ذكر في كتاب (التجربة الفكرية لروح أمه)

للمؤلف( كيرلس بهجت)باختصار "أن قديماً كان شخص يدعى( نيكولا شوفان) وهوجندي في الجيش الفرنسي دافع بحرارة بشكل غير منطقي أوعنهجي كما قيل عن نابليون وحملاته والتحقير لأي رأي مختلف بالرغم من إصاباته المتعددة نتيجة الحروب الناجمة لأطماع النظام وسميت ب ( الشوفينية chauvinism)" .

لقد قيل "التحقير لأي رأي مختلف أو الدفاع بشكل لاعقلاني" ....... تتسم تلك المرحلة ببعض العصبية تجاه أمور أو آراء مختلفة كما هو الحال مع اللاعب محمد صلاح بعد فوز المنتخب السعودي لكرة القدم على المنتخب المصري وبالرغم من الظروف العصيبة التي مربها اللاعب خلال إصابته في الدوري الإنجليزي ومحاولاته للمكسب وتسجيله لهدف في المباراة مع السعودية ومحاولاته السابقة في تحقيق المكسب لمصر.. إلى أن بعض المتعصبين لفكرة أن محمد صلاح شخص خارق وبمجرد نزوله أرضية الملعب يحقق المكسب لمصر وكأنه يلعب بمفرده بدون بقية المنتخب وبدون خطة للمباراة! وينتهي الأمر عندهم بأن الخارق فشل ولم يؤد مايلزم تنفيذه! وتلك حالة شوفينية في رياضة كرة القدم .

في هذه المرحلة مع قلة الأفكار الجديدة والمجملة لصورة الوطن في السينما المصرية تشكل لدى البعض اقتناع تام بأن كل ماينتج عمل فاشل حتى وإن كانت الفكرة بسيطة ولكن تحث على الانتماء كما في فيلم (حرب كرموز) بطولة الفنان أمير كرارة (قام بدور الظابط يوسف المصري) والفنان محمود حميدة... والذي يحكي قصة اغتصاب فتاة على يد جنود إنجليز ومحاولة ثلاثة شبان مصريين التصدي لهم فقاموا بإطلاق النار على واحد منهم وإبلاغ الأمر لضابط مصري معروف بشرف تاريخه وتصميمه على رد الشرف واعتقاله للضباط الإنجليز ورفضه تسليمهم حتى قامت الحرب بقسم كرموز بالأسكندرية ووضح في الفيلم دور الضباط المصريين وكرهم للإنجليز ودفاعهم عن شرفهم وحتى من كانوا يتلقون الأوامر تحت قيادة الإنجليز تعاونوا ضد العدوان عليهم وأبرزوا حب الوطن ببسالتهم وكيف احتالت العدالة المصرية عن تنفيذ حكم الإعدام عن الظابط (يوسف المصري) باستبدال جثته بجثه أخرى للإنجليز وتلك قصة الفيلم باقتضاب التي وإن قيل فيها مبالغة أو كانت تتطلب الحبكة الفنية أكثر ولكن حقق الفيلم أعلى إيرادات على رغم من اقتناع البعض من أتباع نيكولا شوفان أن كل ماينتج فاشل حتى وإن تجملنا فيه متغافلين على أننا في أشد الحاجة إليه وسط تلك المساوئ الفنية والأخلاقية التي ظهرت ومازالت.

زيادة الأسعار والبنزين وأجر الركوب تبرز حالة شوفينية جديدة بأن تلك الزيادة هي الحل الأوحد وأن كل مايعلن واجب وتحقيقه مباح ولايمكن اعتراضه ولاأعلم إن كانت النية كمثل دجاجة تريد أن تطيل المدة وتخرج من الباب المفتوح بعد محاولات عدة حتى تستجمع شجاعتها في النهاية وتخرج إلى الحرية (من مقال (المحاولة القادمة للدجاجة للدكتور علاء الأسواني).

الشوفينية... علينا التخلص من عصبيتها وتقبل الرأي الآخر أو على الأقل احترام الأصوب.