عن اللاشئ أتحدث
اللاشئ .. الفراغ .. العدم.
نشر في 18 يونيو 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
إن جئت إلي هنا باحثا عن جرعة من الثقافة العامة؛ فلا تدخل أعماق مقالي، فأنت هنا على عتبة اللاشئ.
فأنا قد سئمت من نشر المقالات المفيدة، التي خلقتها ونفخت فيها من روحي لتغيير الفكر، الذي دام لعصور خامدا، يتلقاه الشخص في فمه بيد المجتمع دون حتى النظر لماهيته، وتحليله حتى يمضغ ما هو مناسب لجسده، ويرفض ما لا يستسيغه.
ولكن دعك من كل هذا الكلام، فأصبحت أراه هراء، لأن لا أحد حتى يستمع لي، بل لم أجد إلا سيلا من الإنتقادات يتدفق في وجهي، حتى اعترفت أن ربما كلامي هذا لن يغير شيئا أبدا، فما كان لي إلا التزام الصمت.
فجئت اليوم لأتحدث عن اللاشئ .. عن الفراغ .. عن العدم.
جئت بلا أية تحضيرات مسبقة لكتابة مقال كامل دون وجود فكرة واحدة داخل رأسي، بل سيتوليان خيالي وقلمي هذه المهمة، وسأتركهما يقوداني بلا أية وجهة.
فهل أنت مستعدا لخوض هذه المغامرة معي؟
إذا فلنبدأ:
ماذا عنى لك اللاشئ عندما قرأته في أسطري؟
أنا عن نفسي عندما كتبته لم يكن ذي معنى واضحا عندي، بل بدأ يتضح الآن في خيالي، لذا ساتحدث عن أول خاطر خطر لي الآن عن اللاشئ.
رسم خيالي شخصا يعمل في مجال ما، ولكنه لا يحبه: أي أنه ليس في مكانه المناسب، ورغم وجود ضوء يشع داخله، ولكنه خائف حتى من إظهاره، فتصورته وهو يقفز قفزات متتالية نحو اللاشئ.
وكيف رأيت الفراغ؟
تصورت الفراغ شخصا فارغا من الداخل، لا شعور .. لا مبادئ .. لا أمل .. لا طموح .. لا ثقة في النفس .. لا إيمان تجاه أي شئ.. لا يوجد أي شئ ليعطيه لغيره، وكأنه بلا حياة .. مجرد فراغ تام.
وكيف تصورت العدم؟
تخيلته شيئا جميلا كثير الألوان، جعلني ابتسم ثم تلاشى، ولم يبقى منه شئ، ربما هو الأمل في شئ ما عندما نتعلق به ويفقد، ويتركنا في ذهول تام.
سأتوقف هنا وأترك لك أنت المجال لتكمل ما بدأته، وتطلق العنان لخيالك.
ماذا عنى لك أنت كلا من ( اللاشئ، الفراغ، العدم ) منذ الوهلة الأولى؟
-
ياسمينخلقت لأعبر بقلمي عن فكر أبنيه.