علاقتنا بالأشخاص تتحدد تماما كعلاقتنا ببعض الأطعمة ، فهناك اطعمة نتعامل معها بحذر وهناك اطعمة نتعامل معها بحرية ونأكل منها بالقدر الذي نريد ، تماما كالأشخاص منهم من نتعامل معهم بحذر وبشكل رسمي ومنهم من ننسجم معهم بسلاسه ومنهم من نكون وسطا معهم ،

ولأن بعض الأطعمة تحتاج إلى ارشادات من الطبيب واتباع نصائح إخصائي التغذية

حول ما يجب تناوله من أجل أن نعيش حياة صحية أو الوصول إلى أهداف خاصة متعلقة بالصحة كالريجيم وغيره، كذلك نحن بحاجة إلى إرشادات للتعامل مع الآخرين ،من خلال عقد مقارنة بين شخصياتنا واصناف طعامنا ،ودرجة شبهها بواقعنا النفسي والإجتماعي،

فلو لاحظتم ستجدو ان هناك اشخاص وجودهم معنا كالسكر حديثهم حلوا والجلوس معهم يدخلك لعالم تشعر فيه وكأنك تذوب بالسكر ، تضيف لحياتك نكهة خاصة بخلاصة السعادة والإنس والبهجة، وكما نعلم ان كثرة تناول السكر يؤدي بلا شك للإصابة بداء السكري، كذلك كثرة الجلوس مع الأشخاص الذين يشبهون السكر يؤدي لإبعادك عن عالم الجد وإشغالك عن اعمالك ومهامك، فتصبح إنسانا تافها لاهيا لايعرف سوى اللعب واللهو والغوغاء،

وهناك اشخاص وجودهم معنا

كقطعة اللحمة، الجلسه معهم تتسم بالجدية ، آحاديثهم لاتخرج عن الواقع العملي والأسري بما فيه من مشاغل وضغوطات ومتطلبات،

ونظرا لكون الإكثار من تناول اللحوم الدسمة يؤدي لإرتفاع نسبة الكوريسترول وضغط الدم ، كذلك يجب عليك تجنب الإكثار من مجالسة هؤلاء النوع من الأشخاص، حتى لايتم تحويلك إلى شخص جدي وواقعي ، تحتل العواطف لديك في المرتبة الثانية فالأولوية دائما لعملك !!

وهناك اشخاص كالقهوة ...للأسف نحكم عليهم من النظرة الأولى ، لكن ومع الإحتكاك بهم والتعرف عليهم تزول غمامة تصورنا المبدئ عنهم فهم اشخاص ذوي شخصية عفوية يكيفو مزاجك

تحب الجلوس معهم في اوقات فراغك ومشاركتهم المواضيع والأخبار المحلية والعالمية، يمنحوك اكسجين اليقظة والكفاءة و" الروقان"،

تماما كالقهوة لا تتقبل لونه الاسود وطعمه المر للوهلة الأولى ، لكن مع الإستمرار في شربه تصبح مدمنا له ، لايمكن ان ينشط مزاجك بدونه،

تمنحك مشاعر لايمنحك إياها أي شخص وإن كان مقربا ،

وهناك اشخاص كالليمون ، لا تستطيع ان تتقبل وجودهم مهما فعلت رغم انك لم تختلط بهم او تتحدث معهم ،

تنكمش وجهك في حال رؤيتك لهم ،كما هو الحال مع الليمون لانستطيع لعقه رغم اختلاف الأذواق بين الناس فهو حامض من الأساس لذا تنكمش وجهك فور لعقة،

هناك اشخاص كالأيس كريم ، كأنهم اصنام باردون معك ، لايشاركونك افراحك ولا احزانك ، مهما تحدث إليهم وشكوت لهم ليس لديهم مايواسوك به ، لا يهمهم هل يحبهم الناس أم يكرهونهم،

إما ان تتقبل حالهم كما هو وإما تتركهم ،

كما هو الحال مع الآيس كريم باردة مثلجة في الثلاجة ..وحين تخرجها عليك تناولها فورا مهما كنت تشاهد خبرا هاما بالتلفاز او تتلقى مكالمة هاتفية عاجلة، عليك تناولها فورا

 وإلا ...ذابت !!