هل كله عند العرب صابون؟
برز أمامي هذا التساؤل بعد متابعتي لمنشورات الناس على الفيس بوك في مختلف المواضيع وتفاعلات المتابعين معها مابين لايك ولوف وساد وانجري وهاها، أوالتعليق عليها، وفي الغالب يكون التفاعل بكليهما.
فقد لاحظت أن معظم الناس – إن لم يكن كلهم – لايقرأون المنشور ويكتفون بالعنوان أو كلمة تدل على الموضوع ويتوجهون إلى إثبات رد فعلهم، وحتى من يقرأ فإنه يقرأ بلا عناية وكأنه يقرأ من باب الفضول وليس المعرفة.
أما اللافت للنظر فهو أن الناس تعلق دون أن تقرأ تعليقات من سبقوهم بالتعليق والتي قد تضيف معلومة أو فكرة للمنشور أو تبين مافيه من أخطاء أو افتراء، فعندما ينشر أحدهم حديثا مكذوبا عن الرسول صلى الله عليه وسلم، يسارع الخلق لكتابة الصلاة على النبي دون أن ينتبهوا إلى تعليق ينبه بأن هذا حديث مكذوب يجب عدم نشره، وتستمر التعليقات إلى ماشاء الله، حتى صاحب المنشور لايهتم بالمناقشة أو الرجوع لرابط قدمه من ينبه بعدم صحة الحديث، بل ويستكبر أن يلغي المنشور وكأنه سعيد بكم التعليقات التي يلقاها.
كذلك في بعض المنشورات ذات الصفة العلمية أو المتخصصة والتي يشاركها البعض من أماكن عدة وهم لايعلمون مدى صحتها، فقد يتصادف أن يراها من لديه الخبرة في موضوعها، فينبه للخطأ الوارد فيها ويشير إلى صحة المعلومة وقد يرفق رابطا يؤيد ذلك، وللأسف تستمر التعليقات الساذجة دون التفات لتسلسل الموضوع ونقاش المشاركين.
ناهيك عن فئة أخرى لاتقرأ المنشور ولا التعليقات ولاتهتم حتى بمعرفة صاحبه، فيضيقون أقوالا أو حِكَما أو آيات أو أحاديث في غير مواضعها من خلال التعليقات، متناسين أن لكل مقام كلام.
قبل التعليق على أي منشور:
فضلا اقرأ واستوعب وافهم أولا، واقرأ ماكتبه من سبقوك بالتعليق فلعل أحدهم ينبهك لشئ لم تنتبه له، ثم تفضل بالتعليق ليكون معبرا عن رأيك وتجنب تعليقات المجاملة التي قد تأتي في غير محلها، والتي تسئ لشخصك قبل أن تسئ لغيرك.
أحمد فؤاد الهادي
-
حسن غريبعضو اتحاد كتاب مصر عضو نادي القصة بالقاهرة عضو أتيليه القاهرة للفنانين والكتاب عضو نادي القلم الدولي