"يوم عقاب المسلمين" أحدث حلقات الإسلاموفوبيا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

"يوم عقاب المسلمين" أحدث حلقات الإسلاموفوبيا

رسائل تهديد ، تدعو إلى الاعتداء وشن هجوم ضد المسلمين فى كل انحاء بريطانيا

  نشر في 12 مارس 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

في مظاريف بيضاء مع طوابع من الدرجة الثانية ؛ استلم عدد كبير من سكان مناطق لندن وبيرمنجهام وبرادفورد وليستر وكارديف وشيفيلد ، رسائل مجهولة المصدر تدعوا لجعل يوم 3 ابريل القادم "يوم معاقبة المسلم"

لليوم الثاني على التوالي تتناقل وسائل التواصل الاجتماعي رسالة كراهية مرعبة بمحتواها الذي ينطوي على أسوأ أنواع العنف تجاه المسلمين في المملكة المتحدة، ترافق ذلك مع دعوة شرطة مكافحة الإرهاب المجتمعات المسلمة في المملكة المتحدة للبقاء متيقظة، مؤكدة أنها باشرت التحقيق لمعرفة مصدر الرسائل التي تدعو المتلقين للهجوم على المسلمين.

حيث تفاجئ عدد كبير من المسلمين المقيمين فى بريطانيا بنهاية هذا الاسبوع ، برسائل تهديد مجهولة المصدر ، ولكن الرسائل من نوع مختلف عن العادة هذه المرة ، لدرجة أنها أثارت الهلع والخوف فى أنحاء البلاد ، وجعلت الشرطة البريطانية تفتح تحقيق موسع تابع لوحدة شرطة مكافحة الإرهاب

-

هل نحن امام محرقة «هولوكوست» جديدة

الرسائل تدعوا المواطنين البريطانيين على القيام بأعمال عنف وشن هجمات ضد المسلمين فى كل أنحاء بريطانيا وذلك يوم 3 أبريل القادم ، وتتعهد الرسائل «بالمكافآت» لمن يقوم بأعمال عنف ضد المسلمين،وحددت الرسائل -التي لم يعرف مصدرها بعد- عددا من الاعتداءات، التي يمكن للشخص أن يقوم بها ضد ضحيته المسلم، والتي تتراوح بين السب اللفظي، إلى حرق المساجد، وتقدم الرسائل نظاما لتسجيل النقاط معلنةً مكافأة مالية متصاعدة، وفقا لدرجة الاعتداء وعدد النقاط.

حيث يحصل المعتدي على :

10 نقاط : مقابل الاعتداء اللفظي

25 نقطة : مقابل نزع حجاب امرأة مسلمة

50 نقطة : مقابل إلقاء مادة الأسيد الحارقة على الوجه

100 نقطة : مقابل الضرب المبرح

250 نقطة : مقابل تعذيب بالصعق الكهربي او السلخ

500 نقطة : مقابل القتل بمسدس او سكين او الدهس بالسيارة

1000 نقطة : لتفجير او حرق مسجد

2500 نقطة : لضرب مكة بقنبلة نووية.[2]

-

ومن الواضح ان الرسالة تهاجم سياسات بريطانيا ودول اوروبا فى التعامل مع المهاجرين والأقليات والمسلمين حيث جاء فى نص الرسالة :

" إنهم آذوك، وجعلوا من تحبهم يعانون. إنهم سببوا لك الألم. ماذا ستفعل إزاء ذلك؟ هل أنت خروف مثل الغالبية العظمى من السكان؟ إنهم يسمحون للأمم ذات الأغلبية البيضاء في أوروبا وأميركا الشمالية بأن يتم غزوها واجتياحها من قبل أولئك الذين لا يريدون أكثر من إيذاءنا وتحويل ديمقراطياتنا إلى دول بوليسية تحكمها الشريعة "

أنت فقط من يستطيع تغيير كل هذا، انت فقط من يمتلك السلطة والقوة، لا تكن خروفاً "[3]

-

صدمة واستنكار


أثارت الحملة العنصرية جدلا كبيرا في بريطانيا مخافة نجاحها في إطلاق سلسلة من الإعتداءات على المسلمين الذين يعيشون في بريطانيا، ويشكلون ثاني أكبر ديانة في المملكة المتحدة ، وعبر العديد ممن تلقوا تلك الرسائل عن صدمتهم، معربين عن استنكارهم لما جاء فيها من دعاوى كراهية وعنصرية ، وأثارت الرسائل حالة من السخط بين أوساط الجالية المسلمة في بريطانيا، حيث قال «مقداد فرسي» مساعد السكرتير العام للمجلس الإسلامي البريطاني إن “تلك الرسائل تعكس حالة الكراهية، التي تغذيها الجماهات اليمينية المتطرفة ضد المسلمين. ويجب على الجهات الرسمية العمل على مواجهة الإسلاموفوبيا”.

وقال متحدث باسم الشرطة: "نتابع التحقيق مع شرطة مكافحة الإرهاب في هذا الوقت، وننظر في أي روابط محتملة للتحقيقات الحالية. يجب على أي شخص لديه أي مخاوف بشأن أي اتصال تلقاه تبليغ قوات الشرطة المحلية"

وقامت عضوة البرلمان عن برادفورد ويست «ناز شاه» بنشر بيان على فيسبوك : "أناشد المجتمع بكامله أن يظل يقظا وأن يبلغ الشرطة عن أي نشاط مشبوه"

وأشارت جمعية "المشاركة الإسلامية والتنمية" الخيرية إلى أن الرسالة أثارت الرعب، معتبرة أنها صدرت بوضوح من جزء ساخط من المجتمع، وتتعين معالجتها بجدية ويجب البحث عن حل فوري قبل فوات الأوان.

