
تخيّل، أن تذهب حتى المسبح لتأخذ صورة جميلة دِبّة خفيفة ضريفة لطيفة، ثم.... ولا لايك بتاع المزز ! باستثناء حُسن النيّة التبادلي بيننا وبين أبناء الحي، يضعون لنا لايكات، وطيبة العائلة الساذجة حيث يستمرون بلايك أي منشور حتى لو كان به إهانة (غير مباشرة) موجّهة لهم، ودون نسيان تلك الحسابات أهي تعود لبشر أم لفضائيين أم لجماعات الماسونية، فهم لدينا منذ سنين ولا نعرف من هم طالما أن حاسباتهم مليئة بصور الطبيعة أو الحيوانات أو الأزهار أو الرسوم المتحركة أو '"يكفي".. أوكي. يضعون لنا لايك لذلك لا يمكن أن نحذفهم، خلاص اتركهم هناك.
لكن أن يأتي هذا الشبيه بالبوكيمون، وفقط يبتسم أو يضحك دون أن يتململ أو يتحرك من مكانه (ودون أن يذهب إلى المسبح !) فتنهمر عليه أمطار من اللايك.. دون احتساب القلوب والقبلات والتعليقات الفاحشة لسمح الله ! فهذا لا يبشر بالخير في أُمّة الخير.
ماذا كنا سنفعل هنا لولا نعمة "الحسد" ؟! هذه "النعمة" التي تجعل الشخص في ثقافتنا يصبح عمرو خالد في لحظة ! ينهى عن الفحشاء والمنكر ويأمر بالمعروف، ويعدّل أخلاق الشباب بما يتوائم و... و... وماذا ؟ ما هدف له كارل ماركس بأفكاره الاقتصادية.. العيش الحر والإحساس بقيمة الذات والاختيار في المجتمع التشاركي. هل هذه مزحة ؟ بالطبع هذه مزحة، يعتقد ماركس أن ذلك لن يحصل إلا باختفاء أشباه عمرو خالد ـ مع احترامنا لشخصه ـ أكانوا متشددين أو إرقص مع روبي وصلّي العشاء.
التعليق بحد ذاته يطرح إشكالية : الحض على الأخلاق الإسلامية عبر إهانة ديانات أخرى (بما فيهم أشخاص طيّبين اخترعوا لنا أجهزة ترفيهية لولاها لمتنا من الملل) دون سبب ! لا هناك سبب، ابتسامة مجهولة تلقائية. أنا لم أفهم : هل هو تدخل سافر في حريات الآخرين (الأخريات بتعبير أدق) من منطلق المرجعية الإسلامية التي يضرب بها عرض الحائط من خلال الشيلين آوت في المسبح واستقطاب الحبيبات في الله ! أم هي صرخة عميقة ليحبوه هو فقط، هو كذلك، المهم يحبوه "وخلصنا حكي".
كنتم خير أمة للناس، لا نتقدّم سوى بالسن ! نترك حيواتنا المبعثرة ونذهب لنبعثر حيوات الآخرين الذين لم يطلبوا منا سوى أن نتركهم بسلام (ونعتقد بأننا نصلح ! إنت فين والإصلاح فين ظلمو ليه دايماً معاك). قد نفشل في عدة أشياء، لكننا أبدا لا نفشل في تغطية خطايانا العشر والألف والمليون بثوب الفضيلة.
الحسد في ثقافتنا يجعل الشخص يصبح عمرو خالد في لحظة، خاصة عندما يتعلّق الموضوع بالأنوثة (كأن كل ما هو أنثوي ليس له عقل وإرادة) بتسوية الضلع الأعوج عندها "ما تصبرنيش ما خلاص أنا فاض بيه ومليت" كل همومكم الشكل يا حيحانات، حيحانين، حيا.. واش بلوكيتوني !