مئة وواحد عام من العزلة
العودة إلى يوتوبيا
نشر في 21 يونيو 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قد يحدث أن تقرأ رواية ما، تستمتع بها وتنجذب إليها بكل مشاعرك، تترك عقلك خارج تلك الحالة الفريدة التي أنت بداخلها الآن، ومن ثم تقرأ رواية اخرى بحالة أخرى، وأخرى وأخرى وأخرى.... ثم يحدث ذلك.
هل تساءلت من قبل ماذا لو تداخلت أحداث روايتين لتصنع واقعًا، هذا ما حدث معي بعد قراءة الرواية الشهيرة يوتوبيا للكاتب أحمد خالد توفيق وتبعتها بقراءة إحدى إبداعات غابريل غارسيا ماركيز مئة عامة من العزلة.
العوامل المشتركة قد نختصرها في فكرة العزلة، إختلفت الأسباب والأحداث، فماذا إذا إختلفت النهايات!.
عندما أردت أن أُعيد قراءة يوتوبيا مرة أخرى، لأول مرة بدا سؤال جديد لم يسعه عقلي وقت القراءة الأولى، بالطبع كتلة من المشاعر كانت تتحرك بداخله تمنع أي منطق من الظهور في تلك البقعة المخصصة فقط لكلمات الرواية وسحرها.
السؤال بإختصار.. إذا كان الوضع بداخل الرواية وصل إلى أن من يملكون الغذاء لا يملكون التعليم ولا مواجهة المرض، ومن يمتلكون أدوات المواجهة مع الأمراض لا يملكون غذائهم، وهكذا من يحملون التعليم بداخل عقولهم.. إلخ. هل ينتظرون كائن من الفضاء يحمل لهم أبسط الأفكار البديهية بالتبادل؟.
نعم الأمر في تلك البساطة والسهولة حقًا، سأتعلم وأبحث عن علاج أحتاجه في مقابل، قطعة لحم أعطيها لذلك وذاك، ما الذي منعهم من ذلك، كبرياء الطبيب أم ترفع المعلم أم قوة الجزار، هل كان للطبيب كبرياء وهو يتناول وجبته من حيوان ميت بالطرقات، وهل ترفع المعلم حين طلب تقاسمها معه، وأين ذهبت قوة الجزار الباطشة حينما مرض!.
سنصل إلى ما تخيله الكاتب أحمد خالد توفيق بكل تأكيد، أؤمن بذلك وأؤمن بأنه من رحم تلك المعاناة، سيسترجع أحدهم سلسلة المقالات تلك، بحثًا عن المقال رقم 5، مئة وخمسة عام من العزلة، ليحمل الحل كاملًا شاملًا لكل جوانب الأزمات البشرية.
تلك البداية وللحديث بقية،،
-
Belal Hammamكل شخص مُكتفي بكل شئ