حرفٌ في مهبِّ الرِّيح
حرفٌ في مهبِّ الرِّيح
نشر في 15 يونيو 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
صِفرٌ فؤادي وحرفي حان موعده
ولاحَ في عنُقِ الدَّيجور فَرْقدُه
.
وما ادَّخرتُ سوى الأحزانِ في خَلَدي
ومنزلي قَلِقُ التَّعبيرِ مُوصَدُه
.
فكيف أُكرم ضيفاً شَفَّه قدري؟
وما أظنُّ قِرًى في الروح تُسعدٌه
.
أشعلتُ قافيةً تاهت بذاكرتي
والزَّيت من رَمَضِ الأحشاء مَوْقدُه
.
ولي على كَتِف الجوزاء مُتَّكأٌ
إنْ ضَلّ في بصري نورٌ يسدِّدُه
.
هناك في غَسَقٍ داجٍ له غَسَقٌ
من الغموض كأنَّ الصُّبح يغمدُه
.
طَفقتُ أسأل عن حُبٍّ بلا وجعٍ
وعن وفاءٍ يَزِينُ الوٌدَّ سَرمدٌه
.
وعن سلامٍ وعن قَوسٍ بلا قَزَحٍ
وعن نقاءٍ يكاد الطهرُ يعبدُه
.
كأنَّ أسئلتي أنواءُ زوبعةٍ
إعصارُها ألمٌ في القلب تحشُدُه
.
وكلَّما انتفضَ الوجدانُ يسألني
هَمَّتْ بسخريةٍ ريحٌ تردِّدُه
.
ورافقَ الصَّمتَ في ترحاله غلسٌ
والفجرُ أذَّن بالإشراقِ مولدُه
.
وكلٌّ فاتنةٍ أرختْ ستائرها
وناسك الرُّوح قد وافاه سيِّدُه
.
وبِتُّ يسبقُني في خطوه جسدي
كأنه حَمَلٌ والذئبُ يرصده
.
هناك في نَفقٍ لا صوتَ يسكنه
مسحتُ عن وَسَني ذعراً يهدِّدُه
.
نادانيَ الحرفُ من تحتي وعانقني
وادَّاركتْ دِيَماً في مُقلتي يدُه
.
وقال في لغةٍ ما كنت أعرفها:
(قد جفَّ ـ يا مَرْوتي ـ في الشِّعر مَوْردُه
.
لقدْ سألتِ مَهَبَّ الرِّيح عن رَشَدٍ
من يسألِ الرِّيحَ كيفَ الرِّيحُ تُرشِدُه؟ّ!)