وقالت «إيمان عطا» مديرة «تل ماما» وهي منظمة تتعقب الجرائم ضد المسلمين :لقد تسبب هذا في الكثير من الخوف داخل المجتمع. إنهم يسألون عما إذا كانوا آمنين ، إذا كان أطفالهم آمنين للعب في الهواء الطلق.

-

صعود اليمين ومخاوف المسلمين


مع ازدياد اعداد المسلمين في بريطانيا حيث ذكر إحصاء عام 2011 إن المسلمين يشكلون أكثر بقليل من 4.4 في المائة من سكان المملكة المتحدة - حوالي 2.7 مليون شخص ، مقارنة بـ 1.55 مليون في عام 2001- ، ارتفع عدد جرائم الكراهية في إنجلترا وويلز وغيرها ، فحسب إحصائيات وزارة الداخلية . كان هناك 80.339 جريمة في 2016-2017 ، مقارنة مع 62.518 في 2015-2015. وكانت تلك الزيادة ، التي بلغت 29 في المائة ، هي الأكبر منذ أن بدأت وزارة الداخلية بتسجيل الأرقام في 2011-12.حيث شملت هذه الاعتداءات هلى هجمات متعمدة على المساجد والمدارس.[4]

وفي العام الماضي ، تم اتهام رجل بريطاني بضرب سيارة فان في مجموعة من المسلمين يغادرون مسجدًا في لندن ، مما أسفر عن مقتل مصلي وإصابة عدة آخرين. وقالت الشرطة إن المشتبه به ، دارين أوزبورن ، 48 عاما ، تلقى رسالة على تويتر من «جايدا فرانسين» ، نائب زعيم جماعة «بريتيش فيرست» - وهي جماعة يمينية متطرفة ذات سمعة سيئة- ، وذلك بعد أن أعاد الرئيس ترامب تغريد مقاطع فيديو معادية للمسلمين كانت قد نشرتها جماعة «بريتيش فيرست»

وفي ديسمبر/كانون الأول تم اعتقال السيدة فرانسين مع «بول غولدينغ» ، زعيم «بريطانيا أولاً» ، بتهم جرائم الكراهية بعد أن اتُهموا بنشر مقاطع الفيديو على الإنترنت لمضايقتهم للمسلمين في مايو / أيار 2017. وقد أُدين كلاهما هذا الشهر وحُكم عليهما بالسجن

مع صعود تيار اليمين، المتطرف في الدول الغربية انتشرت ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين في الدول الغربية،وذلك عبر ترويج خطاب معادٍ للإسلام والمسلمين في تلك الدول، مما يعود بآثار سلبية على التواجد الإسلامي هناك، حيث أن اليمين المتطرف يرى في معاداة الأجانب والمسلمين نقطة قوة تضاف لصالحه في منافساته للوصول الي سدة الحكم.

وبرزت هذه الظاهرة من خلال تصويت البريطانيين على الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، وفوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب بتأييد من اليمين الأمريكي، كما يتوقع المحللون كذلك صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في عدد من الدول الاوروبية التي تحمل أجندات معادية للمسلمين وللاجئين المهاجرين ، وسياسات معاداة المسلمين والمهاجرين هذه ليست فكرة هامشية في السياسة الغربية، فهي موجودة عند مجموعة من نخب اليمين واليسار التقليدي، بشكل أو آخر، وما فعلته أحزاب اليمين الجديد أنها عبّرت بشكل أكثر صراحة وفجاجة عن هذه الفكرة، وعن التعاطي الأوروبي مع الجاليات المسلمة، وفق الإرث الاستعماري، والدفاع عن هوية "مسيحية" لأوروبا، ضد التغلغل الإسلامي فيها

لا يفرض المهاجرون المسلمون تحدياً اقتصادياً وحسب، فبالنسبة لشرائح ليست بسيطة من المجتمعات الأوروبية، يطرح المهاجرون المسلمون تحدياً ثقافياً، يتعلق بتهديد نمط الحياة الغربي، والهوية والثقافة الوطنية في البلدان الأوروبية. وفي هذا الإطار، نصَّبَت أحزاب اليمين الراديكالي نفسها مدافعة عن "التميز" الثقافي والحضاري الأوروبي، في مواجهة ثقافات "دونية"، وهذا مكّنها من استثمار حالة الخوف التي يشعر بها مواطنون أوروبيون، في تحقيق نجاحاتٍ انتخابيةٍ مهمة، وباتت تنافس الأحزاب التقليدية على مقاعد البرلمان، وتدخل في التشكيل الحكومي في بعض البلدان[5].

يشير عالم الاجتماع البولندي، زيغمونت باومان، إلى أن العولمة لم تقم بتوحيد الثقافات، كما كان يتوقع بعضهم، فهي تُفَرِّق بقدر ما تُوَحِّد، وتخلق اختلافات جديدة، ما يطرح تحدياً على فكرة التجانس التام، أو ابتلاع ثقافةٍ أخرى. صعود اليمين الراديكالي مؤشر على صعوبات كبيرة، تواجهها مفاهيم التعددية الثقافية في أوروبا، وعلى وجود أزمات هوية هناك، تستحق دراستها بتعمق.

==============================

المصادر:

[1]- https://www.nytimes.com/2018/03/11/world/europe/uk-muslims-letters.html

[2]- https://arabic.cnn.com/world/2018/03/11/uk-police-investigates-punish-muslim-emails

[3][4]- https://www.nytimes.com/2018/03/11/world/europe/uk-muslims-letters.html

[5]- https://www.alaraby.co.uk/opinion/2015/12/13/عن-صعود-اليمين-العنصري-في-أوروبا/7 


  • 1

   نشر في 12 مارس 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا