استنادا الى الرواية الرسمية لديوان القنصلية الفرنسية فان :

ممثلها السيد دوفال تقدم يوم 27 أفريل 1827 لمقابلة الداي الذي قصد تهنئته ، كما جرت العادة عشية الاحتفال بيوم العيد، فسأله الداي عم اذا كان قد تلقى جوابا على الرسالة التي وجهها لوزارة الشؤون الخارجية ،فأجابه القنصل بأنه لم يتلق جوابا على الرسالة التي وجهها لوزارة الشؤون الخارجية ،فأجابه القنصل بأنه لم يتلق جوابا بعد، وعلى اثر تلك الإجابة ضربه الداي عدة مرات بمنشة وأمره بالخروج .

بالنسبة للحكومة الفرنسية ،فان المساوىء آتية من جهة الداي حتى وان تم تبني أكثر الروايتين ملائمة له ، وحتى لو كان ثمة ما يزعجه في القنصل، فما كان ينبغي عليه أن يضربه ،ولم تشر الرواية الرسمية للسلطات الفرنسية الى أي ملاحظة متصلة بالسلوك السيء لقنصلها ووقاحته تجاه حاكم الايالة ،فجعلت من المروحة منشة ( مصنوعة من شعر ذيل الحصان) الى جانب تلقي قنصلها لعدة ضربات لا لضربة واحدة ( ولم يشر الى منطقة الجسم التي طالتها تلك الضربات) ،

لقد تم تدبير كل هذه الحيلة لتسريع وتيرة الحملة المرتقب شنها على الجزائر .

من المستبعد أن يكون الداي حسين شخصية فظة، فلا القناصلة الأجانب ولا كل من عرفه بقادرين على اتهامه بأي عمل عنف، الا أن حادثة المروحة التي تعد عند البعض من مجال الأسطورة ، أصبحت لصيقة باحتلال فرنسا للجزائر طيلة 132 سنة (1830-1962).

أخذت فرنسا على عاتقها الى جانب تطهير شرفها المداس "مهمة" تنصير افريقيا :

أليس من دواعي الغبطة ومستلزمات الضمير أن تنتشر المسيحية في القارة ، وتستكمل " المهمة" التي استلزمها الغزو، وسبيل ذلك دعوة تلك الشعوب " المتوحشة" الى الاعتراف بمعتقداتها ودينها؟.

تلك " المهمة" التي تدخلت فيها العناية الإلهية لتوكل أسرها للحكومة الفرنسية مهمة طيبة ،لأن تلك الحكومة أخذت على عاتقها، يوم استيلائها على افريقيا، مهمة إيصال أفضل ما هو عند دولة متحضرة الى أولئك المتوحشين : أنوارها ومعارفها الى جانب معتقداتها التي كانت خلاف ما كانت تمارسه تلك الشعوب الافريقية وتؤمن به.

يتبع...........