ملحمة العالم…ضحكتكِ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ملحمة العالم…ضحكتكِ

هكذا إذن…

  نشر في 30 يونيو 2023 .

لقد لمتني،إذ تخلّيتُ عنكِ ،باسمةً مغضبةً قلتِ لي هكذا إذن ، وتسآءلتُ …ما ال"هكذا" التي تقصدين،أأني لن أنتظركِ كلّ صباح ؟أأني لن أرى إشراقة الوجه في تلك الشمس ،وتلألؤ الندى بتلك الضحكة، أم أنها هي التي ستتركني هناك مهما انتظرت ؟

مغضبةً قلتِ : وأنا لمن تتركني؟ ،من يزرع ابتسامتي ويسقيها ويتعهدها وينتظرها كلّ صباح ؟،لمن تترك ضحكتي لمن تترك فرح عينيّ؟ ،بأي اسم سأهمس كلّ ليلة بيني وبين نفسي مغمضة العينين أحلم بالصباح كي يأتي لأجدك تنتظرني ،فأضحك فيتلألأ الندى وتشرق الشمس ؟،من يسابق خطواتي كي يلحقني قبل أن أغيب ؟من يصنع لي الطريق ،يرصفها بآماله ويعبّدها بشوقه 

من غيرك لا يبدأ يومُه إلا بي شروقه ضحكتي ومغيبه سلامي ،من غيرك لا يعيش إلا بحبي ثمّ لا يريدني أن أعلم ولا يريد أن يعلم بأنّيأعلم

منذ ذلك اليوم تلومني الشمس كل صباح ،تنهرني قطرات الندى …ما الذي تفعله هنا ،ما موقفك هاهنا،ما الذي تنتظره ،فلا حظّ لك في شروقٍ ولا ندىً ،تحمّلني ذنب حرمانها من وجهك وضحكتك،من إشراقتها وتلألؤه، و لم يعد لي من اليوم مبدأ ولا منتهى ،إنما هو ساعات تمضي يدفع بعضها بعضاً ويجر بعضها بعضاً 

فكيف هو يومك …إذا حُقّ لي أن أسأل، ولا حقّ لي ،هل تلومكِ الشمس؟ هل يعاتبكِ الندى …ليتهما يفعلان لعلّهما يعيدانكِ فتعود معكِ الأيّام كما كانت ، فإذا عدتِ انتظرت صباحك ، لكنني هذه المرّة لن أنتظركِ فحسب ،بل سأقتحم أكبر مخاوفي  وسأقذف بالعالم إلى نهايته،لتعود القصة من جديد ،من بدايتها التي لم تبدأ ،من السؤال الأول من أنتِ…

وفي المسير إليكِ…كأنّ المسير هو رسالتي في هذه الدنيا ،كلّ خطوة فيه إليكِ إعلانٌ عنكِ ،كل تهيؤٍ أتهيّؤهُ له إعلانٌ عنكِ،و كلّ إعلانٍ عنكِ هو إيذانٌ بنهاية العالم 

يوماً ما ستُشهَدُ تلك الملحمةُ الكبرى حينما تعلنينها …أنا هي ،تلك التي لا ينتظر العالم سوى ضحكتي ولا يبدأ إلا بإشراقتي ، نهايته مني وإليّ

كقربانٍ سيوضع  تحت قدميكِ ،وستشرق شمسٌ جديدة على أرضٍ جديدة لتبدأ حياةٌ جديدة ،فقط باسمكِ،لذلك لن يعلم أحدٌ من أنتِ  ،ولن تعلمي أنتِ …أنكِ التي بعثتِ العالم ليستقرّ على نواميسه التي وُضعَت له …على جبهتكِ ستقف القلوب كما الأجساد قلباً واحدا ،جسداً واحداً لتبدأ مسيرة الإنعتاق الأبدي،هل سيكفي هذا…إعلاناً عنكِ؟

تلك أمانيّ، ترافقني كما يرافقني وجهكِ وتلك النظرة من جانب عينيكِ ،النظرة الوحيدة التي أعلم أنّها لي ،كما يرافقني شعركِ بخصلاته التي ترسلينها على جانبي وجهك لكي تخفيه فيزداد جمالاً ،كما ترافقني بسمتك المتخفيّة وراء شفتيكِ لا تُرى إلا من جانبٍ خفيّ صغير ،بين خصلة شعركِ و خدّكِ اللذيذ

لا أريد التفكير، في ما وراء ذلك، في الحديث إليكِ ،بما سأناديك ،أو أين سأجلس منكِ،أو كيف سأنظر إليكِ،سأنتظر فقط ،سأنظر فقط، سأرقبكِ ،بكلّ الشغف والفرح الذي كنتُ أرقبكِ به كلّ صباح ،سأعيد لكِ ذكريات تلك الصباحات المشرقة ،وسأستعيدها كأن لم تمض ،سأجعلكِ تنطلقين وكأنّكِ تطيرين ،ثم تمضين وكأنّكِ تملكين العالم ،فرحة مجذولة مزهوّة ،بكلمةٍ منكِ يتغبّر كل شيء

طريقي، طريقكِ التي انتظرتكِ فيها ،هل تذكرينها ،هل تريدينها ،هل ستسلكينها ،سأقف عندها مشرئباً أتطاولُ لكي أراكِ عند أول خطوةٍ تخطينها فيها ،وسأعدّ خطاك حتى تصلي إلي، ثم أحظى بتلك الإبتسامة ،تلك الثغرة من فيكِ ،وتلك الإشراقة من عينيك، لأعلم أنّكِ دائماً تعلمين ،دائماً كنت تعلمين، لذلك ها أنتِ ذي تمنحينني تلك النظرة ،إذ أنها جائزتُكِ لي 

بعدها أُصيخُ سمعي،كي أستمع لكل كلمة تنطقينها ،فكلّ كلمةٍ منكِ هي لي ،تقولين لأسمع ،لأعرف …لأفهم،وأبقى كذلك، إلى أن تنامي …فأمضي مودعاً ،مواعداً طريقكِ وشمسكِ ونسيمكِ أن نكون هنالك قبل أن تخرجي مشرقةً ضاحكةً مجذولةً مزهوةً لتمنحني  جائزتي ثم تطيرين


  • 1

   نشر في 30 يونيو 2023 .

التعليقات

سناء لعفو منذ 10 شهر
تعابير جميلة، سلم قلمك
0
عبد الحكيم عدة
شكرا لك كل التحية والتقدير

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا