ارحت ظهرى الى باطن الكرسى الحديدى ، انتظر وجه اخر يأتينى يريد دواء..
كان يدور فى مخيلتى حينها ، اننى على بحر متسع مد البصر ، حولى رمال و نساء..
ارتدى شورت صيفى و لا شىء اخر ، يلسعنى الهواء المحمل بذرات الرمال الذى اختلط بحرارة الشمس البازغة فى منتصف السماء كلوحة الاطفال فى الابتدائى..
شردت فى ذلك الموقف و كأننى سافرت ، ما لبثت ثوانى معدودات حتى اشتد انتباهى على صوت تليفون الصيدلية التى اعمل بها..
انها نمرة مندوب التوصيل..
دكتور العميلة مش راضية تاخد العلاج ، اعمل ايه ؟
جاوبته على الفور :
ليه !
بتقولى ان العلاج منتهى الصلاحية..
طلبت منه ان لا يغادر مسرح الجريمة و ان يصور الدواء من الخلف ، لكى اتاكد من صحة كلام المدعى..
بعد دقيقة و نصف ارسل لى الصورة الى الواتس اب..
نظرت ف تعجبت و اردت الانتقام..
كان العلاج عبارة عن غسول للجسم اثناء الاستحمام ، و كان تاريخه بعيد ك بعد العميلة تلك عنى..
لقد قطع المندوب قرابة النصف ساعة ليصل للعميلة و فى النهاية لن تأخد الغسول !!
امسكت هاتفى الخاص و اتصلت بالمندوب ، بقولك ادينى العميلة..
اتضح من صوتها لى انها باردة كبرود السكين التى لا تقطع و لا تقتل..
الو ايوة يا فندم معاكى الدكتور من الصيدلية..
يا دكتور ازاى تجبولى الشاور منتهى الصلاحية !!
يعنى لو كنت استخدمته و مالاحظتش التاريخ كانت بشرتى باظت !!
انا هشتكيكم..
ممكن يا فندم تهدى عشان اعرف اشرح لحضرتك اللى حصل..
اتفضل قالتها ببرود اخر و لكن يشبه برود ايما واتسون فى الافلام الانجليزية و نبيلة عبيد فى افلامنا..
حضرتك الشاور صلاحيته بعيدة و مظبوطة..
ردت على الفور :
ازاى !!
قلت لها :
حضرتك قراتى تاريخ الانتاج مش تاريخ الانتهاء...
قالت لا انا هرجعه و كانت مصرة كاصرار رضيع على اكمال لبن الام الى النهاية حتى يقشط.
زى ما تحبى يا فندم..
تسائلت بعد انهاء المكالمة هل الشاور هو من انتهى صلاحيته ام ان تلك العميلة هى التى انتهت صلاحيتها !
-
على نور الدينإن عالم “الواقع” لا يكفى وحده لحياة البشر إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة !