أمي ...
يا صاحبة الجناح الأبيض
يا صبغة الجنة
يا وطن من لا وطن له
والسلام لمن لا أمان له
أمي ...
أنتِ ...
جرح ينزف منه المشاعر
ونبع تنبع منه عاطفة المناهل
قلب واسع وسع الفضاء
وعقل أنصف من المحاكم والقضاء
ساجدة أراكِ
راكعة ألقاكِ
فكيف للجنة ألا تكون لقياكِ
مرآة المجهول تكسرها يداكِ
وهموم الدنيا تبعثرها عيناكِ
أسافر في روحك المحلّقة
فأرى أناملاً تمسح دموعاً منهمرة
وأسمع دعاءً ينجي من السوء
وألمس همساً يبعد النار والشررة
كنت شهيداً في حبكِ
وقتيلاً في رضاكِ
وأميراً في بيتكِ
لو أني تهتُ في الدنيا
سأبقى متذكراً اسمك وعنوانكِ
لا وقت لتنتظر للغد
اذهب إلى دار أمك
ولا تعُد
فالحياة ليست سوى
ليلة تكن فيها فارس
وأخرى تكن فيها فريسة
فلا يبقى من أثرك شيئاً
ولا يتذكرك أحدهم
قمراً كنت أم شمساً
سوى أمك ...
أمك ..
ستتذكر وجهك
وظلك
ورائحتك
وفرحك
وابتسامتك
وغضبك
ونجاحك
وفشلك
والسكر كم يكن في قهوتك
وسيبقى ظلك في دائرة طيفها
وسيبقى صوتك يناجي قلبها
فهي الأم التي عانت
ثم ربَّت
ثم عانت
ثم استعانت
فلا تكن ناكراً للجميل
واحملها فوق ظهرك
ووصّي بذلك
جيلاً بعد جيل
أمي ..
يا بستان العمر
يا فواحة الزهر
ويا جميلة الملبس والعطر
#غزوان_الحمصي
-
غزوان فرحان نواياشاعر || مؤلف || كاتب || قارئ || أخصائي صحة نفسية والعلاج النفسي