لا يخفى على أحد أهمية أن يكون في أي مجتمع أفراد مؤهلين لقيادته بشكل كامل و فعال و أول نقطة يمكن الإنطلاق منها هي : الذات ، فبعد بناء الذات يمكن أن نتجه لبناء المجتمع أيضا و لا يمكن أن يقوم بذلك سوى قائد محنك ، لذا كان : فن القيادة هو عنوان المساق الثاني في معهد الفضاء المدني الذي ساعدنا كثيرا كي تتشكل لدينا أهم سمات هذا القائد التي يجب أن تتوفر في كل الفاعلين الجمعويين حتى يتسنى لهم قيادة مجتمعهم نحو الأحسن و الأفضل ، و بالتالي تنمية المجتمع ، فقد تحقق لنا كمشاركين في هذا المساق أن نتعرف على أهمية الحوكمة داخل المنظمات في تحقيق المهمة الإجتماعية للمنظمات ، و ضمان قدرتها على البناء ، فاستفدنا كثيرا من كل المشاركين من مختلف البلدان العربية الذين تعرفنا عليهم في الأسبوع الأول من المساق ، لنتعرف بعد ذلك على الحق في الملكية و كيف يؤثر مؤشر الحق في الملكية سلبا أو إيجابا على حق منظمات المجتمع المدني في الحصول على الموارد ..

كما أن فن القيادة يعتمد على إثني عشرة سمة يجب أن تتوفر في القائد مثل: الإستقامة و التواصل الفعال و الإلهام و التوازن ..الخ

كما تعرفنا أيضا في هذا المساق على بعض المواد الدستورية التي يمكن أن تسهم إلى حد كبير في حل مشكلة البطالة في الدول العربية كالمادة "12" من الدستور المغربي عام 2011 و التي اكتشفنا أنها لا توجد في معظم البلدان العربية..

حالها حال المادة "87" من الدستور المصري التي تتحدث عن مشاركة المواطن في الحياة العامة كواحب وطني حيث تعالج هذه المادة مشكلة اللامبالاة و العزوف عن المشاركة من قبل الشباب .

إذن هي رؤية مستقبلية شاملة للقطاع الثالث في البلدان العربية إكتشفناها من خلال "حكمة الإوز و قصة قحط المدينة ، و كذلك من بعض الحقائق و الأرقام و القوانين و المبادئ الدولية التي تحمي المجتمع المدني ، كل هذا ساهم في ترسيخ كيفية الوصول إلى مجتمع مدني فعال ، لندرك حقيقة لا مناص منها أن القطاع الثالث يمكن أن يسهم بشكل كبير في تنمية مجتمعاتنا العربية إن أخذنا بعين الاعتبار أو طبقنا كل ما تطرقنا إليه سابقا في هذا المساق، كما أن كل فرد أو ناشط جمعوي يملك القدرة على أن يكون قائدا في مجتمعه ، و ليس عليه سوى العمل على إكتساب أهم سمات القادة و ترسيخ مبادئ هذا الفن.

في الأخير أشكر كثيرا كل القائمين على معهد الفضاء المدني و كل المشاركين أيضا الذين إستفدت منهم جميعا.

إبراهيم الحر ، ناشط جمعوي ، موريتانيا