وعدت بالأمس أني سأكتب عنك أيها الرجل من تحمل هموم أمة حينما تكون ربانيا تخشى الله في العمق، رائع فيك قوامة قد استنتجت قيمة المسؤولية فيها من كتاب الله عز وجل ، إنها القوامة من تلقي على ظهرك أعباءا كبيرة في الحياة ، العاقل و المنصف لا يتنكر لدورك الصعب و أنت تسعى لأن ترتقي بأسرتك إلى أحلى مستوى معيشة و لا تبدي انزعاجا أمام أولادك ، فأن تكون ربانيا بمعنى أن تكون مكافحا في السر و العلن بلغة الكد و الجد و التعب ، لا أحد يستطيع نفي دورك في استقرار مجتمع بأسره حينما تكون الأب و الزوج و المعلم و الأخ..أدوار راقية جدا حينما تجد لها آذانا صاغية من المرأة و الدولة و المواطن ، قسم الأدوار بدلا مني إن شئت ستنصف نفسك لوحدك بعيدا عن كل المغالطات و المزايدات ، فقط كن وجيها ، صريحا صادقا ، حتى تنبعث من مساعيك بوادر الخير التي تحاول منظمات غربية تضليلها بدعوى المساواة مع المرأة ، أي مساواة يريدون ؟ أن تنتزعوا من الرجل القوامة و تفتحون أبواب الفساد على المرأة لأنها هي الأمة بعقلها و قلبها ، تنحوا جانبا و كفوا فساد الشعوب بمناداة إنصاف المرأة بغير وجه حق..
إن كان السيد الرجل قد أكرمها بطاعته لربه فأطاعته فرضا ، فكان منه أن خشي عليها الأذية و الظلم ، فما دخل مجتمعات أخرى بدعوى التخريب و الهدم؟ هل اغتضتم للهدوء و للتفاهم الذي فصله الإسلام تفصيلا واضحا لا شبهة فيه ؟ انه الإسلام من يغلق دعاوى الفساد و إن كثرت ، فاذا كانت قواعد الاحترام واضحة و مفهومة فنحن كمجتمع إسلامي لا نريد دروسا في المساواة ، الإسلام فسر و شرح ووضح كل شيء، مطلوب فهمه الفهم الصحيح و منم ثم التطبيق الصحيح أيضا.
فماذا ستزيدون على الإسلام من مفاهيم أو تفاسير ؟ ، هل ستشككوننا في عقيدتنا ؟ نحن زاد لا ينفذ و المرأة تركيبة قوية حينما تجد الدعم و التفهم و الحماية من الرجل ، أخا كان أو زوجا أو والدا ، لحد الساعة لم نفهم برامج تحت غطاء الإصلاح تسعى لنشر الرذيلة أكثر من أهداف الخير و الأخلاق الجميلة ،مطلوب منك أيها الرجل المبدع بالعلم و الأخلاق و الخشية من الله أن تحمي المرأة و كفى ، فان أنت وفرت لها الحماية كنت لها حصنا منيعا و ردعا واقيا و كفاية ليست تنفذ من الحب و الاحترام و الرفقة الزوجية الهادئة ،أما أن تتابع الأنترنت طول الوقت و تحب خلف شاشة الحاسوب حبا محرما و قد تكون الزوجة هي السبب فالأحرى التهذيب و القول اللين للرجوع للطاعة ، لا تستبدلوا بدائل محرمة بدعوى الإهمال ، ليس عذرا التهرب إلى عالم افتراضي خالي من الحقيقة و الواقعية ، الحوار و التواصل مهم جدا للإصلاح ، فمع ظهور العولمة ظهرت انحرافات خطيرة عن القيم ،فلا تعطوا فرصة للمائعين في سحب وثيقة الاعتماد و الحفظ بدين أقر لكم حياة سعيدة بالمودة و الرحمة، ابذل جهدا أيها الرجل في أن تكون معلما ناصحا و أستاذا بارعا في إعطاء دروس الطاعة ، الطاعة مكفولة بحدود شرعية فقط زينها بالاهتمام من عندك لتشعر المرأة أنها لن تتمكن من الخروج عن حدود هذه الطاعة إلا ما كان ايذاءا لها و لدينها ، و لك أيتها المرأة أن تكفي عن المناداة بالكماليات التي تثقل كاهل الرجل كل يوم ، فهو لن يكون محركا آليا يحضر لك ما شئت ، ارضي بالموجود و كوني صدرا رحبا يحتضن متاعبه آخر اليوم ، لا تكدري صفو العيش بمقارنتك لغيرك من النساء ، فكل و ما جبل عليه من طاقة استيعاب معينة للحياة و كل و محدود و رزقه و عطاؤه ، فلن تتشابهي مع غيرك إلا إذا اجتهدت بذكاء و حكمة و هدوء في تحسين أوضاعك..
الهدوء مطلوب في دولة الأسرة ، فكوني مستشارة له يكن لك وزيرا في المطالب سهل الكسب و العيش الرغيد ، الهدوء ثم الهدوء هي رسالة الزوجة لزوجها في عالم مكتظ بالضغوط و اللهث خلف متاع الدنيا و منها اختلطت المكاسب بين الحلال و الحرام ، أنت متاع الدنيا فزينيها بالاعتدال و العيش الصافي بلا كدر و بلا ملل و بلا ثرثرة..
