يَحدُثْ أن تصيبَكَ غربةٌ في وطنكَ .
أينما ذهبت تجدُ نفسكَ وحيداً , لا أرض تحتضنك , ولا سماء ترسلُ لها شَغَفكَ .
وحضنٌ لطالما كانَ متكئاً لك , ملاذكَ الآمِنُ ما عادَ يحويكَ .
تمنيتَ لو أنكَ مغتربٌ عن وطنِكَ , هناكْ , ما وراءَ البحار .
أو في صحراءِ بعيدةٍ , تزيدُ لهيبَ شوقكَ لوطنِكَ .
تعيشُ على أملِ العودَةِ لوطنكَ , وأملُ اللقاء بمن اشقتهم يومًا .
لكنكَ غريبٌ عن نفسِكَ , غريبٌ عن مشاعِركَ . التي لطالما حاولتَ عبثًا طردها , أو على الأقل تجاهلها , وما استطعتَ الى ذلك سبيلا .
تحاولُ ضمَ نفسكَ , تنكفئ على ذاتكَ , تشكي نفسَكَ الى نفسِكَ .
بتَ هشًا تذروكَ الرياح .
بقَدرِ ما لقيتَ من نفسِك , باتَ ظاهركَ لينٌ , وفي جوفكِ نواةٌ صلبةٌ , أقسى مما يتوقع أقربُهُم اليكَ.
وفي تلكَ النواة , ماضٍ تتذكره , صغيرًا , و تعيش على ذكراه . ومستقبلٌ تنتظره بشغفٍ , عسى أن يهديكَ فرحًا , لطالما افتقدتَه .
كنتَ أنتَ , ولم تَعُدْ .
وكنتَ فعلُ ماضٍ . !
فلا ليلٌ يجيء فيؤنس وِحشَتَكْ .
ولا صبحٌ يضيء فَ يبدد ظُلمَتَكْ . . .
-
احمد الزيوددرجة البكالوريوس في الاقتصاد , أهتم بالأدب , القراءة , الكتابة . تجذبني القبضة الطينية للتراب حينًا و ترقى بي روحي للعُلا .. أنا محضُ انسان . . .