..بالحق أقول
لايعطف على الفقراء إلا البسطاء
بقلم / حسن غريب
كاتب وأديب
_____________________________________________________________
شاهدت بشارع الواحة القريب من محطة بيبسي المطري بأبي صقل بالعريش ، موقفاً أذهلني وحرك مشاعري بقوة .. كنت قد ترجلت من الميكروباص في طريقي إلى مدرسة حمدان الخليلي القريبة من هذا المكان لمقابلة أحد زملائي هناك ، فوجدت عن يميني رجلاً "مجذوباً" عرياناً يقف مرتجفاً من شدة البرد فقد كانت الساعة الثامنة إلا الربع صباحاً في يوم شديد البرودة .. لم يكن منظر الرجل العريان هو ما أذهلنى لأننا تعودنا أن نراهم فى شوارع بلادنا كثيراً .. المذهل حقاً حدث عندما أقتربت من الرجل المجذوب العريان المرتجف سيارة سوزوكي ربع نقل يقودها رجلاً في الستين من عمره تقريبا، يبدو عليه ملامح الفقر فهو في النهاية سائق لسيارة تنقل وتوزع أنابيب البوتوجاز .. وقف بسيارته أمام الرجل العريان وبدأ في خلع ملابسه مبتدئاً بالبنطلون ثم البلوفر وما تحته حتي صار تقريباً بملابسه الداخلية في الشارع .. وبدأ يلبس الرجل المسكين المجذوب العريان قطعة قطعة من ملابسه !!!
وقفت مشدوها أشاهد ذلك المنظر العجيب ، فقد كنت محظوظاً أن أمر في تلك اللحظة الإنسانية العجيبة عندما يكسي فقيراً رجلاً عرياناً .. وبعدما أطمئن السائق الفقير الغني جداً بمشاعره ومحبته الكبيرة التي لا توصف ،أن المجذوب أرتدي كل الملابس هم متوجهاً لسيارته فرحا وسعيدا ، كمن يرتدي ملابس العيد .. ودخل سيارته عرياناً بعد أن كسي الفقير بملابسه وهم أن يقود سيارته فأنتظرته لأقول له كلمة ، ففتح زجاج سيارته لأحادثه وقلت له " الله سيعطيك ليس ملابس جديدة ولكنه سيسترك لأنك سترت هذا العريان المسكين وسيعطيك حتماً حسب قلبك الطاهر العمران بالإيمان والمحبة العملية .
فرد عليَ قائلاً: محدش عارف بكره فيه أيه يا أستاذ ربنا يسترها على الناس الغلابة ويكون لهم معين .
-
حسن غريبعضو اتحاد كتاب مصر عضو نادي القصة بالقاهرة عضو أتيليه القاهرة للفنانين والكتاب عضو نادي القلم الدولي