رسالتي إليها.. أمي أنوار مداي
ولهفة شوقي ورؤاي
رسالتي إليها..
وقد كانت ضياءُ شمسي الباسمة
تتشبثُ بها أحداقي
لأستقي منها أفعالي السامية
أدنو أشتمُّ عِطرَها وفجرَها
فيُسكرني منها شدوُ ترحالي
لينحسِرَ عني وَجَعي وملامية
ويَتبدَى بي شكلُ دلالي
كلما لامستني كفُها الحانية
وتمسيدها شعري وأمانية
أيا رنيمُ العزفَ على أوتارِ
حُنجَرتِها تشدُو
مناداتَها أمي بعَقلي راسية
كلما دِفءُ حِضنُها هَدهدني
تأتيني ترانيمُها مُنادية
لتُزيل عن أكناني
إرهاصاتٌ عَوَانية
صوتُها يُسكِنُ أنغامَ لهفي
في مِحرابِ الجَوَى مُجارية
فأردُّ الصوتَ صدىً
وأعتابُ فضائِي تُوردني ساهِية
على انسيابِ مَشاعِري..
على احتساباتِ انعِتاقي
على كفِها النديّ جارية
حين تهزُّ يَمينُها سريرَ الغوالي
تمسِّدُ دَمي وتُسكن مَساريا
كلما شبَّ خوفي
يقبضُ ارتجافاً على جمرِ النوى
ليبثني في المَتن حَنانيا
تلتفُ حولَ محتوَى أنسامي
فيَشتدّ عُودي
ويتوارَى عني هَجيعُ ليلي ومظانية
فاسكنيني أمي
وأخرجي مني بيدائي وبقايا ندائي
واسكبي في كأسي
سائلَ الوجد حيثما احتواني عاليا
يلملِمُ عن أطرافِ عِجَافي
بعضُ اخضرار مُتسامية
فدوماً إليّ عُودي وزيديني
بعطفِ الأمومةِ جُودي
أزيلي عَتمَتي وبقايا رماديا
واحتدامُ الغَبَاش بوجودي
ولعنةُ الزمنِ حين تُغالب ذاتيا
قد مَنَحَتني للحياةِ متكئٌ
فمال ناحيتكِ عَمُودي
فرفعتُ رايته امتشاقا وافيا
فألتقِطُ أقمارَ المُرادِ بعُودي
حارَتْ بحُبها امداداتُ نَبضي
وارتجاعاتُ مُنسكبِ مَدادية
سألتُ مُجبِرَتي ذات فضول
كيف أطعَمتِ بيدِك فصْلي
وأجبرتِ كَسري عَلانية
وبلسمتِ بالودِّ جُرُوحي
ومَسحتِ الأسَى بكفٍ عارية
أخبريني كيف افترَشتِ مَلاذي
ومَهدتِ سريري
بأغطيةِ الحَنين الدافية
فقالت وملامحُها تتلألأ
والحبُّ بعينيها يتراءَى بَريقاً
هذا وجودٌ ربانيٌّ له الهوى ساريه
لتصنعَهُ نبضاتُ أمومةٍ عاتية
تتخلقُ مع النطفةِ
لتضعَ للسلامِ مِدامَيكٌ راضية
عليها تنهضُ الدُنيا
ولها يَقومُ للخَلقِ أساسية
لا أكتفي بالأمومةِ قلباً حانياً
فالروحُ تبلغُ بالهوى مَرامَها
كيما تجودُ مُرادية
فأمضي وتمضي السنونُ
والنجمُ يتبعُ دَربي
حتى إذا ما بَدا على قربٍ
طاش ميزانُ العدل بأوانية
على هجعةِ الفجرِ الرؤومِ
أنثرُ رحيقَ طيُوبي
وأحدِدُ لأطفالي أسامية
بمعانٍ تُغدقُ معانيا
وافترشُ لنومِهم ثوبي
بعزِ انتشاءِ نهاريا
أنتصِبُ لخدمةِ مطالبهم
وأروم بقربهم سعادة جاريه
فيا نبض الوريد امنحهم نجاحا
فأعطاف الحبِّ لهم ذارية
ولشوقي لهم رعشة
ما نلتها لغيرِ صُحبتِهم
قطوفٌ دانيا
فيا اللهُ وأنت سَندي
يا جابرَ القلوب أينما وجدتَها
ضارعة سائلة
امنحهُم رضاكَ وبراءتي
من يوم ينقلبُ عوانية
والأيامُ تأتي مُغمضةَ العيُون
تتخبّط بالأحداثِ مُغالية
سأرحلُ ذات رحلة لا رجعة فيها
سأرحلُ كما الراحلين مساربا
فاحفظهُم إلهي من بَعدي
وكن لهم للصلاحِ عوناً وهاديا
وامنحهُم عزمَ العطاءِ كمثلي
في الرخاء جاثيا
ويح قلبي إذا ما تقلبوا فانقلبوا
على وجعِ الزمانِ وحلَّ بهم سِقامٌ
اعتراني الضيقُ سادياً ماديا
فأراني وقلبي مُمَزقٌ
وأنا المُقيمةُ ببرزخي البعيدِ أجازيا
فيا ربي داعبْ رقتهم بأرضِكَ
واجعلْ لهم الحنين مُلامِساً
على مَسرىً مُمَهدٍ ساريا
وابعثهم على قمة المرام قائمين
على سررٍ للمجد عالية
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
التعليقات
"نَجِيبَةُ"
إنَّ النُّفُوسَ إذَا أَحَبَّتْ أَزْهَرَتْ
بِمَا طَابَ مِن أثْمَارِهَا
وَإِذَا النُّفُوسُ صَفَتْ تَاقَتْ
إلَى الْحُبِّ فِي أَقْمارِهَا
فِي قَلْبِ الْمُحِبِّ ثَوْرَةٌ ,بُرْكانٌ
لَا يَخْمَدُ مِنْ إعْصارِهَا
الْعُيُونُ لَا تَعْمَى وَإِنَّمَا
تَعْمَى الْقُلُوبُ فِي إبْصَارِهَا
لَعَلَّ الْأَمَانِيُّ تَأْتِي بَعْدَ صَبَرٍ
وَلَعَلَّ الْيُسْرُ يَأْتِي بَعْدَ إعسارِهَا
إنَّ أَخْلَاقَ الْمَرْءِ فَضِيلَةً فَ
أَخْلَاقُ النَّاسِ فِي خِيَارِهَا
وَأَخْلَاقُ الْمَرْء تُقَاسُ حُسْنَاً
بِأَخْلاَقِ الرِّجَالِ مِنْ كِرَامِهَا
أَنَا ابْنُ صَاحِبِة الْفَضَائِلِ
ثَمَرَةٌ نَمَتْ مِنْ أَزْهَارِهَا
نَبَعُ حَنَانٍ وَنَبَعُ فَخْرٍ
فَرْعُ جَدْوَلٍ مِنْ أَنْهَارِهَا
لَمْ أَجِدْ فِي الْخَلَائِق هَيْبَةً
مِثْلَ هَيْبَةِ أُمِّي فِي وَقارِهَا
مَا كَانَتْ أُمِّي امْرَأَةً بَلْ
قَلْعَة مَنِيعَةً فِي أسْوَارِهَا
مَا سَمَتْ الْخَلَائِقُ بِالْحَنَانِ
كَحُضْنِ نَجِيبَة فِي دِثَارِهَا
ماهر باكير