الفنان المسرحي المغربي الطيب الصديقي : رحيل عملاق - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الفنان المسرحي المغربي الطيب الصديقي : رحيل عملاق

  نشر في 22 أبريل 2016 .

محمــد القـنــــور 

علمت من مصادر فنية وثقافية متطابقة أن الفنان الطيب الصديقي،، رائد المسرح المغربي، والعربي ، الذي خلف تراثا مسرحيا خالدا. انتقل إلى دار البقاء مساء أمس الجمعة بإحدى مصحات الدار البيضاء سن تناهز 79 عاما، حيث أسلم الروح حوالي الساعة السابعة والنصف من مساء أمس .

في ذات السياق، أشارت ذات المصادر أن جثمان الفقيد سيشيع اليوم السبت بعد صلاة العصر إلى مقبرة الشهداء بالدار البيضاء.

وكان صاحب "الحراز" ، و"مقامات بديع الزمان الهمداني"، و"سلطان الطلبة" و"ديوان سيدي عبد الرحمان المجذوب"،و"جنان الشيبة" و “مولاي إدريس”، و “عزيزي” وروائع مسرحية أخرى ، قد عانى طويلا من تداعيات المرض الذي أقعده عن مواصلة عشقه المسرحي.

وقد ولد الراحل الطيب الصديقي في بيت علم بمدينة الصويرة عام 1937، وشكل الفنان الراحل، والذي تولى منصب مدير فني للمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط ثم مديرا للمسرح البلدي بالدار البيضاء (1965-1977)، مدرسة فنية كاملة الأركان، إذ تخرج على يديه فنانون عديدون أغنوا المشهد المسرحي والغنائي خصوصا "الغيواني" المغربي بإبداعاتهم، على غرار" ناس الغيوان" و"جيل جيلالة" و"تكادة" وغيرها.

وقد تجاوزت شهرته أرض وطنه المملكة المغربية إلى مختلف البلدان العربية والأوروبية عبر أعمال تستلهم التراث المغربي العريق والخلفيات الأدبية والتراثية العربية كــ “مقامات بديع الزمان الهمداني”، كما إشتهر بتشخيصه لأدوار في عدد من الأفلام الأوروبية والعالمية، أشهرها فيلم “الرسالة” للمخرج السوري الراحل مصطفى العقاد.

كما ترجم الطيب الصديقي واقتبس أكثر من ثلاثين عملا دراميا، وكتب أكثر من ثلاثين نصا مسرحيا باللغتين العربية والفرنسية، وأخرج العديد من الأعمال المسرحية والسينمائية والأشرطة الوثائقية، بالإضافة إلى بصماته في الفن التشكيلي، ومساهمته في تأليف كتاب حول الفنون التقليدية في الهندسة المعمارية الإسلامية.

يذكر بأن الصديقي بدأ مساره الفني ممثلا بفرقة التمثيل المغربي، التي سميت يعد ذلك “فرقة المركز المغربي للأبحاث المسرحية”، وبعد عودته من فرنسا ، الذي حصل فيها على الإجازة في الآداب وتلقى دورات تكوينية مسرحية، أسس فرقة “المسرح العمالي” سنة 1957 بمدينة الدار البيضاء، وذلك بطلب من نقابة “الاتحاد المغربي للشغل” UMT، والتي قدمت في عام 1957،خلال موسمها الأول مسرحية “الوارث” ثم مسرحية “بين يوم وليلة” للأديب المصري الراحل توفيق الحكيم، ثم مسرحية “المفتش” عام 1958، وفي سنة 1959 قدم مسرحية “الجنس اللطيف” المقتبسة عن الأديب العالمي أريستو فان.

كما شارك ضمن “فرقة التمثيل المغربي”، في مسرحية “مريض خاطرو” التي مثلت المغرب رسميا في مهرجان الأمم بباريس عام 1958. وأنشأ في بداية موسم 1960-1961، بطلب من مدير المسرح البلدي بالدار البيضاء، وهي الفرقة التي أصبحت تحمل اسم “فرقة المسرح البلدي”، قدمت في موسمها الأول مسرحية “الحسناء” التي اقتبسها الصديقي عن "أسطورة ليدي كوديفا" لجان كانول، ثم "رحلة شونغ لي" لساشا غيتري، و"مولاة الفندق" المقتبسة عن”اللوكانديرة” لكولدوني.

وأعادت الفرقة أداء مسرحية “الوارث” التي قدمها المسرح العمالي، قبل أن يضع حدا لنشاطه في المسرح البلدي في مارس 1962، وينشئ فرقة تحمل اسمه في العام الموالي.

وقد استقر في صالة "سينما الكواكب" بالدار البيضاء، وبها قام بإخراج مسرحية مقتبسة عن “لعبة الحب والمصادفة” للكاتب الفرنسي ماريفو، كما ألف الراحل الطيب الصديقي عام 1966 أول مسرحية “في الطريق” والتي حولها إلى فيلم سينمائي من إخراجه بعنوان "الزفت"، الذي يتطرق إلى قصة طريق إسفلتية تعبر فضاء مزار أحد الأولياء، وكانت مسرحية اجتماعية تعالج ثنائية التقليد والحداثة ، كما قدم مسرحية "مدينة النحاس".

وقد حصل الراحل الطيب الصديقي على عدة أوسمة، منها وسام العرش عام 2008، كما تم تكريمه في محطات عديدة داخل المغرب وخارجه.



   نشر في 22 أبريل 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا