الكون المنظور والحجم الحقيقي للكون - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الكون المنظور والحجم الحقيقي للكون

قصة الكون ممتدة منذ قرابة ال 13.8 مليار سنة لكنها أصبحت معروفة لنا بنو البشر منذ بضعة آلاف من السنين فقط، منذ أن بدأنا أن نطرح اسئلتنا عن كيف ومتي بدأ ذلك كُله ؟ وكيف سينتهي الكون؟ عندما بدأنا في النظر إلى السماءلكي نُفكر ونطرح على نفسنا أسئلة باحثين عن إجاباتِِ مَنطقيةِِ لها.

  نشر في 10 يونيو 2016 .

الكون المنظور

الكون المشاهد أو المرصود هو الكون الذي نستطيع رؤيته اليوم من الأرض من مجرات ونجوم وكواكب ومادة عن طريق ما يصل إلينا من الضوء والإشارات التي نتجت عن طريق توسع الكون و تباعد المجرات عن بعضها البعض وعن مجرة درب التبانة، من مرحلة الانتفاخ الكوني التي حدثت بعد الانفجار العظيم.

وبما أن المادة موزعة في كوننا بالتساوي فإننا يمكننا ان نشاهد أبعاد متساوية حولنا كما لو كان الكون على شكل كرة.ومن الممكن ان يختلف الشكل الحقيقي للكون عن الشكل الكروي. إلا أن ما نستطيع رؤيته من ضوء أو أشارات أخرى إنما هي آتية إلينا من مصادر بعيدة من جميع الاتجاهات. وكذلك هو الأمر بالنسبة لأي نقطة مشاهدة في بقعة أخرى من الكون فهي تراه كرويا.

وفي الحقيقة فإنه يمكننا مشاهدة تكوينات قد تكون بعيدة عنا بسبب الإشعاعات الكهرومغنطيسية التي يمكن التثبت من وجودها في كل مكان من الفضاء، والتي لا يمكن تمييز مصدر معين أو ملموس لها. وتسمى الإشعاعات الخلفية الميكرونية التي تقع في نطاق الموجات الميكروية بـ "الإشعاعات الخلفية الكونية" وذلك بسبب أهميتها العظيمة في علم الكون الفيزيائي. كما تسمى أيضا " إشعاعات 3 كالفن" وذلك بسبب درجة الحرارة الضيئلة أو كثافة الطاقة فيه

صورة بتلسكوب هابل الفضائي توضح بقعة صغيرة من الكون المرئي

إشعاع الخلفية الميكروني الكوني ولكن قبله كان الكون معتما. وربما استطعنا في المستقبل مشاهدة الخلفية النيوترنوية والتي سبقت ظهور الخلفية الميكرونية الكونية أو ما هو أبعد من ذلك مثل الأمواج الثقالية ويمكن أحيانا التفريق بين الكون المرئي والذي يشمل ضوء صادر وتعدد انكساره، وبين الكون المشاهد والذي يشمل أشارات تصل إلينا منذ بدء الانفجار العظيم أو نهاية مرحلة التوسع الكوني كما نفهمها حاليا في علم الفلك. فيعتبر نصف قطر الكون المشاهد أكبر 2% من الكون المرئي.

الحجم الحقيقي للكون

هل وجدت نفسك تنظر من شرفتك إلي السماء ليلاََ متسائلاََ عن حجم الكون وهل هو حقاََ بهذا الكِبَر؟ بِحقَك ألم تسأل نفسك هذا السؤال من قبل؟ كيف لا , فهذا الكون كبير جداََ ونحن مجرد جزء صغير منه, إنه من المستحيل تماماََ عدم التفكير في ذلك , من المستحيل عدم التفكير في مدي إتساعه وإلي أي مدي ممكن أن يصل, حقاََ أنا اتمني أن استطيع أن اخبرك بالضبط عن مدي كِبر حَجم الكون ولكن المشكلة هنا أننا لا نعرف حقاََ أو بالضبط كم هو كبير هذا الكون من حولنا.

ما أعنيه هنا هو اننا لسنا نَجهله ولكننا فقط لا نعرف مدي حجمه وحتي مع وجود التخمينات الأكثر منطقية والملاحظات والأبحاث التي قمنا بها لم تُمكنا من معرفة حجم هذا الكون من حولنا.





صورة توضح مدي كِبر حجم الكون

ويرجع ذلك لأن معرفتنا حجم الكون تأتي لنا من حقيقة أن الضوء يستغرق وقتاََ للوصول لنا.

فالشمس علي سبيل المثال بعيدة عن الأرض والوقت الذي يستغرقه الضوء للوصول لنا هو 8 دقائق

ولذلك عندما ننظر إلي الشمس, وهو الشيئ الذي يجب ألا نفعله بالمناسبة, فإن الضوء الذي تراه منبعثاََ من أشعة الشمس الأن صوب عينك قد غادر سطحه منذ 8 دقائق وهي تلك المدة التي استغرقها كي يصل إليك.

ثم هناك بروكسيما سنتوري أقرب نجم لنا, ويبعد عننا 4.2 سنة ضوئية

الضوء يستغرق 4.2 سنة ضوئية من هناك كي يصل إلينا هنا, ولذلك نحن نقول يبعد عننا 4.2 سنة ضوئية لأننا نري كيف كان يبدو منذ 4.2 سنة ضوئية وليس ما هو عليه الأن بسبب إستغراق الضوء 4.2 لكي يصل إلينا.

