربة.. أنتِ والحب (3) - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أنا والغربة.. أنتِ والحب (3)

  نشر في 01 أبريل 2021  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


(الجزء الثالث)

غادرنا منزل هدى وفمي لم يتوقف عن توزيع الابتسامات المزيفة لأبيها ولأمي التي كانت سعيدة لدرجة لا توصف، اتفقنا على كل شيء وتمت التحضيرات بشكل سريع، أسرع مما كنت أتوقع، ثم اتفقت مع ماجد كي نلتقي في المقهى، أردت أن أخفف من شعوري بالذنب كوني سوف أتزوج فتاة وأماني لم تزل في قلبي، حتى أنني أراها أينما أذهب في وجوه المارة. 

ماجد: مرحبا يا عريس

جهاد: كف عن ذلك يارجل أرجوك، أنا فعلت كل هذا من أجل أمي، لا أريد أن أراها تبكي في كل صباح. 

ماجد: أمك على حق يا جهاد، لقدت تزوجت أماني والآن هي تعيش حياتها الخاصة، وأنت أيضا أكمل حياتك يا صديقي. 

جهاد: دعك مني، ماذا حدث معك؟ هل علمت ما قصتها؟ 

ماجد: نعم اسمها مريم، لقد تزوجت من رجل متزوج وكانت على علم أنه سوف يطلق زوجته، ثم لم يطلقها، وكان لديه أولاد وبدأت تخدمه وزوجته، وحصلت العديد من المشاكل لذلك تطلقت الفتاة.

جهاد: قلت لي أنها صغيرة لماذا كان عليها أن تتزوج من رجل متزوج ؟

ماجد: لقد قلتها يا صديقي هي صغيرة، ظنت أنها ستعيش حياة سعيدة، أظن أن والدها أقنعها بذلك كما قالت والدتها لأمي، فأبيها من الرجال الذين يؤمنون بأن المرأة عار ويجب التخلص منها، وما مصيرها إلا لبيت زوجها؟

جهاد: وماذا ستفعل الآن؟

ماجد: لا أدري، تقول بأنها لا تريد أن تتزوج مرة آخرى، خاصة أن والدها توفى، وهي لا تريد أن تترك أمها وحيدة. 

جهاد: ولماذا لا تتزوجك وتقيم والدتها معكم في نفس البيت؟

ماجد: الله عليك يا صديقي، أقول لك أنت أبو الأفكار، سوف أحاول، لكن أرجوك اسمع نصيحتي وأكمل حياتك. 

جهاد: حسنا يا صديقي، سوف أحاول أنا أيضا.


تركت ماجد وأنا أفكر بأخر كلمة قلتها، أحاول؟!!

إنها نكتة مثيرة للسخرية، لا أحد يعلم أنني منذ تركت البلاد وأنا أحاول، وكل محاولاتي كانت فاشلة. 


لقد مرت خمس سنوات، تذكرت وأنا أكتب الآن ما حدث، أذكر جيدا عندما كتبت كتابي على هدى، كنت أجلس معها محاولا أن لا أكون خائنا، محاولا أن لا أتذكر أماني ولكني لم أنساها حتى، هدى فتاة طيبة وهي جميلة أيضا كما وصفتها أمي، لكن قلبي كان ممتلئ بأماني والمشكلة أن هدى علمت بالقصة عن طريق أمي -رحمها الله- التي توفت بعد سنة من زواجي، وماجد بعد محاولات عديدة، وقعت مريم بحبه ووافقت على الزواج به، ثم عاد إلى البلاد بعد أن تزوج من مريم وأصبح يشجعني على العودة، لكنني أخشى أن أعود وأرى العتب في عيون أماني يطلق سهامه على قلبي. 


قطع شرودي صراخ ابنتي أماني: أبي لقد انتهت أمي من تحضير العشاء، هيا ماذا تكتب؟ هل هي قصة جديدة؟ 

جهاد: طفلتي الجميلة أنا قادم، نعم، تلك القصة تتحدث عن بطلة تحمل اسمك.

أماني: هل هي جميلة مثلي يا أبي؟

جهاد(بضحكة): بل أنت أجمل يا فتاتي الصغيرة. 


كنت أخفي أي شيء أكتبه عن أماني، كنت أتخلص من جميع الكتابات في كل مرة بطريقة مختلفة، مرة أغرق الكلمات ومرة أحرقها! كنت أخاف أن أجرح قلب هدى فهي لم تكن تستحق كل هذا، طوال تلك السنين كنت أحيا وكأنني لم أقابل أماني في حياتي قط، لم تكن هدى تعلم أن الفتاة التي أحبها اسمها أماني ولم أقل لها كل القصة، لذلك أقنعتها بسهولة أن يكون اسم ابنتنا الأولى أماني على أنه اسم عمتي التي كانت بمثابة أمي.


في اليوم التالي، عندما استيقظت كنت أشعر بالضيق، تسألت في نفسي هل الورق خانني هذه المرة ولم يخفف عني بل وزاد الحمل على قلبي؟

كان هذا أسوء يوم في تاريخ البشرية، الأخبار تعصف كل دقيقة على مواقع التواصل بوفاة مواطنين والقذائف لا تتوقف، اتصل بي ماجد أثناء عملي في الكافيتيريا وقال لي أن القذائف دمرت نصف الحي الذي كنت أسكن به، وتدمر بيتنا والعديد من البيوت الأخرى، ليس هذا فقط بل الفاجعة الكبرى أن ....



  • آلاء بوبلي
    في داخلي تنتقل الحروف مع خلاياي فتشكل قصص و روايات و الكثير الكثير من الأغنيات ، لكن من الخارج لا يوجد شيء كهذا فكل ما يسيطر هو الهدوء.
   نشر في 01 أبريل 2021  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا