اليوم قررت أن لا أكتب عن نفسي، والحقيقة أن الموضوع الذي سأكتب عنه يمثلني أنا أيضا، وقد يجد الكثير ممن سيقرأون هاته الكلمات الضعيفة أنها تمثلهم. ولأنني فكرت كثيرا قبل أن أصوغ هاته المقالة، وأخذت مجهودا كبيرا مني بصم كلماتها، لما قد يمثل الموضوع من حساسية للكثير، حتى أنا نفسي ما كنت لأستحب قراءة موضوع يتناقش في موضوع " علاقة الحب بين الابن والوالدين".
إن ما لا غبار عليه، أنه لا يوجد أم و أب لا يحبان ابناءهما، كما من الطرف الآخر، لا يوجد ابن لا يحب والديه، إلا من حالات شادة تتنافى والفطرة الانسانية، هذا الحب يتمثل في الكثير من المظاهر، فالام وهي منبع الحب الدائم وهبة الاهية، أكبر مثال للتضحية والكفاح في سبيل فلدات كبدها، وحب الأم يتمثل في حنانها، الذي يسيطر عليها مهما حاولت أن تبدي صرمها، الأب هو الآخر لطالما كان فضله كبيرا على ابناءه، مع أن الأم تظهر حبها أكثر، وذلك عائد إلى غريزة الأمومه التي فطرها عليها الله جل جلاله. أما حب الابناء، فلا يتمثل في امثل حالاته إلا عندما ينضج الأشخاص، وينطلقون في تجاوز الأمور التافهة، فيلمحون أنفس ألماستان وهما الوالدان.
وعندما نتحدث عن أي علاقة حب في الحياة، حتى هاته العلاقة الفطرية بامتياز، فهي سلاح ذو حذين، ومع حب الوالدين لابناءهم، يجد الاشخاص نفسهم مضطرين (وإن كان يخيل لهم أنهم مختارين) للتضحية بالكثير من الأمور، برفاهيتهم أحلامهم نومهم... من أجل ابنائهم، تضحية فرضتها عليهم غريزتهم الخاصة. الأبناء تضحيتهم تكون أقل، مرتبطة بالقيمة التي يمنحها كل واحد لوالديه - والحقيقة أنني أنا شخصيا أكون مستعدة لأن أضحي باي شيء في سبيل راحة والداي-.
لكن ما لا يعرفه الأهل، أنهم باهتمام المفرط بابناءهم، ينتهون بايذاء ابناءهم بطريقة غير مقصودة، احيانا بكثرة محاولة توفير كل شيء، ينسون الاهتمام الشخصي بابناءهم، بنفسيتهم وتربيتهم، أو احيانا باهتمامهم بمستقبلهم، مظهرهم، صورتهم في المجتمع، يتسببون في الضغط عليهم، مما قد يولد مكبوتات نفسية تتحول إلى عقد نفسية مع مرور الوقت. الابناء هم الآخرون قد يتسببون بنفس الأمر لأبائهم وامهاتهم. وفي النهاية لا يمكن نكرانه أن الحب كيفما كان هو تمثل محظ لأنانية الانسان، وكل فعل اناني يمتلك نتائج سلبية، وإن ظن الوالدان أنهما بتضحيتهما في سبيل ابناءهم، ينحيهم ويبعدهم عن جانبهم الأناني، فالحقيقة هو أن تلك التضحية غالبا ما يكون سببها اخماد أو ارضاء احساس داخلي نابع عن غريزتهم الفطرية.
وفي النهاية وقبل أن يهاجم أحدكم، في سبيل الدفاع عن والديه، دعوني أوضح فقط أن الوالدان هم جنة الله في الأرض، منبع كل شيء جميل، خصوصا الأم. ومهما بدلنا نحن الابناء لن نتمكن من بلوغ ولو جزء من المليون مما بذلوه في سبيلنا.
-
فرحلأن الكتابة وسيلتي الوحيدة للتعبير