حسنًا سأبدأ مقالتي اليوم بسؤال (PinkLady, SweetTango, Kiko,EverCrisp) ماذا تشترك هذه الأسماء؟ تشترك في شيئين، أولهما أنك لا تعرف أي منهم، وأما الثاني في أن جميعها أنواع للتفاح!
ليس فقط، ولكنها ليست إلا أسماء لأربعة أنواع فقط من أصل ٧٥٠٠ نوع، ذُهلت؟ إن لم يحدث دعني أخبرك بالمزيد.. أولًا، كيف ولماذا يوجد هذا العدد الضخم من التفاح؟ ببساطة بسبب جهود البشرية لإنتاجها بناءً على طلبات المزارع والمستهلك، فالمزارع طلباته جوهرية.. أن يكون يكون التفاح مقاومًا للأمراض وقابلًا للتخزين، وأما المستهلك فينجذب للشكل والطعم، ولكن ماذا عنك أنت، هل يمكنك تصنيع تفاح بل وتطلق عليه اسمك؟ دعني أوضح لك الكيفية.
لإنتاج تفاح بمواصفات خاصة تحكمنا عدة أشياء كالمياة والتربة وصناعة اللون والطعم والحجم وما إلى ذلك، ولكن ما يسهل علينا ذلك في البداية هو إيجاد والدين لديهم نفس الصفات، ثم ننتظر الربيع حتى تزهر الأشجار، بعدها نقوم بأخذ اللقاح من زهرة “الأب“ وننقله يدويًا إلى الزهرة الأخرى “الأم“ في عملية تسمى بالتلقيح الخلطي.
وعندما تتحول الأزهار إلى تفاح، نأخذ البذور فنزرعها “وربما تستمر العملية حتى خمس سنوات“ فعليك بالصبر، وكذلك التكرار مرات عديدة، لأنه —كما يخبرنا العلماء— تأتي فرصة ظهور الصفات في واحدة فقط من أصل ٥٠٠٠ ثمرة كل مرة.
وعندما تتاح لنا الفاكهة بالصفات المطلوبة، نختارها لمرحلة التطوير القادمة، حيث ننقلها بأماكن التصنيع أو الشركات نفسها في مناخ وتربة جيدة. هل هكذا هي؟ لا، فبعدما تظهر لنا الثمرة المطلوبة —والتي تأخذ حوالي ٤ سنوات للانتاج— تأتي بلقاحها وبه إلى الشتلات الأصلية.
بالمناسبة، لا تنسى دراسة المواصفات المطلوبة على الچينات وطريقة وراثتها، وهي ليست إلا حوالي ٤٥ صفة مثل المتانة والقدرة على مواجهة الأمراض والتأثر بالبيئة وما إلى ذلك، الله معك.. أعرف أن الأمر متاح للجميع، ولكن هل تظنه بهذه السهولة؟
-
فؤاد ياسر عامرطالب بكلية طب عين شمس، أهتم بالفنون والآداب، كما أؤمن بأن العلم هو الطريق الوحيد نحو التغيير.