تحية تقدير لك أيها الرجل و أنت تسعى لأن تحافظ على زوجتك و أسرتك من كل دخيل و من كل ضياع أو فساد مهما كان نوعه أو مصدره، كن أبا في البيت و مديرا في مؤسستك و لا تخلط الأدوار حتى لا يشعر الأولاد بالعسكرية تحت غطاء أسرة يريدون منها الأمان و ليس تدريبات صباحية على السمع و الطاعة و الترهيب...و بغير ادلاء برأي ، الرأي الآخر مطلوب على طاولة الإفطار لتناقش المشاكل القضايا ، فلا تتزينوا أيها الرجال خارج البيت بالجمال في الهندام ور بطة العنق و الباطن فارغ من الحقيقة في داخله ، بحقيقة القسوة و الظلم و العنف في الأسرة ، كن كما أنت بالداخل و الخارج حتى تحافظ على توازن نفسيتك و منها تحافظ على أعصاب أولادك و زوجتك ، و إن كنت ترى نفسك أنك لن تكون مسؤولا بالقدر الكافي لتحمل أعباء الحياة ففضلا لا داعي لإرهاق الغير بعقد زواج سيكون فاشلا ...ليس عيبا المصارحة و المجاهرة بالحقيقة ، لكن العيب هو الخديعة و التلفيق.
لك أيتها المرأة ، اعرفي أن الأنوثة عالم جميل فحافظي عليه و لا تبدديه وسط أقوام تدعي التحضر و الحضارة فيه تفتقر لقوامة رجل إلى جنبك يشاركك تقاسيم الحياة و صعابها ، افهمي دورك في الحياة و لا تتخلي عنه تحت أي عذر كان ، فالمرأة تبقى امرأة و الرجل يبقى رجلا و لا مساواة بينهما إلا ما كان في الحقوق و الواجبات تحت منهج رباني حكيم ، فلا تصدعوا رؤوسنا بدعوى التقدم و المساواة لأنه لن يليق بنا كمسلمين إن ما تخلينا عن أخلاقنا و قيمنا و مبادئنا..حتى أنا أجد صعوبة في إنصاف قوم من المفروض أنهم منصفون تلقائيا و فطريا حينما حمدوا الله على أنهم مسلمين ، و الصعوبة تكمن في انه لا بد من التفكير في قضايا مصيرية تحررنا من التبعية و الرداءة بدل أن ندور في موضوع مفروغ منه بفطرة نعتز بها كثيرا.
في الختام فلتسامحني المرأة إن لم أنصفها و ليسامحني الرجل إن لم أنصفه بقلمي البسيط ، فلست إلا امرأة تعيش هاجسا في أمتها في أن تراها متحررة من كل أشكال الزيف و الرداءة و التخلف عن ركب الحضارة الحقيقي...ساعدونا لنتحضر الحضارة التي تشرف رسولنا الأعظم صلى الله عليه وسلم و أطفئوا الأنوار علينا حينما يتعلق الأمر ببرامج بشرية لا تسمن و لا تغني من جوع ، فالنوم أهنأ لنا من متابعتها على صفيح ساخن من الكذب..
أتمنى لكم التوفيق في رسالتكم النبيلة التي خلقتم من أجلها و هي تشريف دينكم و أمتكم أحسن تشريف بإتباع أحسن قدوة لنبينا الكريم.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية
التعليقات
* فلا تتزينوا أيها الرجال خارج البيت بالجمال في الهندام.... و الباطن فارغ من الحقيقة في داخله
* كن كما أنت بالداخل و الخارج حتى تحافظ على توازن نفسيتك و منها تحافظ على أعصاب أولادك و زوجتك
، و إن كنت ترى نفسك أنك لن تكون مسؤولا بالقدر الكافي لتحمل أعباء الحياة ففضلا لا داعي لإرهاق الغير بعقد زواج سيكون فاشلا
نصائح قيمة للنساء :
* أيتها المرأة ، اعرفي أن الأنوثة عالم جميل فحافظي عليه و لا تبدديه وسط أقوام تدعي التحضر و الحضارة
*افهمي دورك في الحياة و لا تتخلي عنه تحت أي عذر كان ،
* فالمرأة تبقى امرأة و الرجل يبقى رجلا و لا مساواة بينهما إلا ما كان في الحقوق و الواجبات تحت منهج رباني حكيم ،
كما اسعدنى جدا تلك التحية منكى ( تحية تقدير لك أيها الرجل و أنت تسعى لأن تحافظ على زوجتك و أسرتك من كل دخيل و من كل ضياع أو فساد مهما كان نوعه أو مصدره، كن أبا في البيت و مديرا في مؤسستك و لا تخلط الأدوار)
فلتسامحني المرأة إن لم أنصفها و ليسامحني الرجل إن لم أنصفه بقلمي البسيط ، ..على العكس د.سميرة في رأيى انكى قد اجتهدتى وتوفقت في الإنصاف لكلا الطرفين..
من اكثر المقالات التى اعجبتنى ولابد من قرأتها مرات و مرات .. تحياتي وتقديري لكى