والأمر ذاته ينطبق علي كل الكون فكلما نظرت بعيداََ إلي الفضاء كُلما عُدت بالزمن إلي الوراء, وهو شيئ رائع عندما تُفكر فيه.

الأن عندما نعود إلي أول ضوء في الفضاء فسوف يمكننا السفر لمعرفة ماذا حدث بعد الإنفجار العظيم منذ 13800000000 سنة. الكون كان كثيف ومبهم وكان هُناك ضوء ولكن لا يمكنه أن يقطع شوطاََ طويلاََ, لذلك يمكننا فقط أن نري بمقدار بسيط وذلك عندما بدأ الضوء في السفر.

وما نراه الأن من الكون هو حافة ما يسمي بالكون المرصود. ولكن هذا الشيئ بالتأكيد أكبر من هذا الكون المرصود فقط ولكن نحن لا نستطيع أن نراه بسبب إستغراق الضوء وقت كبير في السفر والوصول إلينا.

ولذلك نحن نعلم أن الكون أكبر من هذا الكون المرصود فقط ولكننا فقط لا نعلم ما هو حجمه الحقيقي أو مقدار كِبرهُ

ولكن ما هو حجم الكون المرئي علي الأقل؟ مجدداََ لا أحد يعلم ولكن لنقترب ونُمحص أكثر لكي نستطيع أن نفهم. الكون المرئي سيكون المجال الذي يمتد علي 13800000000 سنة ضوئية من الأرض, لأن عمر الكون هو 13.8 مليار سنة وهي المدة التي إتخذها أول ضوء للوصول إلينا.

ومن خلال هذا المنطق من أقصاه إلي أقصاه فإن مجال الكون يجب أن يكون ضعف هذا الحجم وهو 27600000000 سنة ضوئية , ولكن هذا ليس صحيح , لأن الضوء غادر حافة الكون المرئي منذ 13800000000 سنة, والأن البقعة التي أتي منها أبعد بكثير, ولكن كيف؟ لأن كل شيئ في الفضاء يأخذ في التحليق بعيداََ عن كل شيئ, أنه ببساطة التوسع.

فالفضاء نفسه يتوسع, الأمر أشبه بالنقاط التي تكون علي البالون وكلما تم النفخ في البالون أكثر تأَخَذَت النقاط في الابتعاد عن بعضها شيئاََ فشيئاََ.

لذلك من المحتمل أن نشاهد الضوء يسافر لمدة 13.8 بليون سنة ولكن خلال تلك المدة إنتقل مصدر الضوء أبعد بكثير عننا.

يمكن للفلكيين معرفة مقدار هذا البعد لأن الضوء يسافر إتجاهنا ويتم توسيع مساحة الفضاء نحو نهاية أكثر إحمراراََ من الطيف, وهذه تلك الطريقة التي نعرف بها هذا بالرغم من أن الضوء قد ترك حافة الكون المرئي منذ 13800000000 سنة وتلك البقعة تبعد عنّا 46 مليار سنة ضوئية.

وهو ما يعني أن الكون المرئي أكبر من 92 مليار سنة ضوئية ويمتتد علي نطاق واسع.

وكل ما يتسني لنا رؤيته هو جزء صغير جداََ من الكون, مما يجعل عقلك يتأّخذ في الانفجار من التفكير في حجم الكون .

ربما هو لا نهائي؟ , ربما لا. وربما هناك في الواقع الكثير من الأكوان ونحن نعيش في إصدار واحد لا حصر له من التاريخ.

نحن ببساطة لا نعلم ماذا يوجد في الخارج, ومن المحتمل ألا نعلم أبداََ لأن معظم الضوء هناك وراء الحافة القابلة للملاحظة لن يصل إلينا أبداََ لأن الكون يتأّخد في الاتساع بسرعة شديدة جداََ وكل شيئ بعيد عنّا يتحرك بسرعة أسرع من سرعة الضوء, والضوء بالنسبة لنا يساوي معلومات. ومن دون هذا الضوء فَنَحْن قابعين في الظلام لا محالة.

مصادر


http://www.dailymail.co.uk/sciencetech/article-2564616/Putting-universe-perspective-Interactive-tool-reveals-mind-boggling-scale-cosmos-quarks-quasars.html

http://twistedsifter.com/2012/10/putting-the-size-of-the-observable-universe-in-perspective/

http://imagine.gsfc.nasa.gov/features/cosmic/nearest_star_info.html

http://www.universetoday.com/15021/how-long-does-it-take-sunlight-to-reach-the-earth/

https://www.quora.com/How-can-it-be-understood-that-the-universe-is-93-billion-light-years-across-and-yet-only-13-8-billion-years-old-1

http://www.askamathematician.com/2012/06/q-how-can-we-see-the-early-universe-and-the-big-bang-shouldnt-the-light-have-already-passed-us/

http://skyserver.sdss.org/dr1/en/astro/universe/universe.asp

What does it mean when they say the universe is expanding?(Everyday Mysteries: Fun Science Facts from the Library of Congress)



  • Amr Hossam
    طالب بكلية الحقوق وكاتب علي ما تٌفرج
   نشر في 10 يونيو 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا