كما نعرف أن الماء يشكِّل نسبة ٧٠٪ من الكرة الأرضية، ناهيك عن أنه المكوّن الأكبر في جسم الإنسان بنسبة قد تصل إلى ٩٠٪ في الشخص البالغ، هذا كله يدفعنا لمحاولة فهم طبيعته. وتحديدًا عندما لوحظ أنه من أكبر الصعوبات أن تجد ماء سائل في بقية النظام الشمسي، إذن ما مصدره؟

سأنطلق بك في رحلةٍ فيزيائية سريعًا، فأنصحك بالتركيز. كلنا نعرف أن الماء يتكون من ترابط ذرتي هيدروچين مع ذرة أوكسچين، والهيدروچين هو أهم العناصر على الكوكب، إذ أنه كان المكون الأساسي والوحيد في كوكب الأرض في بدايته، ثم بعد ذلك —وبفعل الضغط والحرارة— تحولت نسبةً منه إلى هيليوم والذي بدوره انصهر مكونًا العناصر الآخرى في عملية تعرف بالتصنيع النووي، وانتشرت هذه العناصر عند انصهار الكون نسبةً إلى نظرية الانفجار العظيم.

حينها وبفعل الحرارة اندمجت الجزيئات مع بعضها البعض ومنها جزيئات الماء H2o.. ولكن ما هي كمية الماء التي قد وصلت لنا؟ وهل ستنتهي؟

في الحقيقة لا نعرف إجابة محددة لهذا النوع من الأسئلة، ولكن كالعادة سنستند إلى بعض التجارب والتي يوجد الكثير منها، لكننا سنذكر أهمهم، والتي تخبرنا أنه كان هناك كميات صغيرة نسبيًا عندما تشكلت الصخور والتي تبخرت بفعل الحرارة. ماذا؟ ولكن كيف عاد إلى الكوكب؟ هنا يأتي الجزء الأهم، ظن العلماء أنها أتت عن طريق المذنبات أو بالأحرى بواسطة الكويكبات التي قصفت الأرض عبر ملايين السنين.

وعرفنا ذلك عن طريق فحص النيازك الغنية بالكربون، والتي تشكلت بعد فترة من نشوء نظامنا الشمسي. والمفاجأة أننا وجدنا أنها لا تحتوي على ماء فحسب، بل إنها تطابق الترطيب المعدني للصخور الأرضية، ولذلك أعتقد العلماء أن الأرض تخزِّن جزء كبير من المياة. سواء كان من المرة الأولى أو من نتائج قصف النيازك، أو من كليهما معًا.