مما يٌؤسفني حقيقةً أنهٌ لا يزال من بيننا آباء وأمهات يعتقدونَ جازمين أنَّ مهمتهم كمٌربيّن تتلخص في توفير المأكل والمشرب والملبس والمسكن فقط !
وهذا مما يستحق السخرية والشفقة فعلاً!، لأنَّ تلك الأمور حتى الحيوانات تبرع في توفيرها لِأطفالها !
إنَّ مما يجهله كثيراً من الآباء هو أهمية التربية في رعاية من هم تحت رعايتهم
فالتربية هي جوهر المهام التي يتوجب عليهم كوالِدين تقديمها لأطفالهم
وما دونها من واجبات هي أطراف لا شكَ أنها مهمة أيضاً لكنها تقل بكثير من حيث الأولوية عند مقارنتها بالتربية
وعندما نقول تربية نعني بذلك الإهتمام، والإهتمام بحرٌ واسع يحوي الكثير من الأمور العظيمة كالتغافل عند الخطأ الأول والشكر عند الصواب والأمان عند الخوف والنصيحة عند الحيرة والحوار عند الإختلاف والصٌلح عند الخِلاف والعقاب عند التمرد والتوجيه عند الخطأ الثاني والإحتواء عند الحزن والمشاركة عند الفرح والكثير الكثير من الأمور التي يستحق كل طفل تلقيّها من قبِل والديه !
الأطفال طينة لينة سهلة التعامل إن لم يحرص الآباء على تشكيلها بشكلٍ صحي ولائق فحتماً سيقوم بتلك المهمة الشارع الذي سينخرطون فيه !
فالشارع لا يخضع لمبادىء ولا لِقيود ولا يدين بعقيدة فـبالتالي سيجد فيه الجيد والسيء، الخطأ والصواب، الحلال والحرام، العقل والجنون
( الشارع فضاء مفتوح ومرعب ) !
لِذا نقول ونٌؤكد إن لم يكن لدى طفلك خلفية مسبقة عن أخطار الشارع حتماً سيعتقد بأنَّ كل مافيه هو أمرٌ عاديّ يمكن لهٌ ممارسته في المستقبل !
وهذا الخطأ الذي نتوقع حدوثه من الطفل لن يقتصر ضرره عليه كفرد مستقل فقط بل سيتعدى جميع أفراد مجتمعه وكل من يٌحيط بِه وهذا خطر !
ولو أردنا التصدّي لذلك الخطر علينا أن نبدأ بالقول بأنَّ الخطأ إن ارتٌكب وحدث حينها لن يقع الخطأ واللوم عليه كطفل بل سيقع عليكَ كمٌربيّ !، على من أهمل التربية وخان الأمانة في الرعاية !!!
-
asmaمواليد ٢١-٥-١٩٩١ بكالوريس رياضيات
التعليقات
إذًا فالينتظروا أمد الدهر