الفلسفة الشعبية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الفلسفة الشعبية

  نشر في 06 يناير 2015 .

حول قضية لا نلبث أن نجدها في كل مكان ، بل ولا جَرَم أنها أهم القضايا المجتمعية التي نتناولها كباراً وصغاراً. هذه القضية هي (السياسة)...

قضية شائكة يُثار حولها الكثير من الأكاذيب التي تُعكر صفو الأمة ، أسرار هُنا وأسرار هناك ، والمواطن هو قضيتهم الأولى.كيف يمكن لهم أن يقودوه نحو أفكارهم؟؟...هذا المواطن هو سر القضية كلها.............

أخبرني من صنع الطواغيت على مر التاريخ؟؟؟..إنه المواطن.

فكيف هي فلسفة المواطن؟؟

إن المواطن عبارة عن عجينة طرية تُخبَز في الفرن..توضع عند درجة حرارة معينة ، حتى يكون مذاقها ذو طعم معين..يروق لأهل السلطة..فأنت وليد السلطة الحاكمة أياً كانت أحوالها..ولكن ..متى بدأتَ في درك الحقائق..سيبدأون بمهاجمتك..بل وقد يصل الأمر إلى اعتقالك وسجنك..وأحياناً قتلك.

إن المواطن العادي وليد السلطة..فلسفته بسيطة جدا تتلخص في "أعطني حلاً وأعطني وكلاً".وها هي هذه الفلسفة التي تطيح بهذا المواطن شديد الدرك للحقيقة..إلى أدنى درجات الرضا..التي تعني (الذل)..تبدأ السلطة في غشوميتها مع عدم فهمها لفلسفة المواطن شديدة البساطة..إنها استغلت عدم فهمه لما يجرى ..في إشباع غريزته الإيمانية..ولكن بالإيهام..وضع تحت الإيهام ألف خط..إن المواطن العادي بفلسفته البسيطة يُلخص كل أمر مهم على السلطة أن تقوم به..فهو يريد منهم أن يعطوه حلاً لمشاكل مدينته ووطنه..ويريد منهم أن يشبعوا غرائزه الجائعة..فكون السلطة أساءت فهم المواطن..إذ ظنت بهذه الفلسفة أن المواطن لا يفقه شيء من أمور حياته..جعلتهم يستغفلون المواطن أشد استغفال..وجعلته ذليلا لرغباتهم..مُصدقا لهم بسبب فلسفته المُفتقرة إلى التحليل..فما تفعله السلطة..هي شن حملات الوعود وفرض الحلول..فيصدقها المواطن..ولو كان يُدرك قليلاً أن السلطة لا تكترث بفلسفته ولا برأيه، وتعتبر هذه الفلسفة ضعيفة وتنُم عن الجهل.إنهم أخطأوا في تقديرهم لهذا المواطن الذي جهل اللعبة ولكنه لم يجهل العدل ولم يجهل فلسفة الشعوب في الحياة.إنما جَهِل لعبة السلطة.إن السياسة لا تحتاج إلى عبقرية فائقة الخيال بقدر احتياجها إلى البداهة والخبرة.إن العبقرية الحقيقية هي تنفيذ فلسفة المواطن الحقيقية.وهي فلسفة العدل.

فلنرى فقهاء السياسة أمثال ميكيافيللي،إن هؤلاء كانوا أشد جهلاً من المواطن.حيث أنهم لم يتَّبعوا الفلسفة الشعبية؛ولكنهم اتبعوا جهل السلطة بفلسفة المواطن،ففقهوا في سياسة الظلم.وهُيئ لهم أن هذه السياسة التي يسوسون بها الشعب هي أساس السياسة وأصول الساسة في التعامل مع المسُوسين.إن ميكيافيللي ومن هم على شاكلته.أرادوا إرضاء السلطة بفرض تعاملاتهم كمبادئ أساسية لسياسة البشر.إنهم أخطأوا التقدير،وزادوا في نفاقهم.كيف كانت سياسة النبي(محمد) رسول المسلمين؟

كانت قائمة على تغطية حاجات الفلسفة الشعبية..فلسفة المواطن البسيطة "أعطني حلاً وأعطني وكلاً".إن النبي أدرك صدق المواطن في قوله وأدرك كذلك أن هذه هي فلسفة البشر جميعاً.

نقطة أخرى ثائرة حول السياسة:ألا وهي"الديموقراطية"

إن هذه الكلمة الموجِعة للسلطة هي في نفس ذات الوقت موجِعة للمواطن..إن الذين يتشدقون بالديموقراطية لهم أشد الناس حرصاً على قتلها،الديموقراطية التي تعني حكم الشعب_أصبحت غرضاً للسلطة الديموقراطية لكي يتسلطوا من خلالها على الشعب الرافض لهم_.ليس لإقامة الحُكم العادل بين الناس.

"أفحكم الجاهلية يبغون"؟........

إن الديموقراطية التي ينتهجها هؤلاء الغَفَرْ..وعندما أقول الغفَرْ فأنا أقصد بها الوضعاء..لهي الأكذوبة الكبرى على عقل المواطن الشريف..صاحب الفلسفة الفريدة..فالديموقراطية بالنسبة للسُلطة..أمراً هاماً جداً لتهدئة النفوس..وحتى يكون هناك دافع للتحرك..ولإخماد نار المواطن التي تنشأ بعد فترة من تعدد الأكاذيب وفرضيات السلطة الواهمة.

إن الديموقراطية مجرد "وسيلة نفسية"نفيسة جداً بالنسبة للسلطة،إن الديموقراطية لا تضر إلا المواطن،وذلك موجود في كل الدول.فهي قصر السلطة وبئر المواطن.

للمرة الألف يتم خداع هذا المواطن البسيط....

إن ما ينقص هذا المواطن ليس علماً ولكن ينقصه "الشك".

إن الشك هو أكبر المصائب بالنسبة للسلطة..فهي توقع الساسة في فخ انعدام الثقة الذي يتأتى على إثرها ضياع الملك.

إن شَك المواطن قليلاً في كل ما يقال له تجاه ما يَقصد..سيضطر جاهداً إلى البحث وراء ثغرات السلطة..وسيفهم اللعبة الكبرى..إن المشكلة ليست في الحلول التي يقدمونها للمواطن..ولكن المشكلة في أن هذه الحلول لن تُنفذ..لأن دورها الأساسي كان معلوماً..وهو إشباع رغبة المواطن في إجابة فلسفته..فلن تحتاج السلطة إلى جهد بالغ لتجيبه إلى ما ينشد..وبعد فترة من حُكم السلطة..تضطر السلطة إلى إظهار حسن النية وحُسن العمل..لأن المواطن حينها تثور نفسه حول الأوضاع وحول عدم تحقق المطالب الفلسفية البسيطة..

فكان يجب على السلطة من استعمال وسيلة تبريد..وكانت هذه الوسيلة هي " الديموقراطية".

أيها المواطن صاحب العقل..وصاحب الشأن..إن ما ينقصك هو فهم من هم حولك..وليس ينقصك فهم الواقع..فأنت أفهمُهم للواقع وأدراهم بحلوله..إنك وأبيك وجدك وجد جدك على نفس الحال منذ زمن.ألا يستدعي هذا منك بعض التفكير..ليس التفكير في فلسفتك..ولكن التفكير"لماذا لم يُجيبنا أحد إلى الآن؟"..فلتبدأ بالشك..لتصل إلى الفصل.

يبدو أننا سنعيش ونموت دون أن ندرك أن اللعبة عالمية!!!!!


  • 6

  • Mahmoud Mohamed Mahmoud Helmy
    محمود محمد محمود حلمي طالب بكلية العلوم قسم الفيزياء والرياضيات بجامعة الأزهر ، لدي ميول عديدة في الحياة ، فالتطلع للكون كان ولا يزال غايتي الأولى ، ومن ثم كان التعبير عما أشعر به تجاه الكون واجباً ، فهويت الكتابة والقرا ...
   نشر في 06 يناير 2015